ربما الأكثر شاعرية في مشروع "بيت الشعر الفراتي" الذي افتتح بتاريخ 22/10/2009، وهو أول مؤسسة ثقافية أهلية خاصة تعنى بالشعر وشؤونه، هو أن مؤسسَي المشروع الزوجين الشاعر "عبد الناصر حداد" والشاعرة "هنادي كدو" اختارا تاريخ عيد ميلاد الشاعرة "هنادي" ليكون تاريخ افتتاح وانطلاق أعمال "بيت الشعر الفراتي"، وذلك خلال حفل أقيم في مركز "دير الزور" الثقافي باهتمام كبير من القيادة السياسية والمجتمع المحلي، وبرعاية أمين فرع حزب البعث الدكتور "طه الخليفة" وحضور محافظ "دير الزور" المهندس "حسين العرنوس" وعدد كبير من الشعراء والأدباء وأبناء الوسط الثقافي في محافظة "دير الزور" ومحافظات أخرى.
وقالت الشاعرة "هنادي كدو" في الافتتاح:
لبيت الشعر عدة أركان هي: الصالون الأدبي ودار نشر وموقع إلكتروني وموقع العمل والنشاطات وتظاهرة أبناء "بيت الشعر الفراتي" ولكل منها أقسام عديدة، والبيت يهدف إلى تفعيل الحركة الشعرية للمساهمة في الحراك الأدبي والثقافي من خلال إقامة الأنشطة الشعرية وتبني المواهب الفتية والأصوات المغمورة وتكريم الأدباء وغيره من النشاطات
«بالهدوء الذي يسبق العاصفة.. وبالنور الذي يلف فجر المدينة..
بالحكمة التي تضيء درب الحقيقة.
بالجرأة التي نتساوى فيها مع المغامرين. بالفكرة التي راودت عقولاً.
بالقلب المفتوح؛ والروح.. بالنذور التي نحملها على أكتافنا لتبقى أشجارنا واقفة وارفة.
والحُلم الحمل الثقيل.. والمخاض الطويل لولادة الأمل.
بالتعب.. بالعمل..
بالعين البصيرة، واليد الممدودة لمصافحة الأكف الشاعرة.
كي لا تجف السواقي في عروق القصيدة..
نحن الجيل الذي يعانق الأجيال، نحني هاماتنا بكل تواضع أمام قامات القوافي، ونعلن تأسيس "بيت الشعر الفراتي"».
وللتعرف أكثر على تفاصيل المشروع، التقى مراسل eDeir-alzor بالشاعر "عبد الناصر حداد" أحد مؤسسي المشروع فقال:
«لبيت الشعر عدة أركان هي: الصالون الأدبي ودار نشر وموقع إلكتروني وموقع العمل والنشاطات وتظاهرة أبناء "بيت الشعر الفراتي" ولكل منها أقسام عديدة، والبيت يهدف إلى تفعيل الحركة الشعرية للمساهمة في الحراك الأدبي والثقافي من خلال إقامة الأنشطة الشعرية وتبني المواهب الفتية والأصوات المغمورة وتكريم الأدباء وغيره من النشاطات».
وأضاف الشاعر "حداد":
«أهدافنا هادفةٌ .. مشاريعنا مشروعةٌ.. وقلوبنا مشرعةٌ. فبيت الشعر بيتكم، تعالوا لنكون ضيوفكم .. تعالوا إلى كلمةٍ تجمعنا؛ كلمةٍ تقال وتُفعل وتتفاعل، كلمةٍ تنبع وتصب في عقلانية القلب، كلمةٍ عذبةٍ عذوبة الفرات.
