«إن اللون البني يوحي بالكثير من المعاني الجياشة، لذلك أحب أن أضعه في لوحاتي بشكل شبه دائم ضمن خلفية تتناسب معه؛ فاللون البني يعني الأرض والدفء، والعمق والتوغل في البحث الذاتي وهو لون هواجسي وجراحي وآمالي، كما أنه يدفعني إلى عالم الخيال والرقي في أعمالي».
هذا ما عبّر عنه الفنان والخطاط العالمي "محمد فهمي قنا" عن عشقه إلى الألوان وخاصة البني منها.
التعبير الجمالي يعتمد على أسس واضحة وهي (الرقة ـ الموقع اللطيف للتكوين ـ النظافة اللونية ـ الصفاءـ الصقل ـ المتانة..) وللوصول إلى هذا الكمال لابد من الإخلاص والصدق والإتقان كأهداف أساسية في حياة الفنان
و"قنا" من مواليد مدينة "حماة" عام 1961، بكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة "حلب"، ومدرس للخط العربي بالمركز الثقافي بـ "حماة" سابقاً، وعضو جمعية العاديات في "حماة"، وعضو في جمعية الخطاطين السوريين.
تتلمذ على يد خاله عندما كان صغيراً، وصقل موهبته بالمعرفة عبر الكتب واتباع دورات خاصة في معاهد متخصصة بتعليم فن الخط العربي.
موقع eSyria التقاه في منزله في حي (البياض) في "حماة" يوم الأحد 15/2/ 2009 وأجرى معه الحوار الآتي:
** «الخط العربي هو هندسة روحانية ظهرت بآلةٍ جسمانية، ونقول أيضاً بأنه الكتابة الموزونة التي تعبر عن فكر معين لكنه ليس رمزياً مجرداً فقط وإنما هو تعبير جمالي مدهش يصور القيم الدينية والاجتماعية، وفن الخط كفن الرسم يتشكل أولاً في الذهن ثم يظهر إلى وجود باليد والعين والإرادة مستوحياً تزييناته ليس من الطبيعة فقط بل من الروح الإنسانية».
** «الخط موسيقا البصر والروح، واللحن موسيقا الأذن والنشوة، والعلاقة بينهما وطيدة، وإن التذوق الفني الحقيقي للحروف التي تمتد قاماتها وتنبسط بعض من أشكالها هو بحد ذاته نغم موسيقي يمتّع البصر والأحاسيس الجياشة. والخط العربي كما الشعر والنثر كلها مشتركة معاً تسعى لإعطاء رسالة ما تتجه إلى الإنسان وإدراكه، ناشدة المعنى الجوهري والحس المظهري، والخط العربي يمتلك فلسفته الجمالية من جوهر ذاته ويتجلى ذلك في تناسب الحروف وتوازنها واستقامة تركيبها وحسن انتظامها».
** «التعبير الجمالي يعتمد على أسس واضحة وهي (الرقة ـ الموقع اللطيف للتكوين ـ النظافة اللونية ـ الصفاءـ الصقل ـ المتانة..) وللوصول إلى هذا الكمال لابد من الإخلاص والصدق والإتقان كأهداف أساسية في حياة الفنان».
** «العين هي آلة القياس الوحيدة للوصول إلى مستوى عال من الحكم الدقيق، أي الوصول بالإدراك إلى مستوى يمكنه من التمييز بين الخطوط الجيدة والضعيفة وإلى انتقال هذه المقدرة في التمييز بين الخطوط الجيدة والضعيفة وإلى انتقال هذه المقدرة في التمييز من آلية التنفيذ اليدوية لرسم الحروف والأشكال على أجمل صورة اختزنتها الذاكرة».
** "لأننا نتعامل مع الآيات القرآنية بشكل شبه دائم، أطلق البعض عليه هذه الصفة، ولكن روح الخط تظهر في حروفه، لذلك فمن الممكن أيضاً فهم الأفكار والهواجس الذاتية والعامة، حيث يقول "لويس ماسينون" لدى بحثه في الفنون: "إن المسلم يبتعد عن الوقوع في فخ الفنون، فهو ينسخ خيوط "الله" ولذلك لن تجد في الفنون الإسلامية أية مأساة أو فاجعة، ولا توجد فيها نواح وحشية". لهذا فقد تبوأ فن الخط مكانة متميزة ومستقلة بين الفنون جعلته يقف في الصدارة».
** جميع الخطوط العربية ذات جاذبية رائعة لكل فنان وذات مظهر جمالي رائع وخاصة إن كتبت على قواعدها الصحيحة، لكنني على الصعيد الشخصي أنجذب إلى الخط (الفارسي) أو (التعليق) متأثراً بأعمال الفنانين الإيرانيين المبدعين "غلام حسين ميرخاني" و"عماد الحسني".
ــ أخيراً بطاقة المشاركات الدولية والمحلية إضافة للجوائز التي حققها الفنان "محمد فهمي قنا":
** المشاركات:
ــ 1998 وحتى الآن.. معرض "دمشق" السنوي.
ــ 2002 معرض "دمشق" للثقافة والتراث والسياحة.
ــ 2004 معرض (بينالي) الدولي لفن الخط العربي في "الشارقة".
ــ 2004 معرض دولي لفن الخط العربي في الصين.
ــ 2005 معرض دولي لفن الخط العربي في باكستان.
ــ 2006 معرض (بينالي) الدولي لفن الخط العربي في "الشارقة".
ــ 2007 معرض "حلب" عاصمة الثقافة الإسلامية.
ــ 2007 معرض دولي لفن الخط العربي في مدينة "أصفهان" بـ إيران.
ــ 2008 معرض "دمشق" عاصمة الثقافة العربية.
** الجوائز التي حققها:
ــ 2002 الجائزة الثالثة في مسابقة "عبد الحميد الكاتب" في "الرقة".
ــ 2004 الجائزة الأولى في مسابقة "مير عماد الحسني" في "استانبول".
ــ 2004 مكافأة في خط الديواني في "استانبول"
ــ 2007 الجائزة الأولى في مسابقة "نبي الرحمة" في المملكة المغربية.
ــ 2007 مكافأة في خط جلي التعليق في "استانبول"
ــ 2007 مكافأة في خط الديواني، مسابقة "محمد هاشم البغدادي" في "استانبول"
ــ 2008 الجائزة الثانية في مسابقة "عبد الحميد الكاتب" في "الرقة".