"أمامك طريقان....."، "نافذة خير بعد أيام ......"، "ستصلك بشارة جميلة بعد....."، "أرى ثعبان برأسين يترصد بك....."، تلك هي بعض من العبارات التي تسمعها عندما تود أن تعرف حظك من قراءة فنجان القهوة، لكن الفنان "سمير طنبر" سهل عناء القراءة بالفنجان ونقله من بين أيدي "المنجمين" إلى لوحات تذهل الناس، حيث ابتكر طريقة رسم جديدة عمادها "القهوة"، فما عليك إلا شرب فنجانك والتلذذ بطعم القهوة اللذيذ ثم اترك المجال لخياله كي يبدع فناً جديداً على ساحتنا.
eSyria زار الفنان التشكيلي "سمير طنبر" في مرسمه الكائن وسط "حي الطوافرة" ليحدثا بشكل أكبر عن طريقته التي ابتكرها حيث قال:
أنا أشارك دوماً في كل المعارض الفردية والجماعية التي تقام في محافظة "حماة" بشكل دائم منذ تخرجي وحتى الآن، بالإضافة إلى معارض الإدارة السياسية في المناسبات الوطنية ومعارض وزارة الثقافة ونقابات المعلمين بشكل دوري، وأيضاً أنا أشارك بمهرجان المحبة في اللاذقية، وخارجياً شاركت في معارض باليمن والمغرب
«تخرجت في كلية الفنون الجميلة عام (1982)، وأنا الآن مدرس لمادة الرسم في "معهد المدرسين"، أعمل بفن الحفر على الحجر والمعدن، بالإضافة إلى الأعمال بالألوان المائية والزيتية وأعمال أخرى بعدة تقنيات، منها تقنية "الرسم بالقهوة" التي ابتكرتها منذ ما يقارب الثلاثين عاماً، وهذه التقنية مميزة عندي بالذات، حيث بدأت موهبتي بها منذ أيام الدراسة في "دمشق"، حيث قمت ببعض التجارب انطلاقاً من "الرؤيا بفنجان القهوة" حيث وجدت بعيني الفنية أن فنجان القهوة هذا يحمل رسوماً جميلة جداً وبشكل عفوي، فقمت بتحويل هذه القراءات إلى لوحات فنية بعدة رموز وأشكال منها الواقعي ومنها التعبيري ومنها العفوي أيضا الذي يحمل رسوم القهوة بالذات».
وعن طريقة العمل التي يتبعها للوصول إلى لوحة جميلة قال:
«بعد غلي القهوة والاستمتاع بطعمها اللذيذ، يبقى "طحل" القهوة، حيث أقوم بمعالجته بماء القهوة ليزداد ليونة، ثم أقوم بمسحه على اللوحة الخام الموجودة عندي والتي تكون إما ورقاً أو قماشاً وأضيف فوقه "مثبت الشعر" كي تبقى اللوحة وتتأصل الألوان هذا هو المبدأ، وأنا أرسم بثلاث تقنيات تدرجت بها، الأولى ألون بشفافية ماء القهوة مباشرة بطريقة تصويرية عادية وأعطي اللوحة درجات كثيرة هائلة، وأصل للعمل الفني من خلال ماء القهوة فقط، ثم انتقلت إلى درجات أكثر قوة من اللون حيث أضفت "ذرات القهوة"، وهذه الذرات كلما زادت كميتها تعطينا قوة لونية أكبر من ماء القهوة، وبعدها انتقلت لاستخدام ريشة الألوان الزيتية للتلوين وهي ريشة غليظة ألون بها مباشرة على سطح الورق بلمسات عفوية بداية ثم أحولها إلى رسوم واضحة المعالم، ورسومي تنقسم قسمين، قسم أستخدم لتلوينه ماء القهوة فقط، والآخر بدون ماء القهوة أبداً والتي تأخذ طابع فنجان القهوة برسومه الداكنة».
وعن خصوصية تعامله مع مادة القهوة أجابنا بقوله:
«التعامل مع القهوة تعامل خاص، فليس أي إنسان عادي أو فنان يمكنه التعامل مع هذه المادة بالذات، فهي تحتاج إلى خبرة طويلة جداً، وتجارب عديدة كي تتمكن من فهم هذه المادة الغضارية وإعطاء ذرات القهوة الدرجات اللونية من الأسود إلى الأبيض حيث يحققها الفنان عندما يكتسب خبرة في نثر حبات القهوة، وبالنهاية هذا إبداع اكتشفته وأتقنته وأنا أقول هو سهل لمن يحبه حقيقة، فالإبداع ليس مادة القهوة بحد ذاتها فهناك العديد من المواد التي تستطيع أن تبدع بها، لكن الإبداع هو قدرتك على التكيف مع هذه المادة وأن تحقق الشيء الذي تريده منها، وقد قمت بتعليم كثير من الناس هنا ومن الفنانين العرب والأجانب الذين يمتلكون موهبة الفن والرسم وأعجبوا بفني هذا وأحبوا أن يطلعوا على هذه التجربة وكيفية العمل».
وعن إدخال ألوان أخرى للوحاته غير لون القهوة المميز قال:
«هذه تقنية أخرى قمت بإضافتها للوحاتي، حيث وجدت بعد فترة أنه بإمكاني أن أدخل الألوان إلى القهوة، فبعد إنهاء رسم اللوحة كاملة بالقهوة أقوم بإدخال الألوان المائية أو الزيتية إليها، ونجحت طريقتي هذه نجاحاً جميلاً وأعطت اللوحة رونقاً آخر، وتأثيرات القهوة مع الألوان أعطت قيمة فنية جميلة جداً، وعمر لوحاتي أطول من العمر الافتراضي للوحات الملونة صناعياً، حيث أنني استخدم اللون الطبيعي الذي لا يتأثر بالنور، وأنا أختار المواضيع التي تتعلق بالتراث والبيئة الحموية بشكل خاص والتراث السوري بشكل عام».
وعن مشاركاته الداخلية والخارجية قال:
«أنا أشارك دوماً في كل المعارض الفردية والجماعية التي تقام في محافظة "حماة" بشكل دائم منذ تخرجي وحتى الآن، بالإضافة إلى معارض الإدارة السياسية في المناسبات الوطنية ومعارض وزارة الثقافة ونقابات المعلمين بشكل دوري، وأيضاً أنا أشارك بمهرجان المحبة في اللاذقية، وخارجياً شاركت في معارض باليمن والمغرب».