"الأمثال الشعبية" هي مقولات تطرح في مواقف معينة تسير من بعدها على الألسنة، وتنتشر بين الناس بهذه الكلمات عرف الباحث "عبد الناصر الحمد" "الأمثال الشعبية الفراتية" وذلك في لقاء جمعه مع متابعي الثقافة الفراتية على خشبة المسرح الثقافي "بدير الزور" بتاريخ 9/12/2009 وأضاف "الحمد" قائلاً:
«في السابق كان المثل ابن لهجته يبقى في حيزه الجغرافي، ورغم ذلك كان التنقل، والتبادل التجاري والمصاهرة سبباً في انتقال المثل من أرض إلى أخرى، ومن لهجة إلى أخرى».
في السابق كان المثل ابن لهجته يبقى في حيزه الجغرافي، ورغم ذلك كان التنقل، والتبادل التجاري والمصاهرة سبباً في انتقال المثل من أرض إلى أخرى، ومن لهجة إلى أخرى
وأضاف مبيناً أن 80% من الأمثال "الكويتية" على سبيل المثال تتطابق مع الأمثال "الديرية"، وهناك أمثال بدوية منتشرة في بوادي "الأردن والسعودية" ومعظم دول الخليج تتقارب أيضاً مع كثير من الأمثال "الديرية".
وبين "الحمد" السر في انتقال الأمثال حيث قال:«الناس يحبون بطبعهم اختصار التجارب، والوصول إلى النتائج الجيدة لذا ليس مستغرباً أن تتحول رغبة الناس في معرفة تجارب الآخرين إلى حاجة، وقد كانت المجالس ومازالت في بعض البلدان مدارساً للرجال».
وتابع "الحمد" حديثه قائلاً: «تعاني الأمثال كما يعاني التراث من ضعف الاهتمام».معبراً عن وجهة نظره الخاصة بذلك متمنياً من الجهات المعنية في المحافظة تحقيقها من خلال عدد من المقترحات التي ذكرها: «تشجيع الصناعات التراثية، وضع موسوعة تراثية خاصة بالمنطقة، تشكيل مكتب صحفي يختص بالكتابة عن التراث، إقامة تظاهرة تراثية سنوية، تحويل لجنة التراث عبر التراخيص المعترف بها قانونياً إلى جمعية الحفاظ على التراث».
وأوضح "الحمد" ميزات الأمثال الشعبية الفراتية فقال: «تمتاز الأمثال الشعبية الفراتية بعدد من الخواص منها الجرأة إذ أن قائل المثل يقول ما يريد دون تردد أو حذف، وكذلك البساطة حيث لا يتكلف قائل المثل بالكلام بل يقوله كما اعتاد أن يقول في كلامه العادي.
كما أن الأمثال تتميز بالحدة أي تسمية الأشياء بأسمائها دون تجميل كذلك الموضوعية إذ يشرح المثل موضوعه تماماً ويعبر عنه بدقة. وأيضاً الإيجاز وهو استخدام أقل الكلمات».
وختم "الحمد" القول: «بسبب حدة ألفاظ ومعاني الأمثال يتورع الكاتب عن ذكر بعض الأمثال في محاضراته أو مقالاته لما فيها من ألفاظ قد تجرح الحياء العام، وتثير نوعاً من الاستهجان علماً بأن الكاتب لا بد له من وضع تلك الأمثال لكي يستخدمها في الدلالة على بعض القضايا فقط، ومن الامثلة على الأمثال الشعبية الديرية:
"اللي يدري يدري والما يدري يقول كف عدس": بمعنى اللي يعرف الموضوع يعرفه واللي ما يعرفه يعطي تفسيرات أخرى لا يمس للموضوع بصلة
"مثل دموع المسعدات": وهو يطلق على الإنسانة السعيدة في حياتها فتكون دموعها على شكل قطرات ناعمة ولا تتعب نفسها بالبكاء
"عاملوا يعاملك": يطلق على الأهل والأصدقاء أي كيف تعامل أهلك يأتيك أولاد يعاملونك بنفس الطريقة.
"لزنود زنود أخو شمه بس القلب خراب": وهو من يكون عضلاته قوية وقلبه ضعيف
"ما انطيك لو توذن": بمعنى لو تصل إلى المئذنة لا يمكن أن تأخذ هذا الشيء
وفي لقاء سريع قال القاص "خالد جمعة" عن الامثال الشعبية الفراتية:«يكاد يكون مهرجان التراث مهرجان المحافظة ولهذا السبب يجب أن يلقى كل الدعم لإنجاحه فالتراث هوية البلد ودير الزور غنية بتراثها والأمثال جزء من هذا التراث لأنه ينطبق في كل مكان وزمان».
كما التقينا السيد "أحمد الرجب" فقال: «يجب أن نتعرف على تراثنا بكل دقة ولا ينبغي على الباحثين أن يصورا لنا التراث كل من جهته لأن الباحث هو مصور وعينه تشبه الكاميرا تماماً لا يتدخل بما يرى وليس له الحق في أن يغير شيء من تراثنا».