الشعر جمرنا وخمرنا، سيّد فتوننا وفنوننا، أصالة ديواننا، حاضر العقل وحضوره، وربما شمس مستقبلنا؛ فلا أرحب أو أخصب من كلمةٍ تهطل من فضاء الرؤيا على أرض القلب لتعانق الواقع مجمّلةً إياه بالحب والخير والجمال.. وإننا إذ ننشئ بيت الشعر الفراتي في دير الشعراء - أو دير الشعّار كما كان يطلق عليها من قبل- فلن نكون كمن يبيع الماء في حارة السقائين، ولن ندّعي أن لنا السّبقَ أو أننا بدائلُ.. فما نحن إلا رافدٌ أمينٌ للحركة الشعرية والحراك الأدبي في هذا البلد العظيم، وما نحن إلا جدولٌ صغيرٌ يتبارك ويتطهر إذ يصبّ في نهركم معانقاً فراتكم الكريم».
وبدأ حفل الافتتاح بثمانية أبيات من قصيدة "الفرات الخالد" للشاعر الكبير الراحل "محمد الفراتي" لحنتها الموسيقية "سحر اسماعيل" وغنتها الطفلة "جودي العثمان" واعتمدتها أسرة المشروع كنشيد خاص لـ"بيت الشعر الفراتي".
وعلى اعتبار أن تأسيس "بيت الشعر الفراتي" حدث غير عادي في تاريخ "دير الزور" الثقافي، استطلع eDeir-alzor آراء مجموعة من الحاضرين فقال الشاعر "تميم صائب":
«"بيت الشعر الفراتي" هو امتداد للحركة الأدبية والثقافية بـ"دير الزور" التي - ولأسباب كثيرة - لم يساندها أحد أيام المنتدى الأدبي الذي أنشئ في "دير الزور" عام 1982، وعندما سمعنا عن هذا المشروع بهذه الصورة الرائعة وهذه الخطط التي وضعها مؤسسوه أثلجت صدورنا بشكل لا يُصدّق، ونحن كشعراء أعلنا استعدادنا الدائم لمساعدة وإنجاح هذا المشروع لأنه بيتنا جميعاً، ولأننا شعرنا بألفة وحميمية وبعودة الروح مجدداً للفرات والشعر مع انطلاق هذا المشروع».
أما الزميل "عبد اللطيف الصالح" مدير مكتب صحيفة "الثورة" فقال:
«بيت الشعر الذي يرتبط بالمكان لا بالأشخاص يجب أن يكون بذرة لمشاريع أخرى مثل بيت المسرح وبيت الموسيقى والقصة وغيره، خاصة أن "ديرالزور" زاخرة بالمواهب وعريقة بالنتاج الثقافي المميز، ونأمل أن يزيح هذا المشروع اللثام الموضوع على وجه الحركة الثقافية في "دير الزور" وأن تعود إلى سابق عهدها، كما نأمل أن تعي المؤسسات الثقافية دور هذا المشروع وتقدم له كل الدعم اللازم، على أمل أن تعود الثقة المفقودة منذ زمن بين المواطن والمؤسسات الثقافية.
أما أسرة المشروع، فهي أسرة تستحق كل التقدير والشكر وخاصة لصاحب الفكرة، وذلك لأنها - كما تبين – متضامنة ومتكاتفة وتحاول أن تقدم شيئاً جديداً ـ"دير الزور"، ونكرر ما قلناه سابقاً، وهو أملنا بأن يشكل هذا المشروع دافعاً لآخرين ليتحركوا وينجزوا مشروعهم الخاص.
أما الافتتاح فكان هادئاً ومنظماً جداً ويعبر عن طقس أدبي ثقافي متميز افتقدناه منذ زمن بعيد في الوسط الثقافي بـ"دير الزور"، وقد أعادنا بالذاكرة إلى أيام كانت "دير الزور" فيها تشع بكل أنواع الفنون الثقافية».
واستضافت الاحتفالية الشاعران "ياسر الأطرش" من محافظة "إدلب"، والشاعر الطبيب "درغام سفان" وهو من أبناء "دير الزور" مقيم في "دمشق"، وألقيا خلال الافتتاح قصائد نالت إعجاب الجمهور وصفق لها كثيراً.
