في بناء حجري قديم يمثل جزءا من ماضيها العريق وعلى ضفاف بركتها المعروفة ببركة"الحاج" تعيش وتحيى ثقافة مدينة "بصرى الشام"، هذا المكان الذي التقى فيه الماضي بالحاضر في رحلة عطاء مستمر اختير ليكون مقرا للمركز الثقافي في المدينة،موقع eDaraa زار بتاريخ 22آب 2009 المركز الثقافي في مدينة "بصرى" والتقى مدير المركز الأستاذ "عبد الغفار العليان" الذي يعمل على وضع ثقافة المدينة في طريقها ومسارها الصحيح، ولتكون الثقافة على هذه الكيفية يقول:«للوصول إلى ثقافة سليمة ومميزة لابد من قاعدة شعبية واسعة ومساهمة ومشاركة في جميع الأنشطة، ورغم وجود مثل هذه القاعدة في مدينة "بصرى" إلا أن بعض المنغصات باتت تصرفها عن الاهتمام بالشؤون الثقافية ولا سيما الأوضاع الاقتصادية، لذلك فان وجود قاعدة شعبية واسعة بأوضاع سليمة هو من المعايير المهمة لثقافة مميزة».
وعن العمل في المجال الثقافي يقول:«لاشيء أحلى ولا أجمل من العمل في المجال الثقافي، فهناك فرق واسع وكبير بين هذا المجال والمجالات الأخرى، فهنا أنت تتعامل مع الطبقة المثقفة صاحبة الأفق الواسع والنظرة الجمالية، هذا الشيء يفرض على مدير المركز الثقافي أن يكون على سوية ثقافية عالية وعلى اطلاع واسع في مختلف المجالات، وإلا لاصطدم بكثير من الأمور التي ستكون سبب في فشله».
كسائر المراكز التي تشكو الضيق على مستوى المكان، فان مشكلتنا تكمن في عدم وجود المبنى المناسب للقيام بالعديد من الأنشطة التي يعطل وجودها ضيق المساحة
وعن اهتماماته الثقافية يقول:«أحب المطالعة بشكل كبير، وأفضل الموضوعات السياسية وفي هذا المجال أحب كثيرا كتاب "أمهات الكتب السياسية"، وأحب أيضا مطالعة الكتب الدينية والأدبية ولاسيما الشعر والنحو».
وعن الحضور الجماهيري للأنشطة يقول:«قيما يخص متابعة وحضور الأنشطة الثقافية يمكن القول بان الحضور متباين، ولكن السمة الأساسية لهذا الحضور انه يكون واسعا في المحاضرات الدينية والأدبية والصحية أي في الأمور التي تلامس الواقع الاجتماعي للناس».
وعن الصعوبات التي تواجه ثقافة المدينة يقول:«كسائر المراكز التي تشكو الضيق على مستوى المكان، فان مشكلتنا تكمن في عدم وجود المبنى المناسب للقيام بالعديد من الأنشطة التي يعطل وجودها ضيق المساحة».
وعن الآمال والطموحات يقول:«نأمل بان نطور العمل الثقافي في كافة اتجاهاته من خلال إقامة المهرجانات الأدبية بكافة فروعها كالشعر والقصة ومعارض الفنون التشكيلية ودورات معاهد الثقافة الشعبية كاللغة والكمبيوتر، والنهوض بالمجتمع المحلي إلى حالة من الوعي لأهمية الثقافة ودورها في المجتمع».
يذكر أن الأستاذ "عبد الغفار العليان" هو من مواليد مدينة بصرى عام 1968 حاصل على إجازة في العلوم السياسية، عمل مدير ثانوية لمدة ثلاث سنوات وأمين سجل مدني للبطاقات الانتخابية وأمين رابطة شبيبة لمدة ثلاث سنوات ومديرا للمركز الثقافي في مدينة "بصرى" وما يزال يمارس عمله فيه.