يُعتبر جامع "أبو بكر الصديق" والمعروف بـ"الجامع الكبير" أقدمُ دار عبادة للمسلمين في مدينة "البوكمال" منذُ سنين خَلَت وأصبح من أهم المعالم القديمة للمدينة، وللاطلاع أكثر على تاريخ هذا الجامع التقى eDeir alzor بالكاتب الأستاذ "حميد سيد رمضان" مؤلف كتاب "تاريخ البوكمال" والذي تحدث في البداية قائلاً: «حاولتُ خلال بحثي المتواصل الوصول إلى المعلومات الحقيقية والموثقة لتاريخ هذه المدينة وأكثرُ ما اعتمدتُ عليه هي ذاكرة الشيوخ الذين عاصروا فترات ومراحل تاريخية مختلفة».
وأضاف الأستاذ "رمضان" قائلاً: «تأسس "الجامع الكبير" عام /1870/م زمن الاحتلال العثماني، حيث كان الموقع الذي يتواجد فيه الجامع أول مكانٍ يُخطّطُ في المدينة من قِبل القائم مقام العثماني الشيخ "أحمد الأفندي" والذي كان يُكنّى بـ"أبو حسين" ثم قام بتخطيط بيوت المدينة حول هذا الجامع؛ ولم تكن أراضي المدينة آنذاك مملوكةً لأحد؛ لذلك قام "أبو حسين" بتوزيع تلك الأراضي مجاناً على الأهالي، بعد أن أشرف بنفسهِ على بناء الجامع المذكور».
بعد وفاة "أبو حسين " في عام /1889/م دفن بجانب المئذنة اعترافاً من الأهالي بفضلهُ وجميلهُ، وقد بقي قبرهُ موجوداً حتى عام /2000/م عندما تم هدم الجامع بالكامل وبناؤه وفق نموذجٍ حديثٍ وقتها تمّ نقل القبر إلى إحدى مقابر المدينة
وتابع حديثهُ قائلاً: «يتميز هذا الجامع بمئذنته المتميزة على الطراز العثماني وقبابهُ الكثيرة، ونظراً لقِدمهُ ولكونهُ مبنياً من الحجر والجص فقد تم هدمهُ من أجل تجديد بنائه وذلك في عام/2000/م. تبلغ مساحة الجامع الحالية حوالي/1000/ متر مربع والجزء الشرقي منه مع المئذنة هو البناء القديم له والذي يطل حالياً على السوق "المقبي" أما التوسعة للجزء الغربي فقد تم بناؤهُ في زمن الملا "محيميد الخرسا" وذلك عام /1935/م وعلى نفقتهُ الخاصة وجلب له الأعمدة الرخامية من "دير الزور" وشارك أهالي المدينة بالبناء مجاناً ومنهم الحاج "موسى الحيجي" (معماري من دير الزور) و "عواد الشكر" و "محمد الحماد" و "وعبد الكريم سيد رمضان" و "جمال الكيال" وغيرهم من أهل الخير، وبقي هذا الجامع هو الوحيد في المدينة حتى عام /1922/م».
وأضاف: «بعد وفاة "أبو حسين " في عام /1889/م دفن بجانب المئذنة اعترافاً من الأهالي بفضلهُ وجميلهُ، وقد بقي قبرهُ موجوداً حتى عام /2000/م عندما تم هدم الجامع بالكامل وبناؤه وفق نموذجٍ حديثٍ وقتها تمّ نقل القبر إلى إحدى مقابر المدينة».