يقولون: لكل حجر ببلدي حكاية، فعندما نتحدث عن بلدة "المسيفرة" الواقعة إلى الشرق من مدينة "درعا" لابد من أن نعود إلى التاريخ وأن نقلب بين ثناياه لنكشف عن واحدة من قصص النضال والكفاح ضد المستعمر، معركة "المسيفرة" الشهيرة ضد الاحتلال الفرنسي والتي أصبحت رمزاً تتغنى به الأجيال.
/25/ كم إلى الشرق من مدينة "درعا" هي المسافة الواجب قطعها للوصول إلى بلدة "المسيفرة" إحدى بلدات ناحية "بصرى الشام"، فهي بذلك تتوسط المسافة بين هاتين المدينتين، إلى الشمال من بلدة "المسيفرة" تقع بلدة "الكرك" وإلى الجنوب قرية "الجيزة" ومن الغرب قرية "الغارية الشرقية" وتأتي قريتي "كحيل" و"صيدا" من الغرب أما من الشرق فتحدها قرية "جبيب" في محافظة "السويداء"، بالإضافة إلى مجاورتها لعدد من القرى كـ"السهوة" و"أم ولد".
هناك رأيان، الأول وهو الأرجح يقول بأنها كانت محطة استراحة لقوافل الحجاج القادمة من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبالعكس، أما الثاني فيقول بأنها سميت بهذا الاسم لكون أراضيها سهلية منبسطة فوصفت بالمسفرة
ولمعرفة سبب تسمية بلدة "المسيفرة" بهذا الاسم فقد التقينا السيد "عبد الإله الزعبي" رئيس مجلس البلدة والذي قال: «هناك رأيان، الأول وهو الأرجح يقول بأنها كانت محطة استراحة لقوافل الحجاج القادمة من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبالعكس، أما الثاني فيقول بأنها سميت بهذا الاسم لكون أراضيها سهلية منبسطة فوصفت بالمسفرة»،
ويتابع السيد "عبد الإله" معطياً فكرة موسعة عن البلدة: «يبلغ عدد سكان البلدة حوالي /15/ ألف نسمة، ومن أشهر وأكبر العائلات في البلدة عائلة "الزعبي"، يعمل سكانها بمختلف المهن، ويشكل الاغتراب وخصوصاً في دول الخليج مصدر الرزق الأساسي بالنسبة لهم، وقد استفادت البلدة من أبنائها المغتربين بشكل كبير، وتأتي الزراعة بالمرتبة الثانية إذ تنتشر الأشجار بكثرة ولاسيما الزيتون حيث يصل عددها إلى (60) ألف شجرة، كما تنتج القمح والشعير والخضروات بأنواعها، يساعد على ذلك بيئة البلدة إذ تمتاز بجو معتدل شتاءً وحار نسبياً صيفاً، وبمعدل أمطار سنوي يتراوح بين (220- 250) مم، ويبلغ وسطي ارتفاعها عن سطح البحر 550 م».
ويضيف السيد "عبد الإله": «يوجد في البلدة عدد من المراكز الخدمية وتتركز في مجمع الدوائر الحكومية الذي تبرع به أحد أبناء البلدة المغتربين وهي: (مركز أحوال مدنية- شعبة مالية- شعبة للهلال الأحمر- مكتب توثيق عقاري- مكتب للمصرف الزراعي ومستودعات للأسمدة- محكمة صلح- صحة مدرسية- صيدلية نقابية- مكتب للتأمين والمعاشات- مركز للبريد- وحدة مياه)، ويوجد أيضاً مركز للعمران، مركز أعلاف، مركز صحي متطور، وحدة إرشادية، مركز ناحية، مجلس البلدة والمركز الثقافي، وتحوي البلدة سوقاً تجارياً عاماً وسوقاً شعبياً أسبوعياً (سوق الثلاثاء)، فيما يخص التعليم فهي تضم نسبة جيدة من المتعلمين ويوجد في البلدة مدرسة ثانوية عامة واحدة وثانوية فنية وثلاث إعداديات وخمس مدارس ابتدائية، ويزيد إجمالي عدد الطلاب عن /3800/ طالب بمختلف المراحل وهناك مدرسة ابتدائية ستكون جاهزة في العام 2010».
وأما بالنسبة لتاريخ البلدة فإن السكن الحديث يعود إلى قبل (250) عاماً، وتحوي بعض الأبنية العثمانية، ولابد لمعركة "المسيفرة" أن تطفو على السطح مجدداً، وسيحدثنا عنها السيد "محمد علي الشيخاني" حيث قال: «جرت المعركة في عام 1925م، وقدر عدد الثوار ببضعة مئات فيما كان عدد الجنود الفرنسيين (1500) جندي، وقد استعمل الفرنسيون الطائرات والرشاشات والمدافع الثقيلة، ونتج عنها سقوط أكثر من 250 شهيداً من الثوار فيما تكبد الفرنسيون خسائر فادحة بالأرواح وبالعتاد، وتخليداً لذكرى أولئك الشهداء الأبطال فقد أقيم نصب تذكاري في مدخل البلدة يدل على عظمة ذلك الموقف».