من الفنون التي يحبها الناس، يتابعونها عبر الصحف، يضحكون لمواقف تعرضها، ويسخروا من أنفسهم لانتقاد توجهها لهم، هو عالم فيه من غرابة الشكل، وسحر المضمون ما يجعل المرء في حيرة من هذا الفن، وكيف أن الفنان الكاريكاتوري ينبش من أوجاع الناس خطوطاً يترجمها بطريقته التي تجذب الناظر إليها، فهل نحن أمام فن عصي على الفهم، أم أنه عصيّ على الممارسة.
eSyria التقى الفنان الكاريكاتوري "مازن علي عكاري" يوم الأربعاء 15/4/2009 في قريته "تل الدرة" والفنان "مازن" من مواليد "سلمية" في العام 1985 وخريج من المعهد المتوسط للصناعات النسيجية، ويعمل حالياً كمخرج فني لمجلة "شام اقتصادية" ومعه كان هذا الحوار:
** عندما أنظر إلى الأشياء أرى صوراً تختلف عما هي في الواقع، أدخل في عمقها، أتفرسها، أجد فيها قباحة الموقف، وأحياناً جماله الذي قد لا تعكسه في الأصل.
** بالتأكيد، لأن ما يقوم فيه الرسام من خلال إظهار الصورة بطريقة غير نمطية، ولكنه بالتالي ينشد الوجه الآخر من اللوحة، ألا وهو الجمال الذي من المفترض أن يوجد، فالإنسان عالم بحد ذاته، وعلينا أن نظهره بالشيء الذي يحب هو أن يكون فيه.
** لي مشاركة واحدة في معرض مشترك أقيم في قرية "تل الدرة" عام 2005.
** في البداية نشرت في جريدة "الاعتدال" تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية، بعدها في جريدة "شام اقتصادية" كمخرج للجريدة.
ونشرت في جريدة الأسبوع الأدبي، و"المسيرة".
** بمجرد الوقوع على فكرة معينة، فإن الأمور تسير تلقائياً.
لكل فنان شكل معين يكون هو مفتاحه للرسم، ويستخدمه في معظم لوحاته، هل هناك من شكل خاص بك؟
- الكاريكاتور فن يجمع ويتناول كل الفنون، ولا توجد شخصية معينة استخدمها في رسوماتي،
ما هو الهم الذي يؤرقك كفنان كاريكاتوري؟
** كل شيء، فأنا أرى عالم غارق في الفوضى، أبحث فيه عن مواطن الجمال، وأحياناً عن واقع .
** الكاريكاتوري أكبر من أن يكون ممثلاً، هو صانع للكوميديا، صانع البسمة في صباحات كئيبة، ومؤرق العبث في أماسي المجون. فلكل منهما مكان لا يستطيع الآخر أن ينافسه عليه، الكوميدي يؤدي الابتسامة المتحركة، ونحن صنّاع الابتسامة المشوبة بالصدمة.
شيئاً من كينونتها في ظل هذه المتغيرات التكنولوجية؟
** كل أداة أدخلت تطوراً جديداً على هذا الفن، وأوجدت فناً جديداً، وبعضها تعدى إلى أنماط جديدة من الفنون، حتى الإنترنيت ساعد كثيراً واختصر المسافة للإطلاع على تجارب فنانين عالميين، وكيف هي نظرتهم للواقع المحيط بهم.
** كان الفنان "علي فرزات" من يشدني في رسوماته، لكنه في الفترة الأخيرة لم أعد أرى فيه ما كان عليه، فهو يمتلك تقنية عالية، ولكن أفكاره لم تعد تثيرني.
** العالمية تأتي من شمولية الفكرة، وتطابقها مع الحدث العالمي، أو الهم الإنساني بشكل عام، ومتى انطلق لفنان ليكون صوتاً لكل البشرية، عندها يمكن أن يكتسب هذه الصفة. فمن لفنان أن يكون من دول العالم الثالث، ولكنه يشارك بل ويساهم في المعركة الثقافية الكونية.
** الضحك وجد قبل كل الفنون الأخرى، والكاريكاتور صانع الضحك في ساعات الانفجار والغيظ.
** لوحدها لا يمكن أن تصنع شيئاً، لكنها قد تساهم بشكل كبير في صناعة تغيرات كبيرة، عبر رصدها، وملامستها لهموم المتعبين في العالم، هي في كل ذلك أرشفة لواقع ربما يكون مريراً. لذا قد يكون الفنان الكاريكاتوري من الصناع الكبار لثورة ما.
** طموحي الاحتراف... وأبحث لنفسي عن مكان بين أسماء مهمة، هو حق مشروع، وأنا أعمل على أن أكون مميزاً بكل ما أفكر فيه من لوحات تحمل تقنية عالية، وأفكاراُ جديدة.
** هي بالتحديد لا يمكن أن أرسمها، ولكنها قد تدفعني لرسم لوحات جديدة، ومتميزة، فالحب يحرض على الإبداع.
** هناك نمطين من الفنانين منهم من يبدع نتيجة الألم، وآخرين نتيجة الاستقرار، وأنا من بين النمط الأول، كما أنني من أنصار مقولة "أعطني خبزاً، أعطيك فناً".