كانت "المونة" فيما مضى ركن أساسي في البيت الديري حيث يخصص غرفة كاملة للمونة تسمى "غرفة المونة" تضع فيها النساء مالذ وطاب من مربيات وعصائر، وللتعرف أكثر على طبيعة المونة في "دير الزور" eDeir-alzor التقى بتاريخ 29/8/2009السيد"عباس الطبال" الباحث في التراث الشعبي الذي قال: «كان أهل الدير يقومون بخزن المواد لمدة عام كامل، وذلك احتياطا لأن "الدير" تقع بعيدا عن مركز الاستيراد، وربما تنقطع الطرق لأسباب معينة، كما تلعب الأوضاع السياسية سابقا دورا في تخزين المواد الغذائية، فتقوم الحكومات "العثمانية"، و"الفرنسية" بمصادرة محاصيل القمح لتأمين حاجات الجيوش من الطعام، وتزويدهم بالمواد مما يضطر الناس إلى تأمين حاجاتهم من المواد الغذائية لمدة عام كامل، وتشمل الحبوب وأهمها "القمح"، وهو المادة الأساسية إذ يقدر صاحب البيت وزوجته مايحتاجون إليه خلال عام، مع وضع نسبة للطوارئ تقدر /20/بالمية، وأقل البيوت تخزن خمس أكياس قمح، وتصل مونة البعض إلى /20/كيس يجهز منها مايحتاجونه في كل شهر».
وتابع "طبال": «أما محتويات بيت المونة الديري فهي الحبوب (العوين) من أجل (الفورة)، وهي طبخة مشهورة بها "دير الزور"، والعدس بنوعيه أخضر وأحمر مجروش والبرغل أيضا -حبة كبيرة للطبخ وحبة صغيرة للكبة-ويوجد نوع من البرغل يشبه السميد وهذا يستعمل لصنع(المعصبية)، إضافة إلى "الفشيق" من القمح الأبيض له نوعان أيضا مجروش ناعم أو خشن وتصنع منه شوربة "الفشيق" مع الكمأة، كما يقوم أهالي "دير الزور" بتخزين التمر بنوعيه الأول للهبيط، والثاني للأكل العادي ومنه "الإبراهيمي" و"الخيارة" و"الأشرسي" و"الخستة"، وهذا يستعمل (للحنينة) في رمضان، وقلما يخلو بيت من التمر، وهذا يعود إلى رخص الأسعار آنذاك، أما السمن وأغلب أهالي "دير الزور" يستعملون سمن الضأن ويخزنونه في "خوابي" وهي عبارة عن إناء فخار يضع فيه السمن وأقل مونة هي /40/كيلو من السمن، كما لم يخل بيت المونة من المخللات والكبائس بمختلف أنواعها: "لفت-فليفلة- خيار- بندورة-باذنجان-ورق عنب، ودبس البندورة والفليفلة الحمراء، ودبس الرمان"، والمجففات المجموعة بإبرة وخيط وغيرها، بالإضافة إلى الكميات الكبيرة من "البرغل" و"العدس" و"الرز" و"الطحين"، وغيرها من المواد الغذائية التي تكفي الأسرة لمدة عام أو أكثر، أما اليوم وبعد الارتفاع المفاجئ في أسعار السلع والمواد الغذائية، لم يبقي للمونة مكان في ظل هذا الغلاء كما أن نمط الحياة اختلف عما كان عليه».
خروج المرأة للعمل وتفانيها فيه تتعب قدرتها على القيام بأعمال منزلية تجيدها المرأة سابقا، كذلك صعوبة الأوضاع المعيشية تمنع شراء مواد خارجة عن الحاجة اليومية، فالمرأة تعمل خارج البيت وداخله، كذلك مسؤولية الأطفال وهموم الدراسة، وتأمين مستقبلهم كلها أمور تتعب المرأة والرجل على حد سواء، فتقتصر المرأة على إعداد الطعام اليومي حتى أن بعض المناسبات مثل الأفراح أو الأعياد تقوم المرأة بشراء الحلويات بينما كانت المرأة سابقا تعد (الكليجة) المشهورة بها "دير الزور" فلا يأت العيد إلا وهي موجودة في كل بيت
eDeir-alzor التقى مع بعض السيدات لإبداء رأيهن في هذا الموضوع
المدرسة "هناء علي" تقول : «خروج المرأة للعمل وتفانيها فيه تتعب قدرتها على القيام بأعمال منزلية تجيدها المرأة سابقا، كذلك صعوبة الأوضاع المعيشية تمنع شراء مواد خارجة عن الحاجة اليومية، فالمرأة تعمل خارج البيت وداخله، كذلك مسؤولية الأطفال وهموم الدراسة، وتأمين مستقبلهم كلها أمور تتعب المرأة والرجل على حد سواء، فتقتصر المرأة على إعداد الطعام اليومي حتى أن بعض المناسبات مثل الأفراح أو الأعياد تقوم المرأة بشراء الحلويات بينما كانت المرأة سابقا تعد (الكليجة) المشهورة بها "دير الزور" فلا يأت العيد إلا وهي موجودة في كل بيت».
على الرغم من التطور إلى أن الحديث عن تأمين المونة لم يعد من الذكريات فمازال هناك العديد من السيدات يحافظن على تلك العادة رغم تعبها.