«هي قصة ابنة ملك بصرى، حيث قال له العرّافون أن ابنته الأميرة ستموت من لدغة "عقرب" فأمر لها ببناء سرير مرتفع عن الأرض، وفي يوم من الأيام أحبت الأميرة أن تأكل عنباً فأحضروا لها عنقوداً من أرض إحدى القرى التي كان يوجد فيها كروم وفيرة، ولسوء الحظ فإن "عقرباً" استطاع أن يختبئ بين حبات العنب دون أن ينتبه له أحد، وعندما باشرت تأكل منه لدغها "العقرب" وماتت الأميرة، وسئل عن سبب موتها قال الناس ماتت من عنب فيه "عقرب" فأصبحت القرية التي أنتجت ذلك العنقود منذ ذلك الحين تسمى "عقربا"».
هذا ما بدأ به الأستاذ "سعيد الحاج" رئيس مجلس بلدية "عقربا" التي زارها موقع eDaraa وفي تفاصيل أكثر قدمها لنا الأستاذ "سعيد" عن تسمية القرية قال: «كان اسم القرية هو "الدير الأحمر" نسبة للدير الموجود بها أسوة بالقرى الموجودة حولها مثل "دير العدس" و"دير البخت" التي ما تزال موجودة حتى الآن في حوران».
كان اسم القرية هو "الدير الأحمر" نسبة للدير الموجود بها أسوة بالقرى الموجودة حولها مثل "دير العدس" و"دير البخت" التي ما تزال موجودة حتى الآن في حوران
أما عن الموقع والمساحة يقول "الحاج": «تقع قرية "عقربا" في منطقة "الجيدور" أي بين سهل "حوران" و"هضبة الجولان" وفي الزاوية الشمالية الغربية من محافظة "درعا" ويحدها من الجنوب بلدة "الحارة" ومن الشرق بلدة "كفر شمس" وقرية "أم العوسج" ومن الشمال قرية "كفر ناسج" وقرية "المال" ومن الغرب الحدود الإدارية لمحافظة "القنيطرة" حيث تبلغ مساحتها الإجمالية 3700 هكتار موزعة بين 450 هكتاراً المخطط تنظيمي و3250 مساحة الأراضي الزراعية».
أما عن عدد السكان والحركة الاقتصادية والثقافية يقول "الحاج": «يبلغ عدد سكانها نحو 6272 نسمة وعدد الأسر نحو 850 أسرة، وبلغ عدد الوافدين من محافظة "القنيطرة" 800 نسمة ويبلغ عدد المنازل فيها نحو 850 منزلاً موزعة على 28 حياً لكل حي مندوب يمثله أمام لجنة التنمية ، أما الحالة التعليمية فهي بنسبة جيدة حيث لا تتجاوز نسبة الأمية 6.6 %».
وعن الأشياء التي يشتهر بها أهالي القرية يتابع "الحاج": «يشتهر سكان المنطقة بالزراعة وتربية الماشية والدواجن ويأتي القمح في المرتبة الأولى من المحاصيل الزراعية، ثم الحمص والشعير حيث دخلت شجرة الزيتون مؤخرا على القرية، حيث تعد اكبر غرسه عمرها 20 سنة ويبلغ عدد الغراس حوالي 14000 غرسة».
وعن أهم الأبنية والمنشآت الحكومية المجودة في البلدة يقول "الحاج": «يوجد في البلدة عدد من المنشآت الحكومية منها مبنى مجلس البلدية ووحدة إرشادية ومركز ثقافي ومركز صحي كما تحتوي البلدة على 4 مدراس لتعليم الأساسي حلقة أولى وإعدادية وثانوية وروضة للأطفال مؤلفة من ثلاث شعب».
وعن أشهر الأماكن الأثرية يقول "الحاج": «يوجد مسجد قديم يعود بناؤه إلى أكثر من 80 سنة حيث بناه بناؤون من بقاع "لبنان" وما يزال بعضهم على قيد الحياة، وهو مبني على أنقاض دير الأحمر الأثري، إذ إن الاسم القديم لهذه القرية مستوحى منه، حيث إن أساساته ما تزال ملحوظة، ويحيط به سور قديم له بوابة من جهة الجنوب صغيرة والبوابة الرئيسية من جهة الشمال وتوجد عليه نقوش سنابل قمح وعناقيد عنب
كما يوجد بعض الأبنية الأثرية والتي يعود بناؤها إلى زمن الرومان والتي ما تزال قائمة حتى الآن وهي بحالة جيدة، ويتم التنسيق مع دائرة الآثار في الصنمين من اجل المحافظة عليها».
ويتابع "الحاج": «كان يوجد برج قديم يصل ارتفاعه نحو 9 م قام أهالي القرية بهدمه من اجل بناء مدرسة في عام 1948 وتضاربت الأخبار حوله، فمنهم من يقول انه كان زاوية لقصر قديم، أو انه برج مراقبة من اجل حماية كروم العنب التي تواجدت بكثرة، ومنهم من يقول انه برج يهتدي به المسافرون لوجود عدة طرق ومسالك رومانية قديمة بقيت ملامحها موجودة حتى الأمس القريب، ويقال انه توجد أبنية مدفونة تحت الأرض».
وفي نهاية الحديث أشار الأستاذ "سعيد" إلى أن المعلومات عن أشهر الأماكن الأثرية في البلدة مأخوذة من كبار السن في البلدة وذلك لعدم وجود وثائق تاريخية تثبت صحة هذا الكلام أو عدمه.