لابد من موقف نتجرأ على اتخاذه، قد يأتي متأخراً غير أنه من الضروري أن نخطو باتجاه تحقيقه، ربما هذا الفعل ما أراد أن يقوله العرض المسرحي "الخروج"، وهو كما قال مخرجه الفنان "يوسف شموط" يعرض للمرة الأولى، وفي مهرجان الماغوط المسرحي الثالث انطلاقته الأولى.
موقع eSyria حضر المسرحية وسجل الانطباعات والآراء التالية:
ربما في ظروف عدم توفر التقنيات التكنولوجية المتطورة في مركز سلمية الثقافي، لا يسعنا إلا أن نقول نتمنى أن نجد حلاً
مخرج العمل "يوسف شموط" تحدث عن عمله فقال: «هو عمل مسرحي ناقد لحياة كثير من أبناء الإنسانية قاطبة، وهو- أي الحدث- موجود في كل بقعة من هذه الأرض، الحياة تطبق بفكيها على الكثيرين، ولكن هناك طريقة للخروج، قد تكون (الثورة) وقد تتطور بشكل تلقائي إلى عنق الزجاجة، إلى أن يصبح الخروج عبارة عن تطور تلقائي، لا حوامل للتغيير فيه، كله هش، والتطور يأتي تلقائياً».
ويضيف: «وهذه المسرحية أرادت أن توجه هذه الرسالة، فالفتاة التي أغلق عليها الباب، مع أب متسلط، بحثت في زواريب المنزل عن عالم يؤنسها، لم تجد فيه سوى الحشرات، لكن الهاجس الأكبر الذي تعيشه، ماذا يكمن هناك خلف الباب؟، صراع أرهقها، وتسلط أبوي أتعبها، لكنها تمردت، وانطلقت لتفتح الباب، غير أنها لم تستطع الخروج، وسار الحدث ليصل إلى أن يفتح الأب الباب الموصد ويطلق ابنته إلى عالم جديد، ليقبع وحده في بيت أودى به إلى الهلاك، ولتصبح الفتاة (أماً)، ولتقول لأطفالها: (صباح الخير)، لقد اعتادت الحياة الثانية».
الفنان "أمين الخطيب" تحدث عن هذه المسرحية، فقال: «نستطيع إسقاط مقولة المسرحية على أكثر من منحى، وأنا أسقطها على الجانب الاجتماعي، وكان من الأحرى تسمية المسرحية (الموءودة التي عادت إلى الحياة) وعلى العموم شاهدنا عرضاً جيداً، وأراد النص أن يقول لنا أنه باستطاعتنا أن نتعود على حياة جديدة كما حدث مع الفتاة».
السيد "عزت القطريب" أحد الحضور علق على العرض قائلاً: «بتقديري كان هناك خلل على الصعيد الفكري، فلم أجد مبرراً واحداً يدعو الفتاة لأن تتبنى مفاهيم وأفكار عن عالم لم تعشه، أو حتى تتطلع عليه، كان يجب أن تبقى في البيت، ظهر في العرض صراع في الأفكار، فبعد أن تحطم كل شيء قررت الخروج، كان يفترض بالفتاة أن تعتاد حياتها، وفي النهاية كان الأداء جيداً».
الأستاذ "علي أمين" أثنى على الأداء، وانتقد الأجهزة الصوتية، وقال: «العمل ظهر بشكل جلي انه اعتمد الرمزية على صعيد الفكرة، في حين كان واقعياً في تعامله مع إكسسوارات المكان، الممثلة كانت جيدة في أدائها، لكنها بالغت بعض الشيء، والمسرحية بشكل عام جيدة».
المحامي والفنان "بركات وطفة" وجد في العرض ما يمكن أن يبعده عن واقعنا، وفي هذا السياق قال: «النص يحمل فكرة خارجة عن بيئتنا، جاءت من تركيا، وبالتالي فهي لا تلامس واقعنا، اعتمد المخرج على ثنائية العمل، وهذا ما حمّل الممثلين مهام كبيرة لأن المساحة أمامهما واسعة، وبالتالي يحتاج إلى جهد مضاعف، الخيارات الموسيقية كانت غير موفقة، وعابها الدخول أثناء الحوار ما أفقدنا شيئاً منه».
الفنان "محمد الشعراني" وجّه عتبه إلى الحضور خاصة: «أنا أؤمن بمقولة أن النص يكتب ثلاث مرات، في الأولى عند الكاتب، والثانية مهمة المخرج، والمرة الثالثة للجمهور والناقد، وهنا تعاد صياغة النص بشكل نهائي».
وتابع قائلاً: «ظهر اعتماد المخرج على إمكانيات الفنانة "يارا بشّور" لذا فقد اعتمد عليها كثيراً، ونحن نحسده عليها لأنه فنانة متمكنة من مفرداتها، ولكن يوجد بعض الهنات، ومع هذا فنحن أمام مخرج متميز في انتقاء النصوص».
الأستاذ "نضال الماغوط" أثنى على الأداء، وتابع يقول: «مقولة العرض فيها تشويش فلا يوجد سلطة متسلطة يمكن أن تفتح الباب أمام أحد، وعمل المخرج على التفاصيل الصغيرة، وهذه العوامل قد تترك أثراً مميزاً لدى الحضور، بالنسبة للديكور فقد ذكرني بقصة العصفور الذي فتح له باب القفص لكنه لم يغادره لأنه اعتاد الحياة فيه، أضف إلى خشيته مما قد يلقاه خارجه».
الشاعر "ناجي دلّول" انتقد الفكرة مدللاً بالإشارة إلى بعض المواقف، فقال: «بعض المواقف وضعتنا في إشكالية، فالأب اعتبر نفسه حشرة، وقرر أن يبيد نفسه، وقد فعل، شاهدت حركات مسرحية مجردة، وفيما يخص النص فأجد أنه سار على منحيين، وأنه يوجد وحشان، الأول وحش الداخل، وإظهار مدى قذارة هذا الوحش، والثاني الوحش الخارجي هذا المجهول الذي لم نعرف شيئاً عن طبيعته، العرض جيد».
السيد "فواز الضحاك" نوه إلى أن الأجهزة الصوتية لم تخدم العرض، وأضاف: «شعرت أن شيئاً ما يجب أن يكون وهو غير موجود، ربما تعامل المخرج مع النص وحذف مقاطع ربما بتقديري أثّرت على مقولة العمل، وكنت أود لو أعرف ماذا حدث مع الفتاة بعد أن خرجت من الظلمة إلى النور، كان يجب التركيز على النور أكثر من الظلمة».
السيد "أحمد زيدان" نوه إلى أن شيئاً لم يطرأ باتجاه الأفضل بالنسبة لخشبة المسرح في ثقافي "سلمية" وتابع يقول: «ربما في ظروف عدم توفر التقنيات التكنولوجية المتطورة في مركز سلمية الثقافي، لا يسعنا إلا أن نقول نتمنى أن نجد حلاً».
السيد "مروان حيدر" أراد للنور أن ينتصر، فقال: «لم نشاهد النور إلا عبر صوت جاءنا من الخارج، كنت أتمنى لو سلط الضوء على الحياة الثانية التي عاشتها الفتاة بعد أن خرجت».
في النهاية.. جاء في بطاقة المسرحية:
مسرحية "الخروج" من تأليف "عدالة آغا أوغلو" وإخراج "يوسف شموط". وإنتاج فرقة "فرع حماة لاتحاد شبيبة الثورة".
تمثيل: "يارا بشّور"، و"فراس مرضعة".
* إداري: "ماجد أبيض".