«الفكرة عبارة عن مشاعر وأحاسيس تدعونا لقراءتها، وبث روح الإبداع فيها، ومن هنا تتشكل فكرة اللوحة الفنية التي تميزها عن باقي الوحات».
بهذه الكلمات بدأ الفنان "راغب حواضري" حديثه عندما التقاه موقع eSyria يوم الأربعاء 19 آب 2009 وكان الحوار التالي:
الرسام عبارة عن منفذ لموقف معين أي (مصور)، أما الفنان التشكيلي هو الذي يضع الفكرة نتيجة معاناته، وتستطيع أن تشد لها مشاعر أكثر، فهي ذات تأثير أكبر على المشاهد
** «ولدت سنة 1957، حيث كان والدي من سكان "بيروت" فقد لعب دوراً أساسياً في تنمية موهبتي حيث أعطاني أنا وإخوتي الحرية الكاملة في الرغبة باختيار العمل الذي نرغب به، فهذا الشكل من الوعي التربوي زاد الرغبة في تنمية موهبتي خلال متابعتي لدراستي الإبتدائية والإعدادية والثانوية، فبدأت موهبتي تتطور بعمر الثالثة عشر، حيث كنت أتردد إلى مركز "سهيل الأحدب" التابع لوزارة الثقافة، فكان لهذا المركز دور هام في توجهي نحو الفن».
ويتابع حديثه قائلاً: «دخولي لعالم الفن بعمر صغير، دفعني لتسجيل كلية الفنون الجميلة قسم التصميم الداخلي في "دمشق" عام /1977/، وتخرجت عام /1982/، بعدها مارست العمل في العاصمة لمدة /12/ عاماً، ثم انتقلت إلى "حماة" عام /1987/، وحالياً أنا أمين سر في نقابة الفنانين التشكيليين».
** «الفن عبارة عن حالة مزيج داخلي، فأنا أرسم ما يجول بداخلي من مشاعر وأحاسيس، وأترك الحرية للمتلقي، هذا الذي يميز الفن الحديث، فحالة التميز للشكل الفني يرجع لثقافة متلقي الفكرة».
** «اللوحة هي عبارة عن هاجس مستمر بداخلي، تتطور أثناء الرسم، أبدأ بشيء وأنتهي بشيء آخر، حسب الحالة الداخلية، فعندما مرضت أمي أخذت اللوحة شهوراً طويلة حتى انتهت، فالمرجعية نفسية أولاً وأخيراً».
** «لكل فنان حالة تعبيرية يعبر بها عن معاناته إما بالرسم أو الموسيقا، فهي تنفيس مخزون كامل، فعن طريق هذا المخزون يتم إنشاء حقيقة جديدة بإسلوب جديد من قبل الفنان، فرسمت لوحة تعبر عن مأساة الشعب العراقي الصامد أثناء الحرب، فالفكرة أتت نتيجة موقف عبر عن فكرة حقيقية غير مسبقة التفكير».
** «الرسام عبارة عن منفذ لموقف معين أي (مصور)، أما الفنان التشكيلي هو الذي يضع الفكرة نتيجة معاناته، وتستطيع أن تشد لها مشاعر أكثر، فهي ذات تأثير أكبر على المشاهد».
** «الشكل الفني ليس غاية بحد ذاته، فمرجعيتك الثقافية والقومية تفرض عليك التأثر بالوسط المحيط حولك من حروب وظلم، فهذا السبب الذي دفعني لرسم أم الشهيد تصرخ رافعةً رأسها عالياً، أعتقد أن تجريد الفن من الفكر هي عملية فاشلة حكماً، لذلك فالشكل على أهميته لا يستطيع أن يكون فناً بدون فكرة أو مضمون إنساني».