بعد مشاركته على هامش "مهرجان دمشق السينمائي" 2010 و"مهرجان أبو ظبي السينمائي" حمل المخرج السوري "نضال الدبس" فيلمه "روداج" ليكون أول عروض تظاهرة "أيام السينما السورية" التي ينظمها النادي السينمائي في جمعية أصدقاء سلمية والذي بدأ يوم السبت 12 آذار 2011.
الدكتور "محمد الدبيات" رئيس الجمعية وبعد ترحيبه بالضيوف ومن بينهم مخرج الفيلم وكذلك الناقد السينمائي "فاضل الكواكبي" عبر عن أهمية ما يمكن للفن السابع أن يقدم من ثقافة تتخطى حدود الأوطان، وقال: «المخرج "نضال الدبس" وآخرون من زملائه يعملون ويحاولون رفع سوية السينما السورية إلى مصاف العالمية وإن اختلف المكيال في كمية الدعم المادي الذي تحظى به أفلام الغير».
في كل لقطة هناك لوحة، هناك أنثى حاضرة بيننا وإن كانت غائبة، الفيلم جميل يستحق المشاهدة وهي فرصة لا تعوض
وتابع يقول: «السينما نافذة على العالم، ونافذة على المجتمع الذي تنهل منه مواده وشخوصه وأحداثه لتطلقه إلى العالم، السينما رؤى مبدع وإحساس مشاهد».
"روداج" فيلم من إنتاج شركة "ريل فيلم" التي يشرف عليها المخرج "هيثم حقي" ويحكي «قصة الشاب "جهاد" الميكانيكي الذي تربطة بـ"نوال" قصة حب أشبه ما تكون حلماً أو ضرباً من الجنون، ليقودها الحلم في التحليق كالنسور بعيداً عن ضغوط الحياة أن تتحول وبفعل حادث سيارة يقوم "جهاد" بترويضها "روداج" يتحول الحلم إلى كابوس، والسيارة إلى ذاكرة مثقوبة بالهزيمة والالتفاف على الخوف، لكن قدر "جهاد" أن يلتقي مع ضابط متقاعد في محطة وقود متوقفة عن العمل بعد أن ابتعد الطريق عن المنطقة، هذا اللقاء عبارة عن عملية استنساخ لوجع وألم يعتصرهما معاً، لكن أحدهما يعتقد أن باستطاعته السيطرة على نفسه من خلال اصطياده للنسور وتحنيطها، بينما يبحث الشاب حديث العهد في مأساته عن سبب للوجود في ظل هذه الكآبة التي تلاحقه».
موقع eSyria حضر الفيلم وسجل انطباعات عدة تظهر مدى تأثير هذا الفيلم سلباً أو إيجاباً، فالكاتب "عزت القطريب" وجد في الفيلم رؤية بصرية هامة استخدمها المخرج، ويضيف: «لم أشعر بالمكان الذي كان البطل في هذا الفيلم سوى أنه مقبرة للأحلام، هذا المكان يوحي بكل شيء يقودك إلى الهلاك وإن كانت كرسي الضابط قبالة أعمدة من الحجارة يبنيها كي يعيش فراغ سطوته أعطتنا المزيد من الانتظار لمعرفة هذه الجدلية التي تجمع اثنين عاشا نفس المأساة».
السيد "هادي الجندي" انتقد الفيلم من خلال المخرج معتبراً أنه لم يكن موفقاً في اختيار المكان، وقال: «رأيت فيه شيئاً من أفلام الغرب الأمريكي "الويسترن"، كما أن الموسيقا التصويرية لم تكن لتواكب الفيلم وبدت بعيدة عنه، وهذا ثالث فيلم سوري أشاهده في مدة قصيرة والمشكلة نفسها اعتقد أنها القصة».
الشاعر "ناجي دلول" أثنى على الفيلم، فقال: «في كل لقطة هناك لوحة، هناك أنثى حاضرة بيننا وإن كانت غائبة، الفيلم جميل يستحق المشاهدة وهي فرصة لا تعوض».
المخرج "نضال الدبس" اعتبر فيلمه من الأفلام الصعبة، وقال: «قد يجد مشاهد هذا الفيلم بطئاً في الأحداث وهذا حقه لأن المشاهد العربي على العموم اعتاد على النمط السريع المعتمد في السينما الأمريكية، وهذا ما لا يحبه الأوروبيون وكان احدهم قد وجد في "روداج" سرعة في الانتقال والأحداث، هذا لأنهم لا يشاهدون السينما الأمريكية».
ويضيف: «كل مخرج يكون سعيداً عندما يتابع فيلمه برفقة الجمهور، وكم أقلق عندما أسمع همساً بين الجمهور فأعتقد في نفسي أنني ارتكبت خطأً ما في الفيلم لم يلق استحسان الجمهور».
وتابع يقول: «كتبت هذا النص قبل عشر سنوات وعادة ما يكون النص اقتباساً عن حادثة وقعت، لكنني كتبته من محض الخيال، وما أدهشني أن أحداث هذا الفيلم قد وقعت حقيقة قبل خمس سنوات، وهنا بدا الأمر مقلوباً، الفيلم سابق للحدث لا العكس».
ــ بطاقة فيلم "روداج": سيناريو وإخراج "نضال الدبس".
ــ بطولة: "سلوم حداد"- "مهند قطيش"- "قمر خلف"- "إياد أبو الشامات"- "ضحى الدبس"- "جابر جوخدار".
ــ إشراف عام "هيثم حقي".
ــ إنتاج شركة "ريل فيلم".
ــ مشاركاته: "مهرجان دمشق السينمائي 2010"- "مهرجان أبو ظبي السينمائي 2010"- "تظاهرة أيام السينما السورية- سلمية 2011".