يبقى منبر الشعر ملتقى لكل من كانت الكلمة تسافر به معتليةً عنان الخيال، تحمل غمامات المشاعر، تنثر ياسميناً على من كان الشعر هواه، وكان متعطشاً وذواقاً لرحيقه، ففي أمسية شعرية وبجوٍ شعري دافىء، استضاف بها جمهور "حلفايا" كل من الشاعر "محمد منذر لطفي"، والشاعرة "نوار ناصر فرحة"، كما شاركهما الشاعر "عبد الرزاق رحمون" بعضاً من قصائده.
وكان موقع eSyria حاضراً يوم الخميس 8/5/2009، حيث كانت البداية من قبل ابنة العشرين ربيعاً الشاعرة الشابة "نوار فرحة"، والذي جاء شعرها ناضجاً، متنوع القضايا، بطريقة نثرية وأخرى بطريقة التفعيلة، ومن بين القصائد المميزة التي ألقتها كانت قصيدة (حنظلة) والتي ناجت بها الشاعرة روح الشهيد "ناجي العلي" وتقول فيها: لا تنذوي يا حنظلة/ مازال عندي قنبلة/ والبندقية في يدي مسترسله/ لا تنذوي ... لا لا تنم/ قد ثارت الدنيا على ذل الأمم/ ونحن مازلنا نفتش عن قلم كي نصلبه/ إذا أثار النوم فينا... قلقله.
حقيقةً كنا في بستان من أزاهير الشعر، واستطعنا أن نأخذ أريجاً عبقاً ونتنسم الحب في رحاب هذا اللقاء الشعري، الذي طاف بنا في دنيا وعوالم حب لا ينتهي ألا وهو حب الوطن والإنسان
وعن سؤالنا الشاعرة عن مشاركتها الشعرية، وماذا تعني لها فتقول: «لقد دعيت من قبل الأستاذ "عبد الرزاق رحمون" للقاء محبي الشعر في "حلفايا"، وتفاجأت بهذا الجمهور الرائع، وهذه المرة الأولى التي أزور بها هذه المدينة، وأتمنى أن يكون شعري قد نال إعجاب الحضور وهو الغاية الأساسية.
وتضيف: «هذه المشاركة تعني لي الكثير، أين أصبحت أنا من الشعر وإلى أين أسير، وبمثل هذه المشاركات أستطيع أن أصل إلى الجمهور، لأفكر في الخطوة المقبلة واللقاء القادم».
وجاءت مشاركة الشاعر "محمد منذر لطفي" - الطيار المتقاعد، ورئيس رابطة المحاربين القدامى- ملأى بالشاعرية الوطنية والحس القومي، وتغنى بقصيدة من قصائده بمدينته "حماه"، كما واستذكر الشباب في قصيدته (دنيا الشباب)، حيث قال فيها: الله ... يادنيا الشباب.. تمضي.. ونحلم بالإياب/ وابقَ الربيعَ.. وإن بدا... في الإفق تموزٌ... وآب/ كُلُّ الفصول جميلةٌ.. وأميرها فصل الشباب.
وفي سؤالنا الشاعر عن مشاركته فيقول: «سبق وأن ألقيت الشعر هنا في "حلفايا" ورأيت تجاوباً وانسجام الجمهور والذين أدعوهم بفرسان الأمسية، وكانت المشاركة جميلة مع الشاعرة الواعدة "نوار فرحة"، التي أعجبت بالمستوى المتقدم للشعر لديها، وأتمنى لها مستقبلاً زاهراً وناجحاً».
ومن بين الحضور الأستاذ الشاعر "حسن صيادي" وهو من أهالي مدينة "حلفايا" ومدرس لمادة اللغة العربية، حيث يبدي لنا رأيه بقوله: «حقيقةً كنا في بستان من أزاهير الشعر، واستطعنا أن نأخذ أريجاً عبقاً ونتنسم الحب في رحاب هذا اللقاء الشعري، الذي طاف بنا في دنيا وعوالم حب لا ينتهي ألا وهو حب الوطن والإنسان».
أيضاً الأستاذ "محمد الحلبي" كان له رأي: «عندما يكتنز الشعر بالمشاعر الصادقة والكلمة التي تحمل في جعبتها جمال اللغة إن أرادت أن تظهر بهية الإغواء، فإن فرصة سانحة لمستمع الشعر مثلي بالتحليق في فضاء الصورة الشعرية، والمعاني النابعة من الالتزام بكل ما يربطنا بهذا الوطن الجميل من مشاعر وأحاسيس».
ويختم الأستاذ "عبد الرزاق رحمون" بالشكر لكل من تواجد وحضر.
والجدير بالذكر أن الشاعر "محمد منذر لطفي" من مدينة "حماة" وله /14/ ديواناً شعرياً، وهو عضو باتحاد الكتاب العرب، وهناك /7/ دواوين لقصائد الأطفال.
أما الشاعرة "نوار فرحة" فهي من مدينة "سلمية"، ولها ديوان قيد النشر، كما لها العديد من المشاركات بالمهرجانات والأمسيات الشعرية، وهي طالبة "لغة انكليزية سنة ثانية" بجامعة البعث بـ"حمص"، ورائدة في القطر بفن النحت، وتعمل في مجال رسوم الأطفال القصصية.