ولد المفكر والباحث "ياسين حكمت الحافظ" في "دير الزور" عام 1930 وتلقى علومه الأولى في الكتاتيب عند الشيخ "ملا غفور"، ثم تابع دراسته في مدرسة "السريان الأرثوذكس" وكانت جدته الأرمنية تأخذه إليها حتى الصف الخامس الابتدائي حيث درس في مدرسة "هنانو" ثم أكمل دراسته في تجهيز "الفرات".
ظهر نبوغه في المرحلة الإعدادية وكان يتلقى الرعاية الثقافية من الدكتور "محمد علي الساعي"، كان نشيطاً في الحركة الكشفية الفاعلة في "دير الزور"، ويتردد يومياً على النادي الثقافي للاستماع إلى المحاضرات وأمسيات أدباء المحافظة.
لا تزال أفكار "ياسين الحافظ" تلعب دوراً هاماً في تأسيس وتعميق وبلورة الفكر الماركسي العقلاني، لذلك، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، الكثير من الذين كانوا يتبنون الأفكار السابقة، عادوا إلى الأفكار التي طرحها "الياس مرقص"، و"ياسين الحافظ"
حصل على إجازة في الحقوق من جامعة "دمشق"، وعمل محامياً في مدينة "الرقة" ثم تركها ليعود إليها ثانية كضابط مجند عام 1956.
شارك في حرب "فلسطين" 1948 وانتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ بداياته وساهم في كتابة المنطلقات النظرية التي أقرها المؤتمر القومي السادس 1963، ثم تحول بعد ذلك إلى الفكر الماركسي وكان مفكراً ومدرسة في الفكر السياسي.
أصدر جريدة (الثورة العربية) وأسس داراً للنشر في لبنان اسمها (دار الحقيقة)وأصدر مع الدكتور "جمال الأتاسي" و "عبد الكريم زهور" كتاباً بعنوان (في الفكر السياسي) عام 1963.
صدر له:
-كتاب (حلول قضايا الثورة العربية) 1965.
-كتاب (الآفاق الإستراتيجية للثورة العربية) 1969.
-كتاب (اللا عقلانية في السياسة العربية) 1975.
-كتاب (التجربة التاريخية الفيتنامية) 1976.
-كتاب (الهزيمة والآيديولوجيا المهزومة) وله مخطوط بعنوان (نحو منظومة وحدوية) و (السيرة الذاتية).
ترجم عن الفرنسية:
1-التخلف والتنمية في العالم.
2-الماركسية اللينينية أمام مشكلات الثورة في العالم غير الأوروبي.
3-مأزق العالم الثالث.
4-حول الدين.
5-الإسلام في عظمته الأولى.
توفي رحمه الله في بيروت تشرين الأول 1978 ودفن بـ"دمشق" وجرى له حفل تأبيني كبير في باريس.
والتقى مراسل موقع eDair-alzor بالباحث "عدنان عويد"، وسأله عن "الحافظ" فقال:
«"ياسين الحافظ" هو أحد المفكرين العرب وليس السوريين فقط، وهو تجاوز نطاق القطرية قبل وفاته بزمن طويل.
تأثر كثيراً بالفكر الماركسي القومي، وبالمفكر الفرانكوفوني "مكسيم رودنسون" الذي طرح فكراً ماركسياً آخر، حاول من خلاله أن يوائم بين النظرية العلمية في المعرفة وظروف العالم الثالث، ومنه الوطن العربي.
لذلك استطاع "ياسين الحافظ" بحسه النقدي العالي، وبفهمه للجدل الماركسي فهماً عقلانياً، أن يطرح مجموعة آراء وأفكار جاءت في كتبه وأهمها (الهزيمة والآيديولوجيا المهزومة) الذي طرح فيه الرؤى الفكرية التي تبناها والتي خالفت كثيراً من الأفكار الماركسية الأرثوذكسية، أو ما يُدعى بالجمود العقائدي».
وقال "العويد":
«لا تزال أفكار "ياسين الحافظ" تلعب دوراً هاماً في تأسيس وتعميق وبلورة الفكر الماركسي العقلاني، لذلك، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، الكثير من الذين كانوا يتبنون الأفكار السابقة، عادوا إلى الأفكار التي طرحها "الياس مرقص"، و"ياسين الحافظ"».