شاب طموح، خطواته الأولى في عالم الموسيقا بدأت منذ صغره وهو ابن عائلة تميزت بعشقها للموسيقا وبأصوات جميلة وشجية، فاز بجائزة برنامج "طريق النجوم" الذي قدمه التلفزيون السوري عام 1992، عالمه الموسيقي منسجم كثيراً مع عالم الطفولة لذا كان علامة فارقة في تدريس الموسيقا في المدرسة التطبيقية التي تعنى بالمواهب من أطفالنا.
موقع eSyria التقى بالفنان الموسيقي "إحسان جمال الدين خضور" عازف العود الذي طالما رقص في مشاركاته الفنية المتنوعة مع "محمد عبد الكريم" في رقصته مع الشيطان.
هذا ما زادني ثقة وأكسبني الجرأة، وأول "لونغا" عزفتها أمام الجمهور كنت في الصف الثالث الإعدادي
عن بدايته تحدث قائلاً: «أنا من ضمن عائلة موسيقية فوالدتي تمتلك صوتاً جميلاً، وكذلك والدي، ولي أخي الأكبر عمل في الموسيقا وما زال ،وهو مدرس لهذه المادة في مدارسنا، وأختي أيضاً مدرّسة موسيقا، ربما هذا الجو الذي نشأت فيه له الأثر الكبير في ولعي بالموسيقا، خاصة وأن نغمة العود تسحرني، وكثيراً ما قيل عني أنني ورثت خالي "حسن خضور" في العزف، وكان قد توفي قبل ولادتي، وحب العائلة للخال المتوفى جعل من الكل يتعلم العزف على "العود" وأنا منهم بالطبع».
في المرحلة الإعدادية كانت أول مواجهة بين "إحسان خضور" والجمهور من خلال الحفلات المدرسية والمشاركة في المهرجانات الشبيبية: «هذا ما زادني ثقة وأكسبني الجرأة، وأول "لونغا" عزفتها أمام الجمهور كنت في الصف الثالث الإعدادي».
أما الموسيقا والتي يعتبرها كغيره من الموسيقيين أنها لغة الروح، فإنه يجدها الصديق الوفي، فيقول عنها: «الموسيقا عالم من المتغيرات، وعالم من المحسوس غير المرئي، أهرب إليها في كل حالاتي، في فرحي، في سقمي، في حالات توتري، وكثيراً ما كانت الحالة التي يعيشها الموسيقي سبباً في ظهور أعظم الألحان».
اهتم "خضور" بأغاني الطفل وله العديد من الألحان الخاصة بالأطفال وهو المدرس في المدرسة التطبيقية، ومن خلال هذه التجربة يقول: «لعله من أخطر أنواع التأليف الموسيقي هو صناعة أغاني الأطفال، لأن الأغنية يجب أن تتحدث بلغة الطفل، وأن تحمل قيمة أو حكمة أو توجيهاً بسيطاً يكون جزءاً من الفعل التربوي الذي يساهم في بناء شخصية الطفل، وهذا ينطبق على اللحن الذي يجب أن يكون سهل الحفظ وجميلاً ومبتكراً في نفس الوقت، ومن الأغاني التي لحنتها للأطفال كان نشيد "وردة طيب من سورية" وقدمت في افتتاح مهرجان طلائع البعث الذي أقيم في محافظة "إدلب" من كلمات الشاعر "أحمد خنسا"».
ولأنه يعكف في الفترة الأخيرة على تدريس الموسيقا وتعليم العزف للأجيال الجديدة، فهل يلمس أن شرائح معينة من المجتمع هي التي تهتم أكثر بتعلم الموسيقا؟ هل هي من ضمن باقة "الترف" الاجتماعي؟ يجيب: «الموسيقا لمن يتذوقها، وهي ليست حكراً على المجتمعات المخملية، هي موهبة لا تميز بين الأروقة الرخامية ولا الأزقة الموحلة، هبة من عند الله تنزل في النفس البشرية، لذا أنا لست مع هذه الفرضية، فالموسيقا لا تصنع صناعة وإن وجدنا الكثير من الموسيقيين قد صنعوا، والفارق يظهر في نوعية الإنتاج، فلا يمكن أن نأمل نتاجاً خلاقاً من موسيقي لا يمتلك الموهبة بل يمتلك آلية العزف فقط».
ويتابع: «الجميل في الأمر أن تجتمع الموهبة والصناعة، فالثانية تصقل الأولى، والاثنتان معاً تبدعان وتنتجان أعمالاً غاية في الروعة».
أما واقع حال الموسيقا السورية وكما يراه "إحسان خضور" فيقول: «لكل دولة خصوصية موسيقية، غابت عنا هذه الخصوصية في السنوات القليلة الماضية، ولكن بلادنا طالما كانت منبعاً للجمال، وهذا يشعرنا بالأمل، إلا أن الكم المتراكم من الألحان والأغاني الهابطة يلقي بظلاله على واقع الموسيقا وهذا الدور ساهم به وبشكل واضح الإعلام المرئي الذي بدأ يصدر للجمهور مطربين لا علاقة لهم سوى أنهم يريدون أن يصبحوا مطربين، كيف؟ ولماذا؟ هم لا يعرفون، وهذه مشكلة حقيقية يجب إيجاد آلية ضبط كي لا نبتعد كثيراً عن عالم الموسيقا الجميل».
يضيف: «تلوح بشائر الخير من خلال المعهد العالي للموسيقا وكلية التربية الموسيقية، لأنها تخرج لنا أجيالاً موسيقية أكاديمية، تشكل ذخيرة مهمة لدعم الموسيقا السورية، واستمرار ما قدمه للأغنية السورية فنانون عظماء مثل "رفيق شكري" و"ياسين محمود" و"نجيب السراج" و"صباح فخري" وأسماء كثيرة لا يمكن حصرها».
جدير بالذكر أن الموسيقي "إحسان خضور" من مواليد مدينة "سلمية" في العام 1970. شارك في برنامج "طريق النجوم" عام 1992 وفاز بجائزة البرنامج في العزف على العود. غنّت له المطربة "أماني اليازجي" أغنية "يا ريت" من كلمات "نزيه عيسي" والتي شاركت في مهرجان الأغنية السورية.