صيف "الدير" موسم الحر... الحصاد.. جفاف النهر... عودة المغتربين... يبدو أنه أصبح في السنوات الأخيرة موسماً لنشاط رياضي من نوع خاص، إنه النشاط المرتبط باللياقة البدنية للسيدات، والذي بدأت النوادي المختصة به تنتشر في "دير الزور" بسرعة لا تعادلها ربما سوى سرعة انتشار مطاعم الوجبات السريعة والتي تشهد هي الأخرى انتشاراً غير مسبوق في شوارع المدينة.
لإلقاء الضوء على هذه الظاهرة زار موقع eSyria أحد أقدم نوادي الياقة البدنية في "دير الزور" وهو نادي "صبا" الذي تديره لاعبة كرة اليد السابقة "هند حمادي" شرحت الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة بالقول: «أعتقد أن السبب الرئيسي مرتبط بحلم الرشاقة وذلك بسبب تغير مقاييس الجمال من الجسم الممتلئ إلى القوام الرشيق ومن عادة المرأة عموماً أن تحاول الالتزام بالاتجاه السائد، لذلك نجد أن أكثر النساء والفتيات اللواتي يترددن على نوادي اللياقة يهدفن بصورة أساسية إلى إنقاص الوزن حتى إن الأمر وصل عند بعضهن إلى درجة الهوس، والمشاركة الجماعية تشجع الفتيات على الاستمرار بالتمارين الرياضية أكثر مما لو كانت هذه الممارسة في المنزل.
حاولت مراراً الالتزام بالرياضة في المنزل دون جدوى فالمشاركة الجماعية هي التي تدفعني إلى مواصلة التمرين في النادي، هذا بالإضافة إلى وجود مختصين لتوجيهنا إلى التمارين الأنسب لأجسامنا وإعطاء برنامج غذائي والحض على الالتزام به، كما أن الجو الاجتماعي الذي يسود في النادي يكون مميزاً في الغالب ويصبح بحد ذاته سبباً أساسياً لارتياد النادي
أما السبب الثاني فيتعلق بالنتائج الصحية للرياضة فهناك نساء يردن لأجسادهن أن تكون قوية وصحية فينتسبن لأحد النوادي لتحقيق هذه الغاية.
والسبب الثالث يتعلق بالأغراض العلاجية فبعض الأمراض ينصح الأطباء المختصون من يصاب بها بممارسة أنواع معينة من التمارين الرياضية لأنها تعتبر جزءاً أساسياً من العلاج مثل أمراض المفاصل والظهر وبعض الأمراض الصدرية.
أما السبب الأخير والذي أعتبره أحد الأسباب الهامة فيتعلق بالجو الاجتماعي الذي يوجد في هذه النوادي حيث تجد النساء بعد فترة من التردد على النادي قد شكلن صداقات كثيرة فيه مما يحرضهن على المتابعة والاستمرار وبعض النوادي الآن تحاول تعميق هذه الناحية من خلال تنظيم رحلات سياحية وترفيهية لأعضاء النادي، فيصبح متنفساً ومكاناً لتكوين العلاقات الجديدة وأحياناً تحكمهن العادة وتتحول إلى شيء من الإدمان فيصبح التردد على النادي أمراً لا يمكن التخلي عنه».
أما عن الإيجابيات والسلبيات وراء هذا الازدياد الكبير لنوادي اللياقة البدنية فقد تابعت السيدة "هند" حديثها بالقول: «حين نتحدث عن انتشار نوادي اللياقة البدنية فنحن نتحدث عن الرياضة وبالتالي عن العديد والعديد من الفوائد الإيجابية المترتبة على هذا الأمر سواء فيما يتعلق بالرشاقة أو ما يرتبط بالصحة الجسمية، ولكن هناك زاوية سلبية في هذا الانتشار تتمثل بأنه انتشار بلا ضوابط، حيث يفتتح النادي فقط بسبب توافر رأس المال الذي ينفق لأغراض تجارية، وبالتالي غالباً ما يمارس التدريب فيه أشخاص غير مختصين، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج سلبية في بعض الأحيان، فمن يدرب في هذا المجال يجب أن يكون على الأقل مطلعاً على التشريح ولديه فكرة عن العضلات وآلية عملها وعن كل جزء من أجزاء الجسم، فالرياضة سلاح ذو حدين وحتى في مجال النحافة بعض التمارين تؤدي إلى زيادة الوزن وبعضها تؤدي إلى نقصانه، ومع الأسف ليس كل من يدرب في هذه لنوادي لديه الخبرة الكافية للقيام بواجبه».
وحول الأسباب التي تدفع إلى جعل الصيف موسماً لهذه النوادي فقد تحدثت عنها السيدة "غادة المصطفى" مدربة في أحد النوادي: «الأسباب تتعلق بصورة أساسية بانتهاء الامتحانات في المدارس والجامعات وبالتالي بالعطلة الصيفية بالنسبة للصبايا، أما الأمهات فالأمر مرتبط بتخفيف العبء عليهن لعطلة أبنائهن، بالإضافة إلى طول النهار في الصيف مما يتيح وقتاً أطول من وقت الشتاء، وكذلك كثرة النزهات في الصيف ما يؤدي إلى تغير نوعية الغذاء كالإكثار من الحلويات وفواكه الصيف الغنية بالسعرات الحرارية، وبالتالي زيادة الوزن والبحث عن النوادي للالتزام ببرامجها لإنقاص الوزن».
ولكن ما الأسباب التي تدفع إلى ممارسة الرياضة في النادي بدلاً من المنزل؟ تجيبنا الشابة "سحر العلي المصطفى": «حاولت مراراً الالتزام بالرياضة في المنزل دون جدوى فالمشاركة الجماعية هي التي تدفعني إلى مواصلة التمرين في النادي، هذا بالإضافة إلى وجود مختصين لتوجيهنا إلى التمارين الأنسب لأجسامنا وإعطاء برنامج غذائي والحض على الالتزام به، كما أن الجو الاجتماعي الذي يسود في النادي يكون مميزاً في الغالب ويصبح بحد ذاته سبباً أساسياً لارتياد النادي».