بدأ مبكراً، وغاب لسنوات، ليعود من بوابة شخصية "هيروسترات" ممثلاً مسرحياً، ومن ثم مخرجاً للعديد من الأعمال المسرحية في مدينته "سلمية".
موقع eSyria بتاريخ 2/10/2011 التقى الفنان المسرحي "فادي ديوب" ليتعرف عن قرب على تجربة شاب أحب المسرح وعشقه حتى بات جزءاً من حياته.
من أهم أدوات الممثل سلامة النطق ومخارج الحروف، وهذا ما يتميز به
البداية وكما قال "ديوب": «انطلقت في معسكرات الشبيبة والمسرح المدرسي سنة 1989، والعام الذي تلاه كانت لي أولى المشاركات في مهرجان حماة للشبيبة بعمل للفنان "سليمان السلوم"، ومعه كانت لي مشاركات عدة، لكن ما كان يقدم في تلك الفترة لم يكن هو المسرح الذي أحبه، أو الذي أتمنى أن أقوم به، فهجرته معتكفاً على دراسة المسرح وقراءة العديد من الإصدارات المسرحية العالمية حتى عام 2004 حيث كانت العودة من خلال مسرحية "انسوا هيروسترات" التي أخرجها الفنان "مولود داؤد"».
ولأن لكل امرئ رؤيته وطموحاته في العمل الذي يقوم به، يجد "فادي" أن الصالة المسرحية تحد من طموحاته، وتابع يقول: «كل فنان له مقولة يبحث من خلالها في خشبة المسرح وصالاته، عن مكان يتسع لها ويوصلها، فالمسرح هو المكان الأنسب لتحويل هذه المقولة إلى رسالة، لأنه وحده من بين الفنون يمنح الفنان وسيلة لإيصال رسالته، وخلافاً مع ما يقدمه التلفزيون من فرصة مشاهدة مريحة، لكن المسرح يتيح فرصة التواصل والتركيز والفائدة والمتعة، في الدراما يمكن أن تربح المال لكنها تفقد الفنان الحقيقي المتعة الذاتية التي ينشدها».
ولكن "فادي ديوب" يدين لشخصية "هيروسترات" بفرض أسلوبه على كل المخرجين الذين تعامل معهم وهم قلة، قال: «شخصية "هيروسترات" كانت مفتاح عودتي إلى المسرح بعد توقف دام سنوات عدة، وأعتبرها تجربة ناجحة وقد لاقت قبولاً جيداً لدى من تابعها، وما جذبني لهذه الشخصية مدى الإشكالية التي قدمتها هذه الشخصية التاريخية في زمن ما من هذا العالم المملوء بالمتناقضات، وهي من الشخصيات المسرحية التي تمنح الممثل استخدام كل أدواته التعبيرية، كما أنها تتيح له مساحات تبين قدرات الممثل على الخشبة».
أما الحركة المسرحية في "سلمية" فهي محكومة بالارتجال غير المنضبط، حسب رأيه، ويضيف في هذا الإطار قائلاً: «هذا مرده إلى البعد عن العاصمة، ما جعل من كل الأعمال التي قدمت تفتقر للدعم المادي، لذلك بدت خجولة إلا في مناسبات عرضها، وبتقديري تقع مسألة نهوض أي حركة مسرحية إلى تضافر كل الجهود إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي من الجهات ذات الصلة، وأعتقد بل أتمنى أن نشاهد قناة فضائية متخصصة بالمسرح على غرار أمور كثيرة أخذت نصيبها الذي لا تستحقه عبر الشاشة الصغيرة».
ويضيف: «لا شك أن هناك من الأعمال المضيئة ما قدم في "سلمية" ولكن هذا لا يمكن الاعتماد عليه وتسميته حركة مسرحية كاملة تحمل كل أبعادها».
وهو يجد أن المسرح عندنا في سورية أو في الوطن العربي بشكل عام أصبح أباً عجوزاً، مبرراً ذلك بقوله: «لقد تخلت باقي الفنون عن أبوّته بسبب هجر كبار العاملين فيه إلى باقي القطاعات الفنية وتحديداً الدراما التلفزيونية، والعامل الاقتصادي هو السبب الرئيس في هذا التردي، المسرح بحاجة إلى علاج، ولن تفيده بعض المهرجانات الإسعافية أو المسكنة للألم».
وهو يتعامل مع الأعمال بحرفية، فليس كل ما يعرض عليه مقبولاً، وهنا يقول: «كممثل أجد أن قراءات متكررة للنص والقناعة به أساس الموافقة على العمل، من ثم تنتقل هذه الشخصية إلى المنزل فتأخذ جل وقتي، وكثيراً ما غيرت من سلوكي اليومي بما يناسب هذه الشخصية بغية التعايش والتماهي بمكوناتها، كذلك البحث عن خلفياتها أو ما يمكنني أن أتخيله عنها، بمعنى آخر أبدأ الشخصية قبل السطر الأول من حروفها التي خطها الكاتب، وهنا يستحضرني قول "ستانسلافسكي": "إذا تناولت شخصية شريرة لا تبحث عن مواطن الشر فيها بل ابحث عن مواطن الخير فيها"».
"جيار ديوب" متابع مسرحي ومن العاملين الفنيين في المسرح، يقول في تجربة الفنان "فادي" والتي تابعها عن قرب: «أعتقد أن ما قدمه "فادي" في شخصية "هيروسترات" قدمته للجمهور بشكل سريع على أنه يمتلك طاقات تستحق الوقوف عندها، وما يميزه حرفية اختياره للجانب الموسيقي المرافق لأعماله وهذا لاقى استحساناً لدى الكثيرين من متابعيه».
ويضيف: «من أهم أدوات الممثل سلامة النطق ومخارج الحروف، وهذا ما يتميز به».
جدير بالذكر أن الفنان "فادي ديوب" من مواليد "سلمية" في العام 1974.
شارك في العديد من الأعمال المسرحية ممثلاً ومخرجاً: "انسوا هيروسترات"- "نحنا صغار"- "أفكار لا تموت"- "على الطريق"- "غزاة من الفضاء"- "البوليس"- "ليلة التكريم"- والبانوراما المسرحية "صدى الروح".
وفي الدراما التلفزيونية شارك في مسلسل "ذاك الحنين"- وفيلم "جناح الأم".
وله مشاركات في عدد من المهرجانات المسرحية منها: مهرجان حماة المسرحي- مهرجان حماة لاتحاد شبيبة الثورة- مهرجان رياض الأطفال في "مصياف".
وقد حقق المركز الأول عن إخراجه عمل "على الطريق" في مهرجان حماة الشبيبي.