بين ضجيج المدن والمساءات المتأرجحة بأشعة الشمس المتناثرة على جبين الأرض الحزين يضع الشعراء بصمات حروفهم نسيجاً جيداً في أفق الحياة، الشعر والحياة والإنسانية ثلاثية ما زال يعيش تحت ظلالها الشاعر، وخصوصاًً أبناء فلسطين يكتوي بنار الفرقة ويذوق ويلات الحياة ولكن أصابع يديه تقف مرة وراء القلم ومرة حول الزناد، رصاصة واحدة أو كلمة واحدة قد يطلقها قاذف باتجاه الظلام الذي يحجب الرؤى الإنسانية ليجد نوراً واعداً في ذاكرة الحياة.
موقع eDaraa في 30/3/2009 زار الشاعر "حاتم قاسم" ليحدثنا عن الشعر وماذا يشكل له في حياته وكانت هذه الكلمات:
** حركة الشعر في "حوران" تعتبر رائدة بالنسبة لكثير من المحافظات السورية بحكم قرب المحافظة من العاصمة "دمشق" وحب المثقف الحوراني للشعر العربي منذ القديم وحتى يومنا هذا ولا شك إن هناك مجموعة كبيرة من الشعراء في منطقة "حوران" تربو على الخمسين شاعراً ولكن الذين يتربعون على عرش القصيدة لا يتجاوزون أصابع اليد وعلى رأسهم الشعراء "محمود مفلح" - و"محمد خير القاعد "- و "أحمد الشرع" - "حسين الهنداوي" - "عبد الكريم الحمصي" والشعراء في المحافظة يحتاجون إلى مؤازرة من أصحاب الثقافة ليستطيعوا أن يوصلوا أصواتهم الثقافية إلى الآخرين.
** حينما تتحول الكلمات إلى رصاصات كفاح فهي تنطلق من القلب لتصب في القلب من قلب عاش هموم الوطن، وجسدها بحروفه إلى قصائد شعر واعدة تبشر بنصر يلوح في الأفق بعد دماء نزفت على الأرض، لتروي شغف الوطن للقاء أحبته الذين غابوا عن ثراه ردحاً طويلاً من الزمن.
** المستقرئ لفنون الأدب ولأشكال الشعر العربي يجد أنه من الصعوبة بمكان أن يجد الشعراء المعاصرين موطئ قدم لقصائدهم، التي تحتاج إلى جواز سفر دبلوماسي كي تعبر إلى مساحة ولو بسيطة من الشعر، القصيدة الحديثة أقصد قصيدة التفعيلة حملتني على جناحيها، وأنا ما زلت أتنسم نسيم الحياة بعد أن أصدرت ديواني الأول "زهرة القرنفل"، وأستعد لإصدار ديواني الثاني "سيطر ليلي صهيل الغيوم"، على أنني لا يفوتني أن أكتب قصيدتي بالطريقة الخليلية التي تتناسب والموقف الشعري والعاطفي أحياناً.
** لا شك أن بوصلة الشعر مركزها الرئيسي هو الشعر القديم أقصد القصيدة الخليلية بكل ما تحمل هذه الكلمة من مدلولات الصورة والمعنى، وتبقى هي التي توجهنا على الخارطة الشعرية فكلما حاولنا الابتعاد عن هذه الخارطة وقعنا في متاهات الغموض والطلاسم، وخاصة فيما يسمى بقصيدة النثر التي أخذت تحمل طابع الاستغلاق على فهم المتلقي إما بفعل تأثيرات الترجمات الباهتة أو التناص المقحم لقصائد الشعر وخاصة الشعراء الشباب.
** لا شك أن الشاعر هو من يسلط الضوء على هموم الأمة ويحمل بفكره وقلمه سلاح الكلمة للتعبير عن هذه الهموم، ويصوغها بإبداعه الفكري ليحقق وجوداً إنسانياً يليق بهذا الإنسان الذي أصبح سلعة مكدسة في بورصات المستثمرين، الشاعر الموقف هو الحياة بذاتها وهو الوعد الذي لا تعز به النفس لكي يبقى شامخاً علم أمته في مسيرة الحياة.
والجدير بالذكر أن الشاعر "حاتم قاسم" هو مواليد "درعا" 1965 وهو متزوج وله ابنتان وولد واحد ويعمل حالياً في مديرية الحبوب في محافظة "درعا"، صدرت له مجموعات شعرية "زهرة القرنفل" قدم لها الناقد والشاعر "حسين هنداوي"، وأيضاً "صهيل الغيوم" وله مشاركات كثيرة في مختلف المراكز الثقافية في المحافظة، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من الأمسيات الأدبية في "دمشق" و"القنيطرة"، ويشغل حالياً عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وعضو اتحاد كتاب الانترنت بالإضافة بأنه عضو تجمع القصة السورية، نشر مقالاته في معظم الصحف والمجلات السورية والعربية ونشرت قصائده على شبكة الانترنت.