كانت حياة الفنان الكبير و المجد "هشام رمضان"، زاخرة بالإبداع في مجالات عديدة لذا يجب التكلم عن كل لون من ألوان هذا الإبداع على حدة...eSyria التقت الفنان و أجرت معه اللقاء التالي:
**الفنان و مسرح العرائس
*أستاذ "غسان" تاريخك حافل بالإبداع، فلنتطرق إلى تجاربك الفنية واحدة تلو الأخرى، فمثلاً تجربتك مع مسرح الطفل متى و كيف كانت؟
"غسان رمضان" مبدع يتسم بالحيوية و النشاط، متعدد المواهب، دائماً لديه جديد بإبداعه، لا يعرف الكلل و الاستسلام رغم كل ما يعانيه من عدم اهتمام و تقدير لفنه، وهو مؤسس لمسرح دمى العرائس بـ"ديرالزور"
«في عام 1985 عممت منظمة طلائع البعث على جميع الفروع كتابا بإرسال معلمين و معلمات إلى مدينة "طرطوس" لاتباع دورة في "مسرح العرائس"و"مسرح الدمى المتحركة" و قد اشترطت المنظمة بمن يترشح للدورة أن يكون :1-مسرحيا 2-أن يكون رساما و قد التحقت مع زملائي المرشحين الآخرين بهذه الدورة المغلقة، و مدتها15يوما و كان هناك اختصاصات عديدة، و الذي يحاضر في الدورة خبير ألماني هو البروفيسور"فريدريك" و كان عمره حوالي70 عاما قد حاضر بـ"مسرح العرائس" "خيال الظل" وعلمنا كيفية صناعة الدمى و كذلك أنجز لنا مسرحية علي بابا و الأربعين حرامي" إخراجاً و دمى.
و في نفس السنة تقدمت بعمل مسرحي بعنوان "الأصدقاء" لمهرجان "درعا" إعداداً و إخراجاً و دمى، قد نالت المسرحية إعجاب الكثيرين.
و في سنة1986خضعنا لنفس الدورة في نفس المكان، و نفس الدكتور المحاضر، و أنجز لنا مسرحية ثانية، و قدمنا في هذه السنة مسرحية "العروبة" و كانت من تأليف الأستاذ "جمال علوش" و صناعة الدمى و الإخراج لي.
و كذلك في سنة1987 التحقت في دورة"مسرح العرائس و خيال الظل و الدمى الخيطية"، تعلمنا جميع أنواع المسارح في هذه الدورة، و قدمت لهذه السنة مسرحية "صغار و العقرب" من إعدادي و إخراجي و كانت الدمى أيضا من تصميمي.
و في عام1988التحقت بدورة"مسرح العرائس و خيال الظل و الدمى الخيطية"، و لكن ليس بإشراف خبراء ألمان بل بإشراف خبراء من "سورية" و من منظمة طلائع "البعث"، و تابعت تقديم المسرحيات في المحافظات السورية في القنيطرة و ريف دمشق و الحسكة و اللاذقية و الرقة و حماة.
و في عام1992كلفت من قبل وزارة التربية كمحاضر في دورة في معسكرات طلائع البعث بمدينة حمص و كان مدتها15يوم و كان عدد المتدربين 110مدرسو و تابعت في مجال صناعة الدمى و العمل المسرحي للأطفال في المحافظات، لم أقف عند هذا الحد بل عملت في محافظة "دير الزور" بمسرح"خيال الظل"و قدمت أيام الأعياد"مسرح خيال الظل"في صالة"المركز الثقافي"، كما قدمت عروض في صالة فندق ماري، و كذلك صنعت دمى و منها"بابا نويل" لفندق"فرات الشام"و بعد ذلك بدأت بصناعة "الدمى" و"الأقنعة الأسفنجية" و عرضها للبيع و قد بعت منها الكثير.
شاركت مع"المركز الثقافي بـ"دير الزور"بعمل مسرحي، و بعض الأغاني الفلكلورية بعيد الطفل العالمي، زرنا خلالها أغلب المراكز الثقافية في المحافظة.
و قمت بصناعة الأقنعة لمسرحية الأستاذ"ضرام سفان" بعيد الطفل العربي و ما زلت أصنع"الدمى الورقية و القفازية"و"الأسفنجية"، و"مسرح خيال الظل"و"المسرح الاستعراضي الغنائي" لهذا اليوم.
و لدي فرقة صغيرة في منزلي"أبنائي"، أدربهم على العمل المسرحي و أحببهم بهذا النشاط الجميل».
