«محمود صار اليوم الآن/ في تلّة الغزاله/ يجهد آلة المجاز في الزمان/ لكي يرى خياله
محمود عاد الآن/ والعزف منفرد/ في ذلك الدكان/ هو ذلك الولد».
المنمنمات القصصية هي عبارة عن طريقة جديدة في القصّ تعتمد على المراوحة بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً
هو مقطع من القصيدة التي حملت اسم "ذلك الولد" والتي ألقاها الشاعر "رضوان السح" في لقاء أدبي موسيقي بدأه بتاريخ 9/4/2009 الشاعر الدكتور "راتب سكر" والقاصة الدكتورة "رنا أبو طوق"، مترافقاً مع تقاسيم حمل عودها الدكتور "جمال اسكاف" وعازف التشيللو "علاء يعقوب آغا".
الشاعر "رضوان السح" قدم مجموعة من القصائد القصيرة التي حملت أسماء عدد من كتاب وفلاسفة العالم وقدم كل اسم بطريقة تخص صاحب الاسم.
القاصة "رنا أبو طوق" قالت لموقع eSyria: «قرأت منمنمتين قصصيتين حملت الأولى اسم "الأعور الدجّال" تحدثت فيها عن زمن الفساد وكيف يصبح الصحيح خاطئاً والخاطئ صواباً، والثانية "الصفقات" وهي عبارة عن صفقة يبيع بموجبها إنسان نفسه للشيطان، وقصة قصيرة بعنوان "الرؤيا" حملت فكرة أن الإنسان يجب عليه أن يبدأ من نفسه أولاً حين يقرر محاربة الشر». وعن ما تعنيه كلمة منمنمات قالت: «المنمنمات القصصية هي عبارة عن طريقة جديدة في القصّ تعتمد على المراوحة بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً».
الشاعر الدكتور "راتب سكر" ألقى خمس قصائد ختم بها الأمسية حملت عناوين "دمعة وابتسامة"، "عنوان الشاعر"، "ظلال الصدى"، "قبل الصمت"، "امرأة وطفل وآخرون" والتي قال فيها:
«هي امرأة/ مرت على معابرهم/ سلال خيالها/ ملأى بأحلام/ وأوهام/ صرخت بها: قفي
فتوقفت.. وحنت!/ همست: سنلتقي يوماً/ مضت كالطير مسرعة/ وهذا الشعر من ريشات سرعتها
وغيبتها، يعزيني!».
موقع eSyria التقى أيضاً بالدكتور "راتب سكر" الذي حدثنا عن قصائده قائلاً: «هي قصائد تبحث عن معادل فني موضوعي، لأسى الشاعر في استبصاره واقعه العربي المثقل بالعذاب، تبدأ قصيدة (امرأة وطفل وآخرون) من شارع في غزة التي أغلقت معابرها، فيتصل مع نجوم الليل الذي غدى طويلاً في حصاره وتحت وطنه القصف والدمار، غير أن القصيدة تبوح بكل ذلك على طبق من رنين ما تبنته من معادل فني مبتعدة عن الصراخ المباشر "على جلاله" لتفتح عتاباً مؤسياً بين الذات والكون ولتفتح تحدياً عنيفاً مع الخصوم المعتدين من طغاة وسعاة وطيارين همجيين يقصفون أغصان الحياة».
ويضيف الدكتور "سكر": «ثمة مساحة في القصائد للحب الذي تريده الحياة مهدوراً، فيعاندها متشبثاً بمساحاته الخضراء على رنين ضحكة تارة، ورنين سوار معصمها تارة أخرى، فالوقت ما زال يسمح بالشعر تحت تاج وقرب صولجان ترسم به بديلاً جميلاً من واقع مخزول، وبذلك لا يقتصر أداء الشعر على تقديم التعزية للمخزولين، بل يتجاوز ذلك ليبني عوالم بديلة بالفن، وفي مثل هذا البناء منجزٌ جوهره مهم من منجزات الشعر الذي تتجدد به ولادة الشاعر وولادة مستقبل شعره على أطباق الحياة الجديدة الظافرة على أحزانها».
العازف الدكتور "جمال اسكاف" قال لنا أيضاً: «رافقت القصائد بعدد من التقاسيم الارتجالية، ولو أننا نعمل عدداً من البروفات على هذه التقاسيم لتصبح منسجمة مع الشعر الحديث، لدينا تجربة سابقة حيث شاركنا في أمسية مع الشاعر "سعد الدين كليب"، والشاعر "مجد فؤاد"».
وعن سبب عدم مرافقته بالعزف للقصة يضيف الدكتور "اسكاف": «لم يحصل أن سمعنا قصة ترافقها الموسيقا، ويعود ذلك أن في تفاصيل القصة حبكة تتطلب من السامع لها المزيد من التركيز الذي لا يتناسب مع معزوفة موسيقية مرافقة».
الشاعر "فرج الله طه" كان أحد الحاضرين حدثنا عن رأيه في الأمسية: «أسرني ما سمعته من الشاعر "رضوان السح" وخاصة قصيدته التي قال فيها "وردة مرّ بالقرب منها طريق"، حيث حملت صورة شعرية متماسكة وجديدة».