وعن المشروع قال الشاعر السوري "ياسر الأطرش":
«المشروع خطوة رائدة على مستوى "سورية" ككل، فترخيص أي منتدى أو صالون أدبي على أرض الواقع وليس على شبكة الإنترنت أمر صعب جداً، وهناك محاولات كثيرة باءت بالفشل.
وبالنسبة لـ"بيت الشعر الفراتي" فإني أتنبأ له بالخير بناء على معطيات.. أولاً: إن كل من يعرف "عبد الناصر حداد" و"هنادي كدو" يستطيع أن يثق بأن البيت بني على قاعدة صلبة وشريفة ووطنية وأخلاقية وإنسانية وبالدرجة الأولى إبداعية.
وثانياً إن "دير الزور" والمنطقة الشرقية بحاجة لمثل هذا الحراك الثقافي، لأن فيها قامات إبداعية كبيرة.. فمثلاً: أين الشاعر "محمد الفراتي" في خارطة الشعر السوري وهو من أهم شعراء القرن العشرين؟
وهناك أيضاً مواهب كبيرة من هذه المناطق اختارت الهجرة إلى "دمشق" ليظهروا وحدهم، أما "عبد الناصر" فقد اختار أن يظهر هو و"دير الزور" وهذا هو الإنجاز، وذلك لأنه جعله لا ينتمي إلى نفسه فقط، بل إلى مجتمع إلى تاريخ إلى نهر عظيم، وما "بيت الشعر الفراتي" إلا نتاج لإخلاص "عبد الناصر" و"هنادي" وفريق العمل المتفاني الرائع لنهر الفرات العظيم.
وأنا أقول لكل القائمين على المشروع أن هناك الكثير من العقبات بانتظارهم، ويجب أن يتجاوزوها، وأنا "ياسر الأطرش" بكل ما أملك جندي صغير وراء هذا الجهد الكبير.
أما حفل الافتتاح فقد كان ناجحاً جداً.. مقتضباً ليس فيه إسرافاً ومكثفاً كقصيدة حداثية بارعة».
وفي ختام الحفل، شارك السيدان أمين فرع حزب البعث ومحافظ "دير الزور" "عبد الناصر" و"هنادي" في توزيع دروع تكريم لكل من ساهم ورعى ودعم "بيت الشعر الفراتي" وهم:
عضو القيادة القطرية السيدة "شهناز فاكوش" التي ناب عنها أمين الفرع، والسيدان أمين الفرع والمحافظ، وكل من:
مديرية الثقافة ممثلة بمديرها السيد "عبد القادر سلامة" – فرع اتحاد الكتاب العرب ممثلاً برئيسه "عبد العزيز دروبي" – مدير المركز الثقافي السيد "أحمد العلي" – شركة "الفؤاد" للحوالات ممثلة بالسيدين "رئيف عبيد" و"عمر كويدر" اللذين ناب عنهما السيد "غطفان عويني" – الفنان العالمي "محمد القاضي" الذي صمم شعار "بيت الشعر الفراتي" – السيد "مجد اسماعيل" – جريدة "الفرات" ممثلة برئيس تحريرها الأستاذ "عدنان عويد".
وتلا حفل الافتتاح حفل عشاء قطعت خلاله كعكة "بيت الشعر الفراتي".
جدير بالذكر أن أسرة "بيت الشعر لفراتي" مؤلفة من:
"عبد الناصر حداد" – "هنادي كدو" – "يزن الحاج" – "فراس القاضي" – "أحمد أبو العلا".
وللبيت مجموعة من المستشارين هم:
المستشار الأدبي: "محمد حسين حداد" – المستشار الإعلامي: "إيناس سفان" – المستشار القانوني: "قصي الأشرم" – العلاقات العامة: "ميامي العمر" – أبناء بيت الشعر: الطفلة "جود الحمادة" – النت والحاسوب: المهندسة "مروة المشهور".