"عيدان العمران" باحثٌ دفعه حبه للتراث لأن يجعل منه مشروع العمر، وهو لا يكتفي بأن يوثق ما بقي من التراث سواء المادي منه أم غير المادي، بل إن الأمر لديه تعدى ذلك ليقوم بتصنيع بعض الأشياء التي لم يبق منها إلا الذكر.
وبسبب اجتهاده هذا أصبح عضواً في لجنة التراث في محافظة "دير الزور"، وممثلاً عن المحافظة في "اللجنة المركزية للتراث"، وقد ندب من التدريس" فهو حاصل على أهلية التعليم الابتدائي، للعمل كمدير "لمعهد الثقافة الشعبية" في المركز الثقافي في "موحسن"، eSyria ذهب إلى مكان عمله، وكان له معه هذا اللقاء:
نشكر الأخ "عيدان" على جهوده الكبيرة في حفظ تراث الآباء والأجداد، وهذه تدل على أصالة كبيرة يحملها هذا الرجل بوجدانه
** منذ طفولتي وأنا أحافظ على التراث المادي البسيط من الأهل وأجمع كل ما أستطيع جمعه، وبعد أن اصبح لدي فكرة واسعة عن تراث منطقتنا سواء المادي أو غير المادي، صارت الرغبة تلح علي لتقديم ذلك في كتب مطبوعة لكي تكتمل رسالتي هذه وتصل الفائدة لكي المهتمين بذلك، وتصبح هذه المادة المعرفية بمتناول الجميع، فكتبت كتاب "موحسن.. من الناحية التاريخية والنضالية والتعليمية" وهو كتاب توثيقي وتراثي عن القرية وهو موجود في جميع المراكز الثقافية في "دير الزور" ومكتبة "الأسد" في "دمشق".
وكتبت كتاب "من التراث في وادي الفرات" وهو الآن قيد التدقيق والطباعة على نفقة وزارة الثقافة. وقد ساعدني وشجعني على الكتابة الاطلاع على الكتب الموجودة في مكتبة المركز الثقافي في "موحسن" وتوافر مساعدات الكتابة من الكمبيوتر وتوابعه وغيرها، وتأمين المركز لمستلزمات الطباعة. كما أحب أن أشكر "وزارة الثقافة" والمراكز الثقافية على هذا الدور الذي تقدمه لمن يسلك هذا الطريق في الكتابة أو الطباعة أو كل ما يتعلق بالثقافة.
** كل إنسان يطمح لأن يقدم شيئاً أو يترك أثراً إيجابياً لنفسه ولبلده والطموحات لا تنتهي ولكن لكوني أتحدث في مجال التراث، والناس عرفتني من خلاله فطموحاتي أن أكتب كتبا أخرى عن مواضيع تراثية لم أتطرق إليها في الكتاب أو تطرقت إليها باختصار، والبحث في التراث مستمر إن شاء الله وأدوِّن أي معلومة أحصل عليها من أي شخص وأسجلها في مكانها.
** إنني أقول- وكما قلت- على الإنسان المتعلم والمثقف أن يترك أثرا إيجابيا وأن يوثق كل ما يستطيع من المعلومات الخاصة به والمعلومات الإيجابية التي تتعلق بغيره وإن استطاع أن يطبعها بكتاب فليفعل وإن لم يستطع فليتركها لأبنائه أو أحفاده، وألا يتلف أيّ شيء من أدوات منزلية أو كتبا مدرسية أو ثقافية أو رسائل فالرسائل الآن أصبحت تراثا.
إننا الآن نعيش فترة انتقال ما بين القديم والحديث فلقد عاصرنا الأدوات الزراعية القديمة من "الغرّاف" و"الحيلان" و"الفدان" و"الدلو" إلى "البئر" وعملنا عليها وفيها، ولكن أبناءنا لا يرونها إلا في الصور، ونحن نأمل من أبنائنا أن يستمروا في المحافظة على تراثهم وثقافتهم في الشهامة والرجولة والشجاعة والدفاع عن عرضهم ووطنهم وأن تبقى رؤوسهم عالية لا يقبلون الذل، وان يحافظوا على العادات والتقاليد الجيدة كالمشاركة في الأفراح والأحزان واحترام الكبير والعطف على الصغير وغيرها.
وعن هذا الباحث المميز استطلع eSyria عدد من الآراء:
الأستاذ "نوري الهزاع" مدير مركز ثقافي "موحسن": «"عيدان العمران" باحث استطاع أن ينقذ كثيراً من نفائس التراث من الضياع، وذلك من خلال توثيقها، بالكلمة والصورة، وهو باحث جاد ونشيط».
"عواد المحمد"، من أهالي "موحسن": «نشكر الأخ "عيدان" على جهوده الكبيرة في حفظ تراث الآباء والأجداد، وهذه تدل على أصالة كبيرة يحملها هذا الرجل بوجدانه».
"محمد العكلة" من أهالي قرية "قطعة البوليل": «"عيدان العمران" باحث حقيقي عن التراث، يتميز بالصبر والجلد، فترى صوره في مناطق متعددة من البادية، وهذا دليل على أنه محب لعمله هذا ومتابع له بصدق».