بمشاركة ستة فنانين من محافظة "دير الزور" وهم "عبد الجبار ناصيف"، "فاتح أبو جديع"، "أحمد قنبر"، "أكرم سفان"، "غسان عكل"، "طارق عمار"، افتتح في المركز الثقافي العربي "بدير الزور" معرض الفن التشكيلي الأول الذي ضم /33/ لوحة من مختلف المدارس الفنية وبأحجام متنوعة منها /5/ منحوتات من الرخام، وجاءت معظم الأعمال الفنية محاكية للبيئة "الفراتية".
موقع eSyria التقى "سراج جراد" من الحضور وسأله عن رأيه بالمعرض وقال: «تحتاج النفس البشرية لأن تسمو مع النغمة الموسيقية العذبة، ولوحة الفنان المبدع الذي يرتقي بفنه نحو عنان السماء، وما لاحظناه في لوحات فنانينا عبارة عن سمو أرواحهم ونبض قلوبهم، فهي تعبير عن فكرهم وحسهم "الفراتي" الذي انطبعوا به، فكانت أعمال الفنان "أكرم سفان" النحتية أعمالاً متميزة وهي تجربة فنية ترتقي إلى حدود اللا محلية وتستحق أن تأخذ مكانها وتتربع مع العمالقة في الفن، وما نأمله أن نرى دائماً شيئاً جديداً على جميع الصعد الإبداعية فنياً وأدبياً».
الفن الحقيقي هو الذي يعالج الناس من كافة مناحي الحياة ولعل فنانينا يوقظون ريشتهم من سباتها لمواكبة تطور الفن
بعد ذلك التقينا السيد "خلف عامر" من الحضور والذي تحدث بالقول: «ست تجارب مختلفة ومتفاوتة من حيث التنفيذ والخامات كانت تحاكي البيئة الفراتية وحالة الحلم التي تسيطر على الإنسان، راوحت الريشة في مكانها مع توقف زمن التنفيذ لأعوام خلت، أين الفنان الآن في الزمن الحاضر؟ هل ريشته كانت غائب أم مغيبة؟ سؤال أطرحه على الذين أوقفوا ريشتهم رغم حساسيتها ودقة معالجتها، اللون يحتاج إلى حالة عشق حقيقية للولوج إلى الذات الإنسانية ومن ثم إخراجها على شكل عمل بصري يفسر هواجس الإنسان».
وأضاف "عامر" بالقول: «الفن الحقيقي هو الذي يعالج الناس من كافة مناحي الحياة ولعل فنانينا يوقظون ريشتهم من سباتها لمواكبة تطور الفن».
والتقينا رئيس غرفة تجارة وصناعة دير الزور السيد "مازن كنامة" والذي تحدث قائلاً: «الغرفة حريصة على المشاركة في دعم النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية في المحافظة، وتقديم الدعم اللازم لإظهار الصورة الحضارية لمحافظة "دير الزور" ومبدعيها، لأننا في فترات سابقة كنا متغيبين عنها ونحن كغرفة ومجلس إدارة وضعنا قاعدة أساسية في عملنا وهي تطوير الفن ليواكب تطوير التنمية الحاصلة في المنطقة».
وأضاف "كنامة" بالقول: «إن على كافة الجهات الحكومية والخاصة وفئات المجتمع معنية دعم النشاطات المختلفة، ومنها الفن التشكيلي لأن ارتقاءه يدل على رقي المجتمع».
مشيراً إلى أن غرفة التجارة والصناعة بدير الزور تقوم اليوم بواجبها تجاه المجتمع وتنميته ثقافياً.
