ورد على غلاف هذا الكتاب: «شعر الأطفال في الوطن العربي- دراسة تاريخية نقدية» لـلكاتب "بيان الصفدي" أنه دراسة شاملة لشعر الأطفال في أدبنا العربي عبر عصوره المختلفة، منذ الجاهلية حتى يومنا هذا مع تعريف بأهم شعرائه في جميع الأقطار العربية وإيراد نماذج من أشعارهم ودراستها دراسة نقدية عميقة وواعية ثم استخلاص مقومات قصيدة الطفل وما يجب أن تكون عليه.
يستعرض الكتاب بشكل مفصل وعبر دراسة تطبيقية مقومات قصيدة الطفل، لذلك يمكن اعتباره مرجعاً مهماً لشعر الأطفال في الوطن العربي للأسباب التالية حسب رأي عبد الرزاق عبد الواحد:
لشموليته التاريخية ولجغرافية .
لوعي المؤلف بقصيدة الطفل شكلاً ومضموناً.
لغزارة ما أورده المؤلف من النماذج الشعرية وتطبيقاته النقدية عليه.
ويعتبر الكاتب أن الكتاب سد نقصاً مهماً في المكتبة العربية حول موضوع دراسته وهي شعر الأطفال العربي.
ويورد المؤلف في المقدمة أنه "ليس غريباً أن تكون الدراسات الخاصة بأدب الأطفال نادرة" ويذهب بأن هذه الندرة هي أحد أسباب فشل مشروع النهضة العربية: "بعد قرنين من محاولات النهوض العربي لم نجب، كما يلزم عن محاولات النهوض الكبرى حيث يشكل التعليم– والطفل منطلقه- الأساس الأول له".
ويعتبر الصفدي أن صلته بشعر الطفل كانت منذ البداية وطيدة فهو، كما يقول، من المتابعين لخيوط هذا اللون الشعري الطارئ منذ أن كان إرهاصاً على شكل ترقيص قديم ومحاولات قص حتى استوى دعوة ناهضة على يد الطهطاوي ومن جاء بعده.
ويعتبر أن الدراسات الحقيقية التي تناولت شعر الأطفال في الوطن العربي تعد على أصابع اليد الواحدة (في إشارة إلى قلتها).
هذا وقد تركزت تجربة شعر الأطفال في مصر وبلاد الشام والعراق منذ القرن التاسع عشر تبعاً للنهوض العام، والتعليمي منه، في الوطن العربي.
يقع الكتاب في (640) صفحة من القطع الكبير، وثمانية أبواب، وفي الباب الواحد عدة فصول على النحو التالي:
الباب الأول: إطلالة تاريخية– الفصل الأول: شعر ترقيص الأطفال عند العرب، والفصل الثاني: شعر القص في التراث العربي.
الباب الثاني: التجربة المصرية، ويتألف من عدة فصول منها: العيون اليواقظ "لمحمد عثمان جلال"، ونظم الجمان "لعبد الله فريج"، "أحمد شوقي" وشعر الأطفال... الخ. وعندما تحدث عن التجربة السورية في الباب الثاني تطرق لكتاب "النفثات" الذي وضعه رزق الله حسون عام 1867 وصدر في لندن واعتبره كتاباً رائداً. لكنه وجه إليه نقداً لتصنعه وتكلفه وتعلقه بالسجع كما كان سائداً في عصره، والجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو ترجمة لكتاب "ايفان كريلوف" الذي يعد رائد قصص الأطفال في روسيا والعالم، ثم يتحدث عن كتاب "النخبة" لجرجس شلحت، وعن جميل سلطان: مؤلف العديد من الكتب للمراحل التعليمية المختلفة في سورية.
وعن كتاب "حديقة الأشعار المدرسية" "لعبد الكريم الحيدري" الذي يعتبره الكاتب أنه الرائد الحقيقي لشعر الأطفال في سورية من الناحية الفنية وليس التاريخية.
وفي نهاية هذا الباب أفرد فصلاً خاصاً لتجربة الشاعر السوري "سليمان العيسى" الذي يعد أغزر الشعراء العرب إنتاجاً للأطفال.
ويمكن إضافة مقطع من خارج الكتاب عن الشاعر "العيسى" لأهميته وصلته باللأطفال حيث يقول إنه منذُ (40) سنة يكتب للأطفال، وأنه سعيد أن يكون معهم دائماً، لأنه مع المستقبل، والأطفال هم مستقبل هذه الأمة، والأجيال المقبلة هي التي ستحقق كل ما عجزنا نحن عن تحقيقه، الأطفال هم أحلامنا، وآمالنا، وكل ما أرجوه لهذا الوطن، هم هؤلاء الأطفال، حيث ستكون هذه الأجيال الجديدة هي عماد الأمة ومستقبلها، فكل يوم يولد في الوطن العربي جيلٌ جديد، وأنا مع هذه الأجيال وسأكتب لها ما دُمت قادراً على ذلك، أنسج ذلك بالقلم والريشة.
ولايمكن نسيان قصائده في المدارس السورية: وهذه قصيدة شهيرة للعيسى يضيفها الكاتب ويحفظها الأطفال السوريون منذ أن كانوا تلاميذ صغاراً:
"أرسم ماما أرسم بابا
بالألوان
أرسم علمي موجة نغم
أنا فنان
حط النجم على كفي وفر وطار
خلى في شفتي كروما من أشجار
دعني أرسم ضوء النجم
دعني أرسم لون الكرم
أكتب شعراً بالألوان
أرسم حراً أنا فنان
أنا صياد اللون الساحر أنى كان
بيت رسومي النهر الضاحك والبستان
أرسم بيدي
فتنة بلدي
أكتب شعراً بالألوان
أحيا حراً أنا فنان"
وهكذا عبر تفاصيل غنية ومتنوعة تتخذ أهميتها من وجودها في كتاب واحد يغني الدراسين ويكون لديهم صورة وافية عن شعر الأطفال العربي منذ بداياته حت الآن...
ثم يأتي إلى التجربة اللبنانية ورواد شعر الأطفال هناك من خليل مطران وحليم دموس وغيرهم...، ثم يتحدث عن التجربة العراقية، فالتجربة الفلسطينية– الأردنية، وبعض التجار العربية الأخرى، ويدخل، ضمن باب خاص، في بعض القضايا النقدية، مثل: خصائص شعر الأطفال، والمرأة وشعر الأطفال، وموضوعات هذا الشعر، وميزاته، الخ....
الكاتب : بيان الصفدي
الكتاب: شعر الأطفال في الوطن العربي - دراسة تاريخية نقدية
الناشر وزارة لثقافة لسورية الهيئة العامة للكتاب