«للتأمل دور كبير في حياة الفنان وأعماله، لأن فكرة العمل الفني في معظم الأحيان تأتي بعد حالات تأملية عميقة، وعلى الرغم من ولادة الكثير من الأفكار بشكل مفاجئ إلا أنها تكون مستندة إلى لحظات تأملية سابقة وتفاجئك بعد تداعيات قد لا تفسر، ناتجة عن شخصية الفنان إذا كان مسكوناً بهمّ الإبداع أم لا، أو بالأحرى إن كان الفن يعيش في روحه هاجساً لا يفارقه أم لا».
هذا ما قاله الفنان "مصطفى الراشد نجيبة" لموقع eSyria بتاريخ 30/3/2009 عندما زاره في مرسمه بمدينة "حماة" وكان لنا معه اللقاء التالي:
*حدثنا عن بداياتك؟
** أحببت الرسم منذ الصغر وبدأت أرسم لأصدقائي في المدرسة ولكن أول عمل فني لي كان رسم وجهي وأنا واقف على المرآة في عام 1962م، وبعدها انتسبت إلى مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية في عام 1965م لأخوض بعدها رحلتي في أعماق الفن دون تشجيع من أحد،
لقد بدأت الرسم بالقلم الرصاص لأول مرة، لأنه برأيي هو الإحساس بالتعلم الدقيق للرسم، أي تدريب اليد على الرسم بجرأة دون الخوف من أي شيء، فبعد ذلك تأتي مرحلة الرسم بالريشة عندما تكون قد أنهيت مرحلة تدريب اليد على الرسم بشكل جيد، فالرسم بالريشة يعمل على تبسيط اللوحة المرسومة، ولكل فنان يده الخاصة وريشته المتفردة في تبسيط لوحاته.
** في البدايات من مرحلة الرسم التي تعلمناها كنا نخرج إلى الطبيعة ونرسمها رسماً حرفياً أي "الشيء ذاته تماماً" لكن بعدها بدأنا نتطرق إلى الرسم على مبدأ الظل والنور وعلى مجموعة من المبادئ الأخرى، والآن أصبحت أرسم بمزيج من الألوان دون الوقوف أمام فكرة معينة وعلى أساس نغم موسيقي موجود بداخلي لا أحد يسمعه إلا أنا، وتكون النتيجة حينها لوحة مرسومة، وربما تكون متوقعة أو غير متوقعة، فالرسم بالألوان مباشرة يعطينا جميع الأبعاد بالكثير من اللوحات.
** العمل الفني يرتبط بالعفوية والمصداقية للفنان، فالعفوية هي التي تخرج العمل ولا نستطيع أن نحدد اللون لمراحل معينة، وإنما اللون هو الذي يفرض نفسه على اللوحة الفنية، أما بالنسبة لتفضيلي الرسم التجريدي أكثر من الرسم الواقعي هو أن الرسم التجريدي يعطي الحرية والعفوية بالكثير من اللوحات التي نرسمها على عكس الرسم الواقعي، فإنه يكون مقيداً بقيود كثيرة إلى درجة لا نستطيع التعبير عما في داخلنا من مشاعر وأحاسيس.
** إذا كان الفنان عنده قوة إبداع كبيرة من الممكن أن يتحول من الرسم على الورقة البيضاء إلى الرسم على شاشة الكمبيوتر، أما إذا لم تكن عنده قوة الإبداع فمن المستحيل أن يستطيع الرسم على أي شيء، الإبداع هو الشرط الأول والأخير في كل عمل فني، بغض النظر عن أدواته وطريقته.
*هل لك أي نصائح توجه بها المبتدئين بهواية الرسم؟
** تعلموا ولا ترسموا في البداية إلا برؤية المنظر المرسوم والتدقيق به، ولا تتخلوا عن المبادئ الأساسية في الرسم وأهمها مبدأ الظل والنور والكتلة والفراغ، والأبعاد.
ومن الجدير بالذكر بأن الفنان "مصطفى الراشد نجيبة" من مواليد محافظة "حماة"عام1941م، له مشاركات عديدة داخل وخارج سورية في معارض فردية وجماعية، وله عدة لوحات مقتناة، منها في المتحف الوطني بـ"دمشق" وفي بناء محافظة "حماة" وفي فندق "أفاميا الشام".