أربعة كتّاب حملوا معهم القصة والشعر إلى مدينة "دير الزور" التي استضافهم مركزها الثقافي، القاص "غسان كامل ونوس" والقاص والروائي "حسن حميد" والشاعرة "فاديا غيبور" والشاعر "عبد القادر الحصني".
موقع eSyria تابع هذه الأمسية وكان له هذه الوقفات مع الأدباء:
بيني وبين النوم مسافات أحاول عبثاً عبورها، وأحاول جاهداً ألا تنتهي، منذ متى لم أستطع الرقاد، لم أنم بلا وعي أو إرادة كما أشتهي، مسترخياً، متحرراً من قيود وعثرات، أغفو وأفيق بلا قلق، أو ضغوط أو تساؤلات؟!
أولها مع القاص والروائي الدكتور "حسن حميد" الذي قال: «قرأت قصة عنوانها "امرأتان" تتحدث عن نضال المرأة الفلسطينية داخل سجون العدو الصهيوني الغاشم، فتقص علينا كل امرأة قصتها قبل دخولها المعتقل، وتبين لنا أشكال المواجهات والصبر والنضال ضد القوى السوداء داخل المعتقل وفي النتيجة تستند كل امرأة إلى رفيقتها كي تصير حياة السجن حياة ملأى بالعمل والقراءة والتعلم من أجل حياة جديدة تبدأ داخل السجن وتنتهي بالأمل المعقود على كل فرد فلسطيني».
الشاعر "عبد القادر الحصني" قال: «قدمت في هذه الأمسية نصين هما "ماء كوثر" و"لم يلد أحداً"، في القصيدة الأولى استعرضت قصة حب تقوم على الذاكرة والتداعيات الوجدانية وتدخل معطيات ثقافية كثيرة في أجواء النص. أما القصيدة الثانية: فقدمت تحية للشاعر الراحل "محمود درويش" وعالجت بعض القضايا الإشكالية في تجربته السياسية والشعرية وكنت معه ضد الأصوات التي حاولت النيل من جوانب من تجربته الحياتية والإبداعية».
يقول "الحصني" في قصيدته "لم يلد أحداً":
«لنجمك أن يغادر/ ما على نجم إذا خطبته عالية سماء
غير أن يصعد حزيناً نصف حزن/ لم يلد أحداً
ولكن كان محكوماً بأن يولد/ فتحمله من أرضين أرض
ثم يحملها/ لينهد في اتجاه الحلم/ لم يكذب عليه عليه الحب
لم تخدعه سوسنة/ ولم يمدح سوى ظل لذاك الحلم/ ظل ليس أكثر
لم يقل أحد سواه عن الضباب بأنه ليل وأبيض
واضعاً في الاحتمال مشبهاً/ أو شبهة لمشبه بالظل
يمكن للأظلة أن يميل رمادها في الشمس/ مضطراً/ على الأسود».
أما الشاعرة "فاديا غيبور" فتحدثت عما قدمته بقولها: «قدمت في هذه الأمسية ثلاثة نصوص "الشهيد" و"ثمار الأسئلة" و"لم توجه طلقتك" هذه النصوص لها علاقة بالأرض والإنسان والقضايا القومية المصيرية، بأسلوب يجمع بين المباشرة وعدم المباشرة.
النصوص مكتوبة خلال السنوات الماضية تعبر عن غضب الشعر عندما تكون الأوطان مستهدفة، كما في "ثمار الأسئلة" التي تجمع أوجاع العراق وفلسطين المحتلة، ولكنها في الوقت عينه لا تغلق نوافذ الأسئلة بل تشرعها على مستقبل مشرق ينعم في الإنسان العربي بشكل خاص بالاستقرار والحرية، على أرض حرة مستقلة لا فرق في ذلك بين العراق وفلسطين، أو أي بقعة مستهدفة من الوطن العربي».
وبدوره قال القاص "غسان كامل ونوس": «سعيد بالمشاركة في هذه الأمسية مع الأصدقاء الأدباء، ومع هذا الحضور الجميل الذي تعودنا على أن نلتقي معه بألفة وحب ورغبة، وأشعر دائماً أن هناك ما يربطني بهذه المدينة الجميلة، وبجمهورها وبأدبائها، ولا أتوانى عن تلبية دعوتها. شاركت بنص قصصي بعنوان "النوم سلطان" تناول حالة كائن محروم من النوم نتيجة تراكمات في حياته ناتجة عن معاناة متعددة الجوانب تحمل إرثاً من التعب والهم، وما ينتج عن هذا الحرمان من آثار سلبية تزيد الحالة سوءاً».
ومن قصة "ونوس" "النوم سلطان" اخترنا لكم هذا المقطع:
«بيني وبين النوم مسافات أحاول عبثاً عبورها، وأحاول جاهداً ألا تنتهي، منذ متى لم أستطع الرقاد، لم أنم بلا وعي أو إرادة كما أشتهي، مسترخياً، متحرراً من قيود وعثرات، أغفو وأفيق بلا قلق، أو ضغوط أو تساؤلات؟!».
ومن الحضور التقينا السيد "أحمد أبو العلا" الذي قال لنا: «لفت نظري هذا البناء المحكم والمتناغم في بناء القصيدة عند "فاديا غيبور" كذلك تميزت قصة "حسن حميد" بجمالها إلقاءً وفكرة، أما "عبد القادر الحصني" فهو اسم له وزنه في المشهد الشعري وكانت قصيدته عن الراحل "محمود درويش" وقفة نبيلة شغلت بلغة شعرية راقية».