موقعها الجغرافي، والمناخ الصحراوي تطلب وجود غطاء نباتي يخفف من حرارة الطقس المرتفعة، ناهيك عن العواصف الغبارية التي تتعرض لها المحافظة.
موقع eDeiralzor التقى أثناء زيارته إلى الحديقة المركزية "بدير الزور" بتاريخ 17/7/2011 السيد "عبد الله حاجي خضر" والذي تحدث عن سبب وجوده فيها قائلاً: «تعتبر الحدائق داخل المدينة الملجأ الدائم للمواطن "الديري" عند ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، بالإضافة إلى ذلك تعد المكان الأنسب للكثير من العائلات في "دير الزور" من أجل قضاء أيام العطل، والترفيه عن أنفسهم، وإتاحة الفرصة المناسبة لأطفالهم للعب واللهو».
والدي منعني من اللعب في الشارع، فأقوم يومياً أنا وأصدقائي بالتواجد في الحديقة ونقوم بلعب كرة القدم والبعض يلعب بألعاب الأطفال هكذا نقضي وقتنا
الطفل "خليل علوان" سألناه عن سبب وجوده في حديقة "النصارى" فقال: «والدي منعني من اللعب في الشارع، فأقوم يومياً أنا وأصدقائي بالتواجد في الحديقة ونقوم بلعب كرة القدم والبعض يلعب بألعاب الأطفال هكذا نقضي وقتنا».
وعن أعداد الحدائق "بدير الزور" وما تعانيه مديرية الحدائق في مجلس المدينة من صعوبات التقينا المهندس "عبد الحكيم ديواني" مدير الحدائق والذي قال: «هنالك ما يقارب الـ /45/ حديقة جاهزة في "دير الزور"، وهي تتضمن أشجاراً حراجية ويغطي العشب جزءاً منها، وأبرز الحدائق في المحافظة الحديقة المركزية الواقعة في منتصف مدينة "دير الزور" تقريباً على طريق كراج الانطلاق القديم، ومساحتها تبلغ نحو /42/ دونما، وهناك نحو 7 كم من الجزر الوسطية، ووفق الأرقام تبدو الأعداد مناسبة قياساً للمساحة الجغرافية».
وسلط "الديواني" الضوء على أبرز الصعوبات التي تواجه العمل بحدائق "دير الزور" فقال: «تأتي في المقدمة قلة العاملين في هذه الحدائق، ومن أمثلة ذلك الحديقة المركزية التي تحتاج إلى عدد كبير من المستخدمين من أجل العناية بها ورعايتها، وهي تشهد حركة زوار كثيفة، ومع ذلك يوجد فيها مراقب واحد و6 عمال، ونقص الكادر العامل سينعكس عليها بشكل سلبي».
وأضاف "الديواني" بالقول: «لا تزال قلة الوعي بأهمية الحدائق من أهم النقاط السلبية التي تسجل لدى القلة من الناس، حيث تشاهد مصباحاً مكسوراً أو مراجيح معطلة أو أوساخاً ملقاة هنا أو هناك، الأمر الذي يستدعي تكثيف حملات التوعية المؤكدة أهمية الحفاظ على الحدائق، خاصة بين سكان الأحياء التي تتواجد فيها هذه الحدائق، وهؤلاء من المفترض أنهم أحرص على صيانتها وحمايته ومنع التعديات عليها من أي شخص كان».
وعن الحديقة المركزية والتي تعتبر أكبر حدائق المدينة قال "بشار عبيد" رئيس بلدية "دير الزور": «بدأ العمل فيها عام /1998/ وتم افتتاحها عام /2003/، وتمتد على مساحة 40 دونماً، صممت الحديقة على نظام حدائق قصر فرساي في "فرنسا"، حيث يوجد فيها شارع وسطي عريض، فيه بحرات، يوازيه شارعان فرعيان جانبيان يتصلان مع الشارع الرئيسي عبر ممرات مائلة، ويضم الشارع الوسطي 11 بحرة مختلفة الأشكال والأبعاد، ويوجد داخل الحديقة ثلاثة مقاه شعبية، بالإضافة إلى ساحة تحتوي على ملاعب أطفال، وتشكل المساحة الخضراء 60% من مساحة الحديقة».
السيد "وليد شحاذة" أحد زوار الحديقة تحدث عن الفوائد التي قدمتها هذه الحدائق للأهالي قائلاَ: «منح وجود الحدائق متنفساً للترويح عن النفس والروح للأهالي، فأصبح بالإمكان أن يصطحب الشخص عائلته في المساء بعد يوم عمل شاق، وخاصة مع وجود مكان خاص لألعاب الأطفال الذين كان يُخشى عليهم من اللعب بالشارع، أضف إلى وجود بوفيه وبأسعار معقولة ومقبولة».
أخيرا لابد من الإشارة إلى أن مدينة "ديرالزور" شهدت حدائقها خلال الأشهر السابقة تطورات نوعية جديرة بالذكر مثل حديقة الحميدية التي جرى تحديثها وتطويرها، وكذلك الأمر بالنسبة للحديقة المقابلة لمدرسة مصطفى الأمين، ورغم ذلك لابد من الإشارة إلى ضرورة العمل المستمر من أجل تحسين مرافق جميع حدائق المحافظة، إضافة إلى النظافة التي تحتاج إلى المتابعة المستمرة على مدار اليوم، هذا عدا السقاية الملائمة للأشجار خاصة في أيام الصيف.