في حي "القدامسة" شرقي المشفى الوطني، على الرصيف المقابل لـ"جمعية أصدقاء سلمية"، حيث يوجد دكان وبداخله ممر يؤدي إلى داخل بيته، رجل تجاوز الأربعين من العمر يعيش وحيداً، لديه وفي ظلمة المستودع توجد مجسمات ملفوفة ومغلفة بالنايلون، والغبار يجد كل الأمكنة هناك ليحط فيها رحاله.
موقع eSyria يوم السبت 28/3/2009 زار "أحمد الشيخ علي الزير" في بيته وتعرف عليه، وأحب أن يكشف الستار وينفض الغبار عن حقيقته المجهولة لكثير من الناس والمهتمين بالفن، وهو من مواليد "سلمية" 1945، يعمل بتصميم وتنفيذ المفروشات المعدنية، ولديه معرض لمنحوتات وتشكيلات معدنية، ويحول الخردوات وبقايا الأدوات المنزلية المعدنية المستعملة إلى لوحات فنية ومجسمات رائعة.
لم أجد نفسي هناك، وعالمي هو الديكور وفنون التشكيل وقد أحببت عملي هذا وفني أكثر، والتمثيل يحتاج لوقت وحاجتي هي لفن التشكيل
في البداية يتحدث عن عمله بقوله: «كنت في الرابعة عشرة من العمر عندما سافرت إلى منطقة "سبلين" في لبنان وذلك للعمل في مهنتي الحدادة ولحام الأوكسجين، ولبراعتي في استخدام لحام الأوكسجين ونتيجة التحكم في دقة وضع نقط اللحام الأكسجين على القطعة، بدأت أصنع أشكالاً فنية ومجسمات صغيرة من الحديد، وأصبحت أتميز في عملي وكان صاحب العمل يطلب مني أعمالاً وبأجر قليل، ويقوم ببيعها هو لخارج لبنان وبأسعار عالية».
وهل كان هناك بدايات فنية وموهبة لديه قبل العمل بالحديد وتشكيله؟.. يقول: «نعم كنت في المرحلة الابتدائية من الدراسة، أقوم بصناعة مجسمات من الخشب والمعجون، وأشارك بها بالمعارض المدرسية، وحتى أنني كنت أبيع منها بأسعار لا تتجاوز الليرة الواحدة».
وهل هناك من معاهد ودور تعليم التحق بها لتطوير قدراته وتوسيع مجال عمله يقول: «في "سبلين" درست الصناعة باختصاص تصميم وتنفيذ مفروشات معدنية، وخضعت لدورات لها علاقة بهندسة الديكور، لم يكن أحد يعمل بهذا الفن سوى القليل، والسبب لأن الحديد كان حديث العهد عندنا».
وعن الأماكن والمعارض التي قام بعرض لوحاته وتشكيلاته فيها يقول: «أول معرض كان في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة" عام 1982، وفي "حلب" كذلك، والأخير كان بالمركز الثقافي الفرنسي بـ"دمشق"، وكانت الوفود الأجنبية تأتي لتأخذ الصور للأعمال، لم أبع منها سوى القليل».
وماذا عن "القناص" يقول: «"القناص" وهو شخصية الدور الذي قمت بتأديته في فيلم (الملجأ) وهو للمخرج "رفيق الحجار" والفيلم يتناول فترة الأحداث والحرب الأهلية بلبنان، وذلك عام 1982 وكان التصوير في السويد».
وكيف وصل إلى التمثيل يقول: «درست التمثيل في بيروت عام 1967 وفي عام 1980 شاركت في مسلسل تاريخي اسمه (عودة محارب) وكان الدور الذي لعبته هو مقاتل بالسيف، وكان في مشهد قصير».
ولماذا لم يكمل درب الفن والتمثيل يجيب بقوله: «لم أجد نفسي هناك، وعالمي هو الديكور وفنون التشكيل وقد أحببت عملي هذا وفني أكثر، والتمثيل يحتاج لوقت وحاجتي هي لفن التشكيل».
وهل تجد أعماله مكاناً في بلده وكيف إقبال الناس عليها يقول: «مثلما ترى اليوم أحمي أعمالي بتغليفها والحفاظ عليها من الغبار، وسأقوم بعرضها في الصيف، وبالنسبة للإقبال عليها فهو قليل، والسياح الأجانب لديهم اهتمام الأكثر بهذا النوع من الفن».
ونذكر أن أدواته الملحمة الكهربائية ولحام الأوكسجين وقطع الحديد البالية، ويقوم بحماية عينيه بوضع قناع خاص أثناء عمله، وأعماله ولوحاته تقف في وجه رياح الأيام، بصلابته التي تعطيها يداه، فهل سيبقى القناص متوارياً عن الأنظار؟، أم أنه سيظهر قريباً مع أعماله؟