يقام في صالة المركز الثقافي العربي "بدير الزور" معرض هو الأول من نوعه من حيث الفكرة والمضمون، وذلك اعتباراً من 28/12/2009 وحتى تاريخ 31/12/2009 إنه معرض "الأوائل" للفنان "غسان رمضان". التقى eSyria هذا الفنان وعن فكرة المعرض حدثنا قائلاً: «إن الأجيال الناشئة متعطشة لمعرفة الكثير عن هذا البلد، وكذلك هي تواقة لمعرفة الشخصيات التاريخية، ماذا فعلت وماذا عملت، لأنهم لا يعرفون عن أجدادهم شيء، ولا عن مدينتهم، ومن هنا جاءتني فكرة إحياء التراث ورسم الشخصيات الأولى والمميزة في مدينة "دير الزور" فهي فكرة جديدة ومحببة لدى الناس».
وعن التقنية التي استخدمها أجابنا: «لقد ابتعدت عن الألوان والقماش والكرتون وبدأت بآلة الحرق على الخشب فهي اقل كلفة من لوحات الزيتي والمائي، وكذلك لها مدى أطول وعمر مديد فلدي لوحات قديمة للحرق على الخشب عمرها أكثر من أربعين عاماً، فالحرق على الخشب يتميز بالدقة ونقوشه غائرة، وتظهر قوة يد الفنان في الفن».
أتمنى أن تعاد هذه التجربة، وقد أسعدني كثيراً أن أرى صورة والدتي بين الشخصيات الرائدة في "دير الزور"
وعن خصوصية هذا المعرض كان لنا لقاء مع الباحث والفنان "سعيد حمزة" الذي قال لنا: «كانت لوحات هذا المعرض بمثابة كتاب ببلوغرافيا لشخصيات مهمة في تاريخ "دير الزور"، إضافة إلى انه أول معرض فني تكون لوحاته بالكامل مرسومة باستخدام تقنية الحرق على الخشب».
كذلك كان لنا وقفة مع أحد الحضور وهو السيد "حسين محمد علي الحاج سعيد" والتي كانت إحدى لوحات المعرض مرسومة لوالدته "عمشة الدعدوني" كونها أول بائعة أدوات لزينة النساء في "دير الزور"، فقال لنا: «أتمنى أن تعاد هذه التجربة، وقد أسعدني كثيراً أن أرى صورة والدتي بين الشخصيات الرائدة في "دير الزور" ».
وعن فائدة المعرض بالنسبة للجيل الجديد، قال لنا السيد "صبحي المنفي": «لهذا المعرض خصوصية كونه يعبر عن تراث "الدير"، وهو فرصة لكي يتعرف الجيل الجديد على تراث الآباء والأجداد سواء كشخصيات أو كأحداث مرتبطة بهذه الشخصيات».
وعن التحضيرات لها المعرض، ومدى تفاعل الناس معه التقينا بشقيق الفنان الأستاذ "عبد الحكيم رمضان"، والذي قال لنا: «منذ أكثر من سنة وأخي يحضر لهذا المعرض والذي تطلب جهداً كبيراً منه، وقد لاقى المعرض قبولاً لدى الجمهور الفراتي كان جلياً من خلال تصريحات زوار المعرض».
وعن ضرورة اهتمام المعنيين بهذا النوع من المعارض قال لنا أحد الزوار، وهو الأستاذ "عبد الكريم الهفل" : «نظراً لما لهذا المعرض من خصوصية كونه يوثق ويمجد أعلام "دير الزور" المميزين، يجب على الجهات المعنية اقتناء هذه اللوحات بحيث توضع كل منها في المؤسسة المناسبة لتبقى هذه الصور تذكر الأجيال الجديدة بالقدوة الصالحة من أبناء بلدهم».