استطاعت أن توثق "دير الزور" منذ عام 1945 حتى 1967 بكل نواحيها الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والثقافية، ولتكون مرجعاً للدارسين والمهتمين عن وادي "الفرات" وحضارته.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 كانون الثاني 2014 المدرس "محمد الحمود" الذي تحدث عن "صوت الفرات" بالقول: «تعدّ مجلة "صوت الفرات" الصادرة في "دير الزور" مرجعاً تاريخياً مهماً عن نواحي الحياة، خاصة في الفترة التي صدرت فيها، وقد تضمنت المجلة بحوثاً مهمة عن نواحٍ عديدة من تاريخ المنطقة في شتى العصور التاريخية، وتحدثت عن الفنون الشعبية في "دير الزور" ونشرت عشرات الدراسات عنها، كما أرست هذه المجلة أول مرة الدراسات الفراتية التي تشكل مرجعاً مهماً عن "الفرات" وحضارته».
إنها جهد علمي في سبيل خدمة منطقة الفرات، تلك المجموعة العلمية ستكون يوماً مرجعاً للباحثين والدارسين، كما ستكون قبلة أنظار هواة الآثار وغواة الفن
وأضاف: «يبدو أن الدافع الأول لكل ما كتبه الباحث المرحوم "عبد القادر عياش" يدور حول التراث الشعبي لوادي "الفرات" وبالخصوص مدينته "دير الزور" لقد كتب 83 مؤلفاً في هذا التراث، وجريدة "صوت الفرات" التي أنشأها سنة 1945 شاهد على ما قام به في هذا المجال وقد استمرت في عطائها حتى سنة 1967، وما أقامه من تراث شعبي يتجسد في متحفه الذي أطلق عليه اسم: (متحف التقاليد الشعبية)؛ دليل فريد من نوعه يؤكد موسوعيته العلمية التي تضمنها هذا المتحف».
وقال العلامة "فردينان توتل اليسوعي" عام 1965: «"صوت الفرات" هذا الصوت له هدير يسمع من بعيد، ويجمل مع رياح النهر العظيم الرطوبة نشوة الحياة من عروس الصحراء.... يا ليت كل بلدة من بلادنا تفاخر برجل كـ"عبد القادر عياش" يجمع أخبارها، ويستقصي الإفادات عنها ويدون القرطاس، فلا تضيع وتبقى مع المؤلفات القيمة التي تركها جغرافيو العرب».
ويشير الباحث "محمد عواد" عن مجلة "صوت الفرات" بالقول: «في عام 1945 أصدر مجلة "صوت الفرات" على نفقته الخاصة؛ وهي أول مجلة ذات مواصفات فنية تصدر في "دير الزور"، وقد صدر من هذه المجلة (348) عدداً؛ وكانت تطبع في المطبعة السليميَّة في "دير الزور"، وقد اقتصرت مقالاتها على التعريف بحضارة وادي الفرات وتاريخ مدنه ووصف اقتصاده وتدوين تراثه الشعبي وإبرازه، وقد استمرت مجلة "صوت الفرات" مدة اثنين وعشرين عاماً تماماً، وقد أنشأ داراً للنشر في "دير الزور"، وأعلن عن الكتب التي سوف تصدر عنها وكلها تتحدث عن الفرات، لكن السلطات أغلقتها كما فعلت مع أغلب الصحف في القطر».
كان مولعاً بجمع الآثار والعاديات وقد أنشأ في بيته متحفاً صغيراً للعاديات والتقاليد الشعبية وقد كان هذا المتحف نادر الوجود على إمكاناته، قال عنه الدكتور "يوسف شقرا": «هذا العمل من شأنه أن يحفظ لنا تراثنا وأن يشجع الآخرين على العناية به ويكون مرجعاً ثقافياً لسكان هذه المحافظة وزوارها، كان يتابع بحوثه من مصادر والكتب والتجوال ومن أفواه الناس حتى يتوصل إلى المعرفة فيسطرها ضمن ما سماها».
وأشار أستاذ التاريخ "عدنان بدري" بالقول: «لم تغفل المجلة أي شاردة وواردة عن وادي الفرات، فتقمص "عياش" جميع الشخصيات في عالم المعرفة، فتارة يكون مهندساً في علم الزراعة ومرة خبيراً في أبواب الفلك ومرة أخرى مختصاً في علم الجغرافية، وأخرى ضليعاً في قضايا الفن وتاريخ الشعوب إلى غير ذلك، وما جمعه من ألفاظ في كل باب طرقه يدل على عبقرية نادرة في الفهم وقدرة فائقة في الإدراك وسعة في المعرفة وجلد في التدقيق والبحث من أجل اكتشاف ما هو مفيد».
وأضاف "بدري": «تعددت عناوين المجلة فشملت: (الخبز في دير الزور، التداوي المحلي، استقبال المولود في دير الزور، نباتات بادية الفرات، أبرز أماكن الآثار في الفرات، الزواج في دير الزور، سكان وادي الفرات، تقاليد الوفاة في دير الزور، المرأة في الفرات، حيوانات بادية الفرات، المعتقدات الشعبية في وادي الفرات، الأسرة في الفرات، المأكل واللباس، أمثال دير الزور، الترانيم الفراتية للأطفال، طيور بادية الفرات، مؤونة البيت في دير الزور، البيت في دير الزور، المقاهي والدواوين في دير الزور، غزليات من وادي الفرات)، وكتب بحوثاً عن الماء والقمر والملح والنار والمصيبة والحية والذئب والعصا في حياة وادي الفرات وكذلك شخصيات وادي الفرات ومدنه».
وينوه الدكتور "نور الدين حاطوم" أستاذ التاريخ بجامعة "دمشق" في المجلة بالقول: «إنها جهد علمي في سبيل خدمة منطقة الفرات، تلك المجموعة العلمية ستكون يوماً مرجعاً للباحثين والدارسين، كما ستكون قبلة أنظار هواة الآثار وغواة الفن».
لمحة عن "عياش":
ولد "عبد القادر عيّاش" في "دير الزور"، عام 1911.
في عام 1935 نال إجازة في الحقوق من جامعة "دمشق".
في عام 1937 مارس مهنة المحاماة في "حلب" ثم في "دير الزور".
عمل مديراً للمنطقة وفي إدارة قضايا الدولة.
في عام 1943 أسس "البيت الثقافي" في "دير الزور".
في عام 1945 أصدر مجلة "صوت الفرات" الثقافية.
أسس أول مطبعة في "دير الزور".
أنشأ في "دير الزور" متحفاً للتقاليد الشعبية في الفرات.
في عام 1958 أسس جمعية "العاديات" في دير الزور.
عضو في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
عضو في جمعية البحوث العلمية بـ"حلب".
عضو في الجمعية الجغرافية بجامعة "دمشق".
متزوج، ولديه ثلاثة أولاد وأربع بنات.
- توفي عام 1974.
من مؤلفاته:
- "الموسوعة الفراتية".
- "الحلي والوشم والتبرج".
- "ديارات الفرات".
"دير الزور حاضرة وادي الفرات".
"الآنية والمواعين في دير الزور".