يعتبر معرض "ربيع حماة" التشكيلي من أهم المعارض التشكيلية التي يقيمها "اتحاد الفنانين التشكيليين" فرع "حماة"، وتأتي أهمية هذا المعرض من جانبين، الأول لكونه يجمع عدداً كبيراً جداً من الفنانين في معرض واحد، ففي حين جمع في العام 2008 أعمالاً لأربعين فناناً من محافظتي "حماة" و"حمص"، بلغ عدد المشاركين لهذا العام أكثر من/27/ فناناً تشكيلياً تباينت مدارسهم وأعمارهم وخبراتهم وخلفياتهم الثقافية.
أما من الجانب الثاني لهذه الأهمية وهو كون هذا المعرض يستمر لفترة زمنية طويلة تتجاوز الثلاثة أشهر في بعض الأحيان في مكان صغير هو صالة "اتحاد الفنانين التشكيليين" في ساحة العاصي بالقرب من حديقة "أم الحسن".
لدي معرض هذه الأيام في دار الثقافة والفنون في مدينة "حلب" لذلك لم أستطع المشاركة في هذا المعرض خاصة أن لوحاتي ستبقى في مدينة "حلب" لفترة طويلة حيث سيكون معرضي القادم في صالة "هنانو" أيضاً في مدينة "حلب"
"عماد جروا" حدّث موقع eSyria بتاريخ 15/5/2009 عن اللوحة التي شارك بها: «هي استمرار للموضوعات التي اعتدت على معالجتها حول مدينة "حماة" القديمة برؤية فنية خاصة بي، تتركّز حول العناصر المعمارية والطبيعية بعناصرها اللينة التي تتآلف مع البنية المعمارية لتشكل وحدة إجمالية متكاملة، اعتمدت في اللوحة على مشهد مزيج من الواقع والتأليف من ناحية التقنية استعملت ألوان الأكرليك مع لصق أتربة طبيعية إضافة إلى لمسات واسعة وعريضة من اللون الممدّد، أتمنى أن تروق لمشاهديها».
الفنان "سمير طنبر" حدثنا عن اللوحة التي شارك بها: «اللوحة تعبر عن الثورة السورية وهي ملحمة نضالية بدماء الشهداء ومجابهة عفوية بين أهالي "دمشق" والجنود الفرنسيين، تعبر عن نضال جماهير الشعب السوري بكل فئاته ضد الاحتلال الفرنسي وتحقيق النصر والاستقلال، استخدمت لوناً زيتياً خاصاً، يعتمد على شفافية كبيرة في استخدام اللون والوصول إلى أعلى درجات الظل والنور».
الفنان "مصطفى الراشد نجيبة" أجاب عن سؤالنا بعدم مشاركته في هذا المعرض قائلاً: «لدي معرض هذه الأيام في دار الثقافة والفنون في مدينة "حلب" لذلك لم أستطع المشاركة في هذا المعرض خاصة أن لوحاتي ستبقى في مدينة "حلب" لفترة طويلة حيث سيكون معرضي القادم في صالة "هنانو" أيضاً في مدينة "حلب"».
والتقينا بأحد زوار المعرض وهو المدرس المتقاعد "مصطفى زودة" والذي حدثنا عن رأيه بالمعرض: «من الجميل أن ترى إصرار الفنانين التشكيليين في "حماة" يتزايد يوماً بعد يوم في رسم مناطق النواعير ونهر "العاصي" ومع ذلك فنسبة اللوحات التي تتحدث عن منظر مأخوذ من حي "الطوافرة" أو قريب من ناعورة معينة قلّ عن معرض العام الماضي، وربما يكون هذا دليل على بدء هؤلاء الفنانين بالخروج عن الإطار المغلق الذي يأسر البعض نفسه فيه».
من الجدير بالذكر أن مقر اتحاد الفنانين التشكيليين في "حماة" يشهد إقبالاً كبيراً من السياح الأجانب على زيارة معارضه لعدة أسباب أهمها أن له موقعاً مميزاً فهو يبتعد عن نهر العاصي والنواعير حوالي عشرة أمتار فقط، كما أنه بناء أثري وهو جزء من المدينة القديمة.