وقال الإعلامي "علاء الخضر"- الذي نظم المعرض تطوعاً- عن ولادة الفكرة: «الفكرة جاءت نتيجة تلاقي الأفكار ما بين غرفة تجارة وصناعة دير الزور والفنانين التشكيليين المشاركين بأن المحافظة لديها العديد من الفنانين المميزين ولهم مشاركاتهم داخل سورية وخارجها أما في دير الزور فحضورهم ضعيف ومعظم المعارض التي أقيمت سابقاً كان ينقصها الدعم والترويج اللازم ومن هذا عملنا على إعداد بروشورات وملصقات للإعلان عن المعرض وهذه أول مرة يحظى فيها معرض بدير الزور بهذا الحجم من الترويج وذلك الأمر انعكس على عدد الحضور الذين ضاقت بهم صالة العرض وخلال ساعات الافتتاح في حين أنه كان في المعارض المماثلة كان لا يتجاوز عدد الحضور العشرة أو العشرين شخصاً».
وعن أولى ثمار المعرض قال "الخضر": «حاولنا خلال تنظيم العمل مراعاة أدق التفاصيل وذلك ليكون المعرض أنموذجاً يحتذى به خاصة أن تكاليفه لم تكن بالكبيرة وقد سمعنا خلال التداول بين المسؤولين والفنانين مبادرات جديدة من إقامة ملتقى للنحت أو معارض مشابهة وذلك في الفترة القادمة».
بعد ذلك التقينا الفنان "أحمد قنبر" أحد المشاركين في المعرض فتحدث قائلاً: «ضم المعرض أشكال ومدارس متنوعة ظهرت فيها براعة الفنان الفراتي من خلال إصدار اللون الحقيقي للجو الفراتي فخلال الأعوام السابقة كان سرير النهر شريان الحياة في هذه المدينة وهذا ما تناولته في لوحاتي التي ضمت البيئة الحميمة والطبيعة الخلابة التي يمتلكها الفرات».
وأضاف "قنبر" بالقول: «تناول المعرض طروحات إنسانية ومعالجة بشكل نفسي وداخلي والأعمال الموجودة في المعرض لا تعني محلية اللوحة، فاللوحة "الفراتية" شاملة ومعبرة إلى أبعد الحدود».
الفنان "عبد الجبار ناصيف" عضو اتحاد الفنانين التشكيليين وأحد المشاركين في المعرض أشار بالقول: «هذه البادرة خطوة في دعم النشاطات الثقافية خاصة في الفن التشكيلي، لكون المحافظة تزخر بالفنانين المبدعين، والأعمال المشاركة تنوعت بين التعبير والتكنيك لتشير إلى مستوى فني متميز لدى الفنان، وهناك أعمال شاركت لأول مرة رسمت بالقلم الرصاص وهذه أعمال نادرة على مستوى الوطن».
الفنان "أكرم سفان" سألناه عن رأيه فقال: «هذه الفعالية تدل على ثقافة جديدة في هذا البلد وهي دعم المنظمات لمسيرة الفن التشكيلي لأن تكريسها يخدم الفن ويطور الإبداع».
وأضاف "سفان" بالحديث عن أعماله: «مجموعة الأعمال هي دراسة لحالات نفسية اجتماعية يمكن أن تتجسد من خلال القراءة أو المشاهدة أو الحس لما يجوب بداخل الفنان».
أما الفنان "فاتح أبو جديع" صور رسوماته بطريقة أخرى فقال: «حاولت في هذه الأعمال أن أصور "دير الزور" ليس كما هي، إنما من خلال محاولتي بالدخول إلى العمق مستخدماً المرأة كرمز "لدير الزور" وما يحيط بها من حلي وبُسط، كخلق روح لهذه المدينة من خلال هذا الفن فلكل لوحة روح ونصيب من حب مدينتنا».
جدير بالذكر أن المعرض يقام تحت رعاية غرفة تجارة وصناعة في "دير الزور" بالتعاون مع مركزها الثقافي، وحضر حفل الافتتاح الدكتور "طه الخليفة" أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي والمهندس "حسين عرنوس" محافظ "دير الزور" وجمهور غفير من المهتمين بالفن التشكيلي في المحافظة.