يعتبر الأديب "محمد الحفري" أحد أهم الأدباء الشباب في محافظة "درعا"، الذين تركوا بصمة إبداعية وتوج قدراته وفرادته بإنجازات تخطت حدود المحافظة، لتمتد خارج حدود الوطن، ليسجل اسمه بحروف من ذهب في جائزة الإبداع العربية بـ"الشارقة"، بعد حصوله على المركز الثاني بالمسابقة، بعدما أطلق العنان لمقدرة إبداعية قل مثيلها عند غيره من أقرانه الأدباء الشباب.
كتاباته تلامس أحاسيس الناس من خلال النصوص المبدعة التي يخطها على ضفاف "وادي اليرموك" في قريته الحدودية "معرية" المحاذية للحدود الأردنية و"الجولان" السوري المحتل، أعطى القضية الفلسطينية حقها في نتاجاته الأدبية، يبحث عمن يرعى النصوص التي لا تزال مكدسة بدروج مكتبته الخشبية، التي أثقلتها أوراق القصص والروايات والنصوص المسرحية.
موقع eDaraa في 22/12/2009 التقى مع الأديب الشاب "محمد الحفري" ليحدثنا عن تجربته الأدبية وكان الحوار التالي:
** نشأتي في أسرة كادحة، هذا ما دفعني لمعرفة معاني الحياة وصعوبتها منذ طفولته الباكرة، وظهر ميولي الأدبي منذ نعومة أظفاري، وكانت انطلاقتي وبداياتي الحقيقية في الفعاليات التي كانت تقيمها منظمة الشبيبة بالمحافظة وعلى مستوى القطر وكانت أول مشاركة لي العام 2003، حصلت حينها على المركز الأول في مجال المسرح بالمسابقات المركزية للشبيبة على مستوى القطر بعمل حمل عنوان "تداعيات الحجارة"، قدم له الدكتور" حمدي موصللي" رئيس جمعية المسرح في اتحاد الكتاب العرب سابقاً، وبعد عام من مشاركتي الأولى حصلت على المركز الأول في مجال المقالة بالمسابقات المركزية أيضاً بعنوان "الأغنية الشبابية الحديثة".
** نعم كان لي عدة مشاركات لكن بداياتي التي صقلتها ونميتها بالشبيبة أثمرت عن نتائج عديدة أهمها حصولي على المركز الثالث في مجال المسرح بجائزة المزرعة للإبداع الفني والأدبي عام 2006 بعنوان "مازال حياً"، والعمل عن قصة للكاتب "محمد طلب" بعدما رفض هذا العمل من قبل اتحاد الكتاب العرب ووزارة التربية، والنص يتحدّث عن الإرهاب وكيف تلقفته بعض الأيدي الحاكمة لتمارسه تسلطاً ضد شعوبها، وبعد حصولي هذه الجائزة بعام شاركت بجائزة "الشارقة" للإبداع الأدبي العربي في دورتها العاشرة ونلت بجدارة المركز الثاني عن روايتي "بين دمعتين" في مجال الرواية العربية، وقد صدرت عن دار الثقافة في "الشارقة". تتحدث في جانبها السياسي عن الأحداث التي مرت بها المنطقة من بداية السبعينيات ولغاية العام 2000، وفي جانبها الاجتماعي تتحدث عن حياة قرية سورية تقع على الحدود مع أرض "الجولان" الحبيبة.
** شكلت لي جائزة "الشارقة" للإبداع نقلة نوعية في مجال الأدب، وكانت مرحلة جديدة في حياتي وضعتني أمام تحديات ومرحلة جديدة تتطلب الكثير من الجهد والمتابعة والعطاء، وأعطتني حافزاً لمتابعة الطريق الذي اخترته لنفسي، والاهم فهي جائزة لبلدي الحبيب قبل أن تكون لي، فتحقيق المركز الثاني على مستوى الوطن العربي ليس أمراً سهلاً بالتأكيد، فالنص الذي فزت به كان قد رفض من قبل اتحاد الكتّاب العرب في "دمشق"، وإذا به يفوز وتثني عليه مسرحية كبيرة في سورية هي الدكتورة "نائلة الأطرش" حتى إنها قالت لي يومها: إنها تفكر بترجمته إلى لغة أجنبية.
** التنوع بالكتابة يجعلك تسرح بعالم من الشخصيات والكركترات تعيش معها وتعيش معك، وحبي لكتابة المسرح لا يتعارض مع الأجناس الأدبية الأخرى ومنها الرواية، التي فيها من التفاصيل والجزئيات الصغيرة ما يمتع ويسر أثناء كتابتها، فهي عالم فسيح وواسع وهي فن جميل، ويأتي حبي لها من هذا المنطلق والأدب بشكل عام.
** يعجبني من سورية "حيدر حيدر" وخصوصاً روايته "الفهد"، واقتدي بالعديد من الأدباء العرب أهمهم "عبد الرحمن منيف" و"أحلام مستغانمي"، و"حسن حميد" بروايته الرائعة "جسر بنات يعقوب".
* هل من أعمال جديدة لك؟
** انتهيت من العمل بمجموعة قصصية للأطفال بعنوان "يجوب الآفاق"، ومسرحية للكبار بعنوان "الآلهة التي خانت عيترون"، ومسرحية للأطفال "القرد مفاوض شاطر"، وأعمل على إنجاز روايتين "العلم" و"وداع أخير لجسد امرأة".
** الكتابة للتلفزيون لها طعم ولون مغاير، كتبت عدة أعمال وحلقات تلفزيونية بحاجة لمن يتبناها كغيري من الأدباء، وقد انتهيت منذ فترة وجيزة من كتابة مسلسل تلفزيوني بعنوان "بقايا حزن"، أتمنى أن يأخذ فرصته بالظهور إلى النور، لأنني وبصراحة تعرضت ولأكثر من مرة لشراء النص وبطرق غير مشروعة على أن لا يكتب عليه اسمي، ورفضت رفضاً قاطعاً لأنني لا أبيع اسمي وفكري.
** أتوجه لمن يرغب بالكتابة من الشباب في الوقت الحالي، القراءة ثم القراءة ثم الحياة بتجربتها الكبيرة، وبحرها المتلاطم وإعادة قراءتها وكتابتها من جديد، أتمنى أن تقوم المؤسسات الثقافية بدورها الحقيقي وأن تكون أكثر فعالية وتأثيراً، وألا تكون مجرد وظائف يؤديها بعض أشخاص لا علاقة لهم بالثقافة والأدب.
بقي أن نذكر أن الأديب "محمد الحفري" مواليد قرية "معرية" عام 1968، وحائز دبلوم تربية رياضية للمعلمين، وهو متزوج ولديه ستة أطفال، يكتب بجميع أنواع الأجناس الأدبية.