الأديبة "شذا برغوث" واحدة من كاتبات الفرات الأكثر لمعانا في السنوات الأخيرة، استطاعت أن تفرض اسمها عبر قلم منفرد بذاته، دقيق كمبضع الجراح، ورؤية تتخذ طابع البيئة الفراتية، بثرائها اللوني والصوري.
الأديبة "شذا برغوث" نالت شرف التكريم من عقيلة السيد الرئيس أسماء الأسد لتميزها بين أديبات دير الزور، ولها عدة مؤلفات: "سوالف فراتية""اللوحة" " لوحات على جدار ريفي قديم""السباحة باتجاه الشمس".
Edair-alzor التقى الأديبة وأجرى معها الحوار التالي:
من قال إن القصة الفراتية قصة بسيطة! القصة الفراتية قصة لها شكل متكامل ...القص وتشكيلاته وتجريبه...إنما هي توضأت بماء الفرات.
*بالرغم من أن التبييئ يضفي طابع الوضوح على قصصك، إلا أن الترميز يخرج في كثير من الأحيان عن سطوة البيئة، ألا تعتقدين ذلك ؟
غالباً ما تحمل قصصي شيئاً من الترميز أو الإسقاط لكنه ليس الرمز العسير إنما هو إضاءة أو إشارة متوارية في عباءة الوضوح.
الفرات هو الحاسة السادسة بالنسبة للأديب الفراتي أي أنه منّة أسبغها الله علينا فليس لنا أن ننفصل عنها وإن ابتعدنا قليلاً أو كثيراً سنعود حتماً.
*حول "السباحة باتجاه الشمس" ما الذي جعل النقاد يعونها أكثر نتاجاتك إبداعا؟
هي امتداد لكتاباتي السابقة، قد تكون أكثر نضجاً، أكثر هدوءا، فالكتابة هي الكاتب نفسه تحمل صفاته الروحية والعمرية ولكل سن تجربته وجماليته.
القصيدة سواء كانت عامية أو فصحى هي تنفس من أجل الإبقاء على الحياة لذلك كتبت كي لا أختنق.
*هل نستطيع القول أن القصة الفراتية حققت شيئاً في ظل تقدم القصة السورية؟
مؤكد أن القصة الفراتية لها خصوصيتها وشخصيتها وموقعها في موكب القصة السورية السائر إلى الأمام .
الأديب ابن بيئته وظرفه وزمانه بالإضافة إلى صفاته الشخصية الخاصة والتي تختلف من إنسان لآخر والأديب الفراتي إنسان أولاً يحمل خصوصية ودرجة شعوره وتفرد موهبته بالإضافة إلى كونه فراتياً يحمل عبق الفرات وعمقه وعطائه وتقلبه وهذا ما يجعله متميزاً ،ليس ذلك بمعنى الأفضل بل بمعنى الخصوصية والاختلاف.
المشهد الثقافي ينتظر الأفضل والأجود من الكتابات ولا يعنيه حتماً من يكتبها سواء كان ذلك الكاتب امرأة أم رجلاً المهم أنه جيد ومميز إذاً الدور واحد وكذلك الهدف وكل ذلك يؤدي إلى صيغة واحدة هو الارتقاء بأنفسنا وبأدبنا لأنه أدب.
*ما هي الخطوات التي سارت عليها الأديبة "شذا برغوث" لتكون متميزة ؟
لا أدري إن كنت متميزة ؟! لكنني أخطط ولم أتبع خطوات من أجل الكتابة ...إنما هي قدر بالنسبة لي وقد أسعدني هذا القدر واستسلمت له وأحاول جاهدةً كي أجد الطريق الذي أبدأ عليه خطواتي.
العمل الاجتماع الميداني واجب وشرف وأنا أجد نفسي فيه ويسعدني وأشعر انه الأجدى من بين كل ما نحاول فعله أو قوله لأن نتائجه واضحة ومباشرة وملموسة وهو الفعل الذي لا تحتاج أن تسأل نفسك هل هو خطأ أم صواب؟! هل هو حلال أم حرام ! .
إن النجاح لؤلؤة مكنونة في قاع بحرها وأن الوصول إليها بحاجة إلى مهارة وخبرة وصبر وشيئاً من الحظ وعلينا أن نبارك نجاح الآخرين سواء حصلنا على اللؤلؤة أم لم نحصل .