«كان انطباعي عن المسرح أنه مكان للهو، ولا يتعدى كونه هواية، هذا بالنسبة لي على أقل تقدير، لكن لم أكن أعرف أن البساط يسحب من تحت قدمي لأقع في حبه، أعشقه، فأصبح هاجساً بالنسبة لي»، هذا ما وصف به "راتب جعفر" علاقته بالمسرح، حيث وجد فيه عالماً من السحر، فأحبه بصدق.
موقع eSyria التقى الفنان المسرحي الشاب "راتب حسن جعفر" ليسلط الضوء على تجربته المسرحية وهو ما زال في بداية مشواره الفني.
من يلج عالم الفن يجد نفسه منقاداً إليه، طموحي كأي إنسان أن أدرس المسرح بشكل أكاديمي، وألقى كل الدعم من والدي في خياري هذا
يقول "راتب": «بدأ حبي للمسرح وعمري ثماني سنوات، شاركت في العديد من اللوحات المسرحية التي نظمتها لجنة الشباب والرياضة في المجلس الإسماعيلي المحلي في "سلمية"، وهكذا حتى أصبحت أشارك في مسرحيات كاملة».
بداية "راتب" مع التمثيل بدأت من المنزل، عن هذه المرحلة قال: «كان والدي يعمل في التصوير، وكان لديه كاميرا فيديو، وفي بعض المناسبات كالأعياد على تنوعها يقوم بتصوير مشاهد كوميدية، كنا نحن الأطفال أنا وأبناء عمي أبطال هذه المشاهد خاصة منها البدوية، هذا الفعل لم يبتعد عن ذاكرتي حتى وجدت نفسي أسير في درب المسرح».
نسأله عما قدم له المسرح، فقال: «كثيراً ما كنت أشعر بالخجل في البداية، لكن المسرح كسر عندي حاجز الرهبة، منحني الجرأة، وصقل شخصيتي، في الحقيقة أصبحت أكثر إقداماً، وأعمق تفكيراً، ومن خلاله بدأت علاقتي مع الكتاب والمطالعة».
حالياً هو في الصف الثالث الثانوي، بماذا يفكر "راتب جعفر" بعد هذه المرحلة، يقول: «من يلج عالم الفن يجد نفسه منقاداً إليه، طموحي كأي إنسان أن أدرس المسرح بشكل أكاديمي، وألقى كل الدعم من والدي في خياري هذا».
وما رأي السيد "حسن جعفر" الوالد، بولده مسرحياً، قال: «لو سمحت لي الظروف أن أكون ممثلاً لما تأخرت، أحب المسرح كما هو "راتب" فلما وجدته راغباً به شعرت بالسعادة، فحلم أن أكون ممثلاً ربما ينجزه ابني، أتوقع له مستقبلاً جيداً، ولكن هذا رهن للظروف، خاصة أن التمثيل بحاجة إلى شبكة علاقات».
الفنان "رائد الجندالي" عضو نقابة الفنانين- فرع حماة، قال في موهبة "راتب جعفر": «تابعت "راتب" منذ أول عمل قدمه، الكل شعر بموهبته، بإمكان أي مخرج أن يعتمد عليه، سريع التجاوب، له مستقبل مهم في المسرح، أطلب منه الاعتناء بصوته وتدريبه تقنياً، فهو اليوم في مرحلة البلوغ، فكنت أسمعه الممثل الطفل، لكنه فاجأني في الآونة الأخيرة فقد أصبح رجلاً وهذا ما دلّ عليه صوته».
الجدير ذكره أن الشاب الفنان "راتب جعفر" من مواليد "سلمية" في العام 1993 طالب في الثالث الثانوي بفرعه العلمي.
ــ من الأعمال المسرحية التي شارك بها كممثل: "ابن الحداد"- "لماذا أصبح جدهم شجرة"- "أفكار لا تموت"- "كلب الآغا"- "لوحات ماغوطية"- "كوميديا الأيام السبعة". ومسرحية "نحنا صغار" وهي نسخة معدلة عن مسرحية "ابن الحداد" بكادر عمل مختلف، والعديد من اللوحات التي شارك بها في المجلس الإسماعيلي المحلي.
ــ من الأعمال الأخرى: شارك بفلمين قصيرين الأول: "تحية وسلام" قدّم في ذكرى أربعين يوماً عن رحيل الكاتب والشاعر "محمد الماغوط"- أما الفيلم الثاني فقدمه لصالح "تجمع سلمية الفني" وهو بعنوان "جمهورية للزيتون والتبغ والرصيف" لعب فيه شخصية الشاعر "محمود درويش" الفتى.
ــ حصل على الريادة في فن التمثيل على مستوى القطر عندما كان في الصف السادس الابتدائي.