2-غسان رمضان مع التراث:
*من الملاحظ بأن منزلك يكاد يكون متحفا تراثيا، هل جذور حبك للتراث قديمة، كيف طورت هذا الاهتمام؟
** «لقد لفتت نظري منذ طفولتي صورة معلقة في البيت، و لم أعرف مَن هؤلاء الذين في الصورة، و عندما كبرت سألت والدي عن هذه الصورة، قال أنه احتفظ بهذه لوجود والد جدي بها و كان عمر هذه الصورة يعود لسنة1912 و هي تحوي المجلس البلدي التركي في "ديرالزور"، و أخذت أشاهد في البيت صور قديمة، بعض القطع النحاسية القديمة.
ولدت لدي هذه الأشياء حب التراث و خصوصاً المتعلق بدير الزور، فمنذ الصغر، أنا أجمع صور قديمة للمدينة و أسأل عن هذه الصور و ما تحتوي، بدأت أكتشف ما هو داخل الصور ولم يتولد لدي حب الكتابة إلا من فترة قريبة، إذ بدأت أكتب عن الصور التي لدي، و كذلك بدأت بقراءة الكتب التي تحكي في سطورها عن "دير الزور و استمع كذلك إلى الرجال و النساء الكبار في السن، و لقد بلغ عدد الصور في الأرشيف الذي لدي 130 صورة منذ حوالي 1892 إلى هذه السنة، والأرشيف أيضاً يحوي بعض الوثائق منها المصورة و منها غير المصورة، حالياً كتبت و بعون الله أكثر من100 صفحة من كتاب أعمل على إعداده عن "ديرالزور" موثق بالصور و الوثائق ومنها النادرة».
3-الفن التشكيلي:
*لتجربتك التشكيلية خصوصية رائعة، فهي غزيرة، و مستمدة من البيئة "الفراتية"، حبذا لو حدثتنا عنها بشيء من التفصيل؟
«في أواخر الستينات طلب الأستاذ "جريس سعد" من الطلاب لوحة خرافية بعنوان"السعلوية" "شبح أنثى"، (ألفت كثير من القصص المرعبة عنها في المثيولوجيا الفراتية، يعتقد أن مصدر الكلمة من السعلاة و هي أحد أنواع القرود، كانت موجودة في وادي الفرات، ثم انقرضت، و كانت تخرج و تدخل في الحارات والأزقة، فتبدو و قد كادت تنعدم الرؤية أحياناً كأنها طيف شبح، سمي بعد التحوير بالسعلوية، و قد أضفى عليه خيال الناس الكثير من التحوير حتى أصبح شخصية قصصية قائمة بذاتها).
من طلاب الصف السابع و الثامن كان له ما طلب، فرسمت لوحة صغيرة عن هذا الموضوع، وكانت مكافأتي منه علبة ألوان مائية، ومن حينها بدأت أستخدم الألوان المائية و الزيتية بالإضافة إلى هواية الأعمال اليدوية...
ثم تابعت الرسم في المرحلة الثانوية في البيت على يد أخي الفنان"هشام رمضان"، وكنت أشارك بعارض المرحلة الإعدادية و الثانوية، و طوال الفترة الممتدة من 1970إلى 1980 مارست الرسم فيها في المنزل و قد جالست كبار الفنانين في المدينة، و أخذت منهم الزاد الكثير و اكتسبت الثقافة الواسعة عن المدارس الفنية و كبار الفنانين العالميين، و في الثمانينات اشتركت في جميع المعارض التي تقام في المدينة في صالة المركز الثقافي، و كذلك شاركت بمعارض مشرفي الطلائع في أكثر المحافظات السورية و اقتنى المركز الثقافي بـ"ديرالزور" لوحتي عن الشاعر"الفراتي" عندما توفي، كما اقتنت نقابة الصيادلة بـ"ديرالزور" لوحة حرق على الخشب"للشهيد"باسل الأسد"
أما إقامة معرض فردي فلم يتسنى لي أن أقيمه للآن.
رسمت بجميع الألوان المائية الزيتية والمائية و الحرق على الخشب، و حالياً أنا قادر على تقديم معرض كامل للحرق على الخشب».
**آراء بالفنان
**التقتesyria الفنان التشكيلي "عبد الجبار ناصيف" و سألته عن رأيه بإبداع الأستاذ "غسان رمضان"، فقال: «"غسان رمضان" مبدع يتسم بالحيوية و النشاط، متعدد المواهب، دائماً لديه جديد بإبداعه، لا يعرف الكلل و الاستسلام رغم كل ما يعانيه من عدم اهتمام و تقدير لفنه، وهو مؤسس لمسرح دمى العرائس بـ"ديرالزور"».