لو ترك الأمر لخيال أحدنا ليرسم لنا صورة لأي من المراكز الثقافية التي لا تكاد تخلو منها قرية أو مدينة، في هذا الزمان الذي باتت معه الثقافة عنواناً بارزاً ومطلباً حيوياً يضفي جمالية ومتعة من نوع خاص على حياتنا، لبادرنا ودون أدنى شك بصورة لمبنى لا تنقصه الضخامة والجمالية التي تتوافق ومعطيات عديد الأنشطة التي تنطوي تحت لواء الثقافة، ولكن وكما أرادها الشاعر "محمود درويش" "يبقى الخيال أحلى وأجمل" الأمر الذي يثبته واقع المركز الثقافي في مدينة "الشيخ مسكين" الذي لا يتعدى كونه مكتبة يظلها سقف وتحيطها أربعة جدران، ومع هذا والحال كذلك تعيش ثقافة هذه المدينة وبرعاية من رئيس مركزها الثقافي الأستاذ "سليمان طلال جبر" ومساعدة موظفيه حراكاً ونشاطاً مستمرين يثبت من خلالهما الأستاذ "سليمان" أن العزيمة متى وجدت لا تنثني مهما عظمت المصاعب،
موقع eDaraa التقى بتاريخ 5 آب 2009 السيد "سليمان طلال جبر" رئيس المركز الثقافي في مدينة "الشيخ مسكين" للتعرف عليه، فعن نفسه يقول: «ولدت في "الشيخ مسكين" عام 1962 ودرست جميع المراحل في مدارسها، انتسبت إلى جامعة "دمشق" عام 1981،عينت في مدارس التعليم لدى مديرية التربية في "درعا" من عام 1985 إلى العام 1989 حيث كلفت بالعمل لدى فرع الشبيبة في "درعا" مسؤولاً عن القبول الشبيبي الجامعي والأنشطة التربوية حتى عام 1994 حيث سافرت للعمل مدرساً خارج القطر عدت بعدها للعمل في مدارس المحافظة إلى أن كلفت باستلام منصبي الحالي مديراً للمركز الثقافي في مدينة "الشيخ مسكين"».
لا يسعنا في هذا الإطار إلا الحديث عن ضيق المكان فالمركز ليس إلا غرفة واحدة مقرها مجلس البلدية، فالافتقار إلى مبنى مخصص ومستقل للمركز الثقافي يجعل النشاطات محدودة ومقتصرة على إقامة الندوات والمحاضرات وإعارة الكتب الشيء الذي نرجو أن نتخطاه في القريب العاجل
وعن خصوصية منصبه يقول: «شيء جميل ورائع أن تكون مديراً لأحد المراكز الثقافية أو عاملاً في أحد مجالات الثقافة لأن ذلك يعني أنك في متابعة مستمرة وعلى إطلاع دائم لأحدث المستجدات الحاصلة وهي متعة لها طابعها الخاص، كما أن هذا المنصب يعني أنك في تواصل مع كافة الجهات والشخصيات الثقافية وهو شيء مميز وجميل».
وعن رؤيته وتقييمه للوضع الثقافي في مدينته "الشيخ مسكين" يقول: «مع ما يعيشه المركز من صعوبات وما يعيشه المواطن أيضاً من ضغوطات لعل أبرزها الاقتصادية الأمر الذي يجعل اهتمامه وجهده ينصبان أولاً على أعماله التي يمارسها الشيء الذي تتراجع معه النشاطات الثقافية على سلم اهتماماته مع كل هذا فإنه يمكن توصيف الحركة الثقافية في هذه المدينة بالجيدة بدليل العديد من الأسماء التي استطاعت أن تبرز ليس في سماء المحافظة فحسب وإنما في سماء القطر، من هذه الأسماء يمكن أن نذكر الشاعر "عبده سليمان الخالد" الذي حصل على العديد من الجوائز على مستوى القطر في مجال الشعر، والشاعر "حمدي التمكي"، هذا من الجيل القديم، أما من الجيل الجديد نذكر الدكتور "احمد البعلبكي" والأستاذ "ياسين الحريري" الذي حصل على المركز الثالث في مسابقة "ازرع" الشعرية لعام 2008».
وعن دوره في تنشيط الحركة الثقافية يقول: «نحن في المركز نعمل وحسب طاقتنا وإمكاناتنا على تقديم الأنشطة الثقافية بأبهى صورها أيضا نعمل دوماً على وضع أهل المدينة في صورة كل جديد ومهم من خلال إقامة والمحاضرات والندوات العديدة وفي مختلف المجالات ولا سيما في المجال الصحي الموضوع الأبرز والأهم بالنسبة لكثير من الناس ونعمل على أن يكون الحضور واسعاً من خلال التركيز على المواضيع المهمة واختيار المحاضرين، ونعمل على تشجيع القراءة من خلال إعارة الكتب وبالنسبة للأطفال فهناك العديد من العروض المسرحية التي يقدمها المركز لهم في صالات الفرق الحزبية».
وعن أبرز الهموم يقول: «لا يسعنا في هذا الإطار إلا الحديث عن ضيق المكان فالمركز ليس إلا غرفة واحدة مقرها مجلس البلدية، فالافتقار إلى مبنى مخصص ومستقل للمركز الثقافي يجعل النشاطات محدودة ومقتصرة على إقامة الندوات والمحاضرات وإعارة الكتب الشيء الذي نرجو أن نتخطاه في القريب العاجل».
وعن الآمال والطموحات يقول: «نأمل أن نستلم وفي أقرب وقت المبنى الجديد للمركز الثقافي فهناك العديد من الأنشطة نسعى لإقامتها وهي مرهونة باستلامه مثل إقامة مكتبة الكترونية بالتعاون مع بوابة المجتمع المحلي أو شبكة المعرفة الريفية وافتتاح معهد الثقافة الشعبية وإقامة العديد من الدورات مثل اللغة والخياطة والموسيقا وغير هذه الأنشطة التي تتطلب مواصفات خاصة على مستوى المكان».