تعتبر قرية تبنة كبقية قرى المحافظة الصغيرة مثالاً للريف الهادئ والبسيط، حيث يقدر عدد سكانها بـ (8) آلاف نسمة، وهي تقع في منتصف الطريق الواصل بين درعا ودمشق، وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان، تبعد عن درعا شمالاً حوالي 42 كم، وهي إحدى قرى ناحية الصنمين وتقع إلى الجنوب الشرقي منها بـ 9 كم، يخترقها وادي العرام وتحيط بها قرية بصير من الشمال ومن الجنوب قرية محجة وإلى الشرق بلدة خبب وقرية قنية من الغرب، تحوي قرية تبنة عدداً من المدارس الابتدائية والإعدادية، وقد خرجت العديد من حملة الشهادات العلمية والمتفوقين، كما تضم عدداً من المراكز الخدمية ومركز للهاتف، يعمل معظم سكانها في الزراعة وتنتج مختلف أنواع الخضراوات الصيفية، بينما يتجه شبابها للعمل في مراكز المدن.
تمتلك قرية تبنة إرثاً تاريخيا كبيراً، يشهد على ذلك المساكن الأثرية وبقايا الأساسات والحجارة المستخدمة في أعمال البناء بالإضافة إلى بعض التلال والخرب الأثرية المحيطة بها، ولا شك في أن أهم تلك الآثار الكنيسة القديمة الموجودة في القرية والمعروفة باسم كنيسة مارجاورجيوس (الخضر) للروم الكاثوليك، والتي يحدثنا عنها الأب سعيد الدرعاوي حارس الكنيسة: إن هذه الكنيسة تعود إلى الفترة البيزنطية، لكن من المؤكد أنها رممت أيام العثمانيين وذلك قبل مئة وأربعين عاماً وبعد ذلك بعشرين عاماً تعرضت للغزو من قبل بعض شذاذ الآفاق الذين كان هدفهم نهب ممتلكات الكنيسة، حيث تجمع فيها نساء وشيوخ وأطفال القرية، وحسب الرواية فإن شباب القرية هبوا للدفاع عنها فكانت المساعدة الإلهية بأن أرسل الخضر عليه السلام على حصانه الأبيض فأطلق شهباً في عيون أولئك الذين كانوا يريدون نهبها، وعليه سميت تيمناً بحاميها بقدرة الله وهو الخضر عليه السلام. وأضاف: إن أطوال الكنيسة تبلغ 10×25 متراً وآخر تجديد لها كان قبل حوالي السبعة عشر عاماً، ونحن الآن نحاول القيام بإصلاحات داخلية من أجل أن تبقى منارة ً توجه الناس للخير الإيماني بالله. وتابع الأب سعيد قوله: إننا نملك هنا نموذجاً فريداً من التعاون والتعايش مع إخواننا المسلمين، فقريتنا القرية الوحيدة ذات الأكثرية المسيحية في المنطقة ولم يكن سوى طابع الألفة هو الذي يجمعنا مع الجميع، فما الأديان سوى أنهر تصب جميعها في بحر الله عز وجلّ.