من عبق الريف وجمال الطبيعة الساحر ومن رحم المآسي والعذابات الفكرية والظروف القاسية المحيطة يولد الأدباء والطامحون ليكونوا متميزين ليس عربيا بل ويحلمون بالعالمية.
في أسرة ريفية فقيرة فقدت راعيها واستشهد أحد أولادها ولد وترعرع الكاتب السوري "محمد حسن الحفري" الذي كانت شهادة أخيه دافعا ومحرضا جعله ينظر للحياة بمنطق مختلف وطموح لايتجاوز أن يكون كاتبا عربيا بل يحلم بالعالمية .
أنصح الكتاب الشباب بالقراءة ثم القراءة ثم الحياة بتجربتها الكبيرة وبحرها المتلاطم وإعادة قراءتها وكتابتها من جديد
eDaraa التقى الأديب والكاتب "محمد الحفري" بتاريخ 13/10/2009، وعاد بهذه السطور.
عن بداياته يقول "الحفري": «كانت انطلاقتي عبر المسابقات الأدبية الشبابية التي استطاعت أن تقدمني ككاتب، أشارك واحصد مراكز متقدمة بموهبتي التي ترعرعت معي منذ طفولتي، في قرى الجولان الحبيب».
وفي نظرة لحركة المسرح الشبابي في سورية يقول: «عندما نذكر المسرح الشبابي علينا النظراليه بعين التقديس والاحترام لما قدم هذا المسرح خلال سنوات طويلة ومنذ انطلاقته الأولى من أعمال جميلة ولها بصمتها الهامة في تاريخ المسرح السوري كالمسرح الشبيبي و المسرح الطليعي الذي قاد حركة الشباب في مجال المسرح وأقول أنه يوجد كوادر مسرحية لها حضورها وتعتبر من الأسماء الهامة على الصعيد المحلي وبالتالي فالمسرح الشبابي بخير ولا يزال يقدم لرفع سوية الجيل ومع ذلك أقول يوجد مسرحيين ولا يوجد مسرح، وأقصد أن يكون المسرح حالة يومية ومعتادة».
وبعودة لمجال الأدب و أهم الأعمال يتحدث عن أعماله فيقول: «لقد بدأت الكتابة مع قصيدة بعنوان "خيبة أمل " إضافة لمجموعة من الكتابات نشرت في العديد من الصحف والمجلات الدورية السورية والعربية أما النصوص المسرحية فهي "تداعيات الحجارة" صدر عن دار البيرق بـ"دمشق"، و"مازال حيا" صدر عن دار الفداء بحمص، أما الروايات "الفرد مفاوض شاطر" صدرت عن وزارة الثقافة -الهيئة السورية للكتاب، "بين دمعتين" رواية صدرت عن دار الثقافة والإعلام في الشارقة، ولدي تحت الطبع رواية"العلم" ،ورواية "وداع أخير لجسد امرأة" ،ومسرحية بعنوان "الآلهة التي خانت عيترون" ورواية للأطفال "صباح جديد"».
وعن أهم الجوائز التي حصدها "الحفري" يقول: «المركز الأول في كتابة النص المسرحي للشباب على مستوى سورية 2003، المركز الأول في كتابة المقال للمسرح الشبابي 2004، المركز الثالث لكتابة النص المسرحي لجائزة المزرعة للإبداع الأدبي والفني 2006، المركز الثاني لجائزة الشارقة للإبداع الأدبي الدورة العاشرة عن روايتي "بين دمعتي"».
ويحدثنا عن روايته "بين دمعتين" فيقول: «تتحدث عن العقود الثلاثة الماضية وما مرت به المنطقة من أحداث سياسية إضافة إلى تناولها حياة الناس أفراحهم وأحزانهم وسبل عيشهم ومعاناتهم في الحياة إنها تبحث عن تفاصيل صغيرة لكنها مهمة، بصراحة نعم توقعت الفوز وليس غرورا بل لأن العمل يحوي أشياء كثيرة من روحي وروح أناس قريبين لقلبي إنهم الأهل والجيران وأبناء البلد وقد بذلت جهدا كبيرا في كتابة هذه الرواية خلال السنوات الماضية وفي الحقيقة تعني لي الكثير فهي جائزة لبلدي قبل أن تكون لي وتحقيق المركز الثاني على مستوى الوطن العربي ليس أمرا سهلا بالتأكيد» .
وعندما سألناه أنت تكتب للمسرح ما الذي دفعك لخوض غمار فن الرواية قال: «الرواية عالم فسيح وواسع وفن جميل ومدهش فيه التفاصيل والجزئيات الصغيرة , من هنا أحببت الغوص في هذا العالم ولكونه لا يتعارض مع حبي لكتابة المسرح والأدب بشكل عام ».
وفي الحديث عن الروائيين الذين تأثر بهم يقول: «في الحقيقة إن قراءاتي كانت شاملة لكتاب عالميين وعرب ومحليين وكل ترك أثره بكتاباتي فمن الكتاب السوريين "حيدر حيدر" لاسيما روايته "الفهد"و"حسن حميد" وروايته "جسر بنات يعقوب " ومن الروائيين العرب "عبد الرحمن منيف" و"أحلام مستغانمي" و ومن الروائيين العمالقة "دوستويفسكي" و"تولستوي"».
ويختتم بالقول: «أنصح الكتاب الشباب بالقراءة ثم القراءة ثم الحياة بتجربتها الكبيرة وبحرها المتلاطم وإعادة قراءتها وكتابتها من جديد» .
ونذكر أن "محمد حسن الحفري" من مواليد محافظة "درعا" السورية قرية "المعرية" عام 1968 ، يحمل دبلوما في التربية الرياضية للمعلمين، مخرج وكاتب مسرحي وروائي، شاب متواضع مثقف على درجة كبيرة من الصبر والتحدي، مارس الكتابة كهواية منذ1992 وكان أول ظهور لكتاباته عام 2003، حصل على العديد من الجوائز العربية في مجال الرواية