يأسرك فور سماعك لصوته، تميز بصوت قوي لكنه رقيق ودافئ، وجد في دراسة الموسيقا مدخلاً لعوالم أوسع في علم الغناء.
موقع eSyria التقى به، استمعت لصوته، وسجلت معه هذا اللقاء، لنقدم مطرباً من نوع مختلف، وصوت قادر لتقديم الكثير لو وجد الدعم والتقدير الكافيين.
يتميز صوت "ملهم" بالندرة، فهو يستطيع التحكم بطبقات الجواب والقرار
يبحث من خلال دراسته عن واقع غنائي مختلف، يقول: «نشأت ضمن أسرة مغرمة بالفن، وأقصد هناك أقربائي من جهة والدتي، فالفنان "جلال فوزي" والذي هو خالي كان المحفز الأكبر، ولا أنكر أنني تتلمذت على يد الخال الآخر "أمين فوزي" عازف العود، ولا يمكن أن أنكر الدور الذي لعبته والدتي في هذا التوجه، فهي من المتذوقات للفن بشكل لافت».
ويضيف: «هذا الجو العام دفعني وبكل شجاعة كي أتعلم الغناء على أصوله، فانتسبت إلى كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث، فيها أتدرب على يد موسيقيين مشهود بخبرتهم».
ويتابع: «لكن ما هو مطلوب من هذه الكلية هو تقديم معلمي صف للمراحل الابتدائية، بمعنى آخر هي سبيل للعمل الوظيفي الذي ينشده البعض، ولكن ما أشاهده أن الغاية شيء واهتمام أغلبية الطلاب شيء آخر، الكل يطمح للتميز وتقديم نفسه كمشروع موسيقي خاص، هذا التوجه يبرر وجود مثل هذه الكليات».
أما الموسيقا بالنسبة له فهي الأفق الذي لا ينتهي، ويضيف قائلاً: «مهما بلغ المرء من العمر ليس باستطاعته الإحاطة بكل شيء، وهذا ينطبق على علم الموسيقا هذا المحيط المليء بالكنوز، وبالنسبة لي اعتبر من الأشخاص المزاجيين في تذوقي لألوان الموسيقا على اختلاف مشاربها».
وعن مشاركاته في مجال الغناء، قال: «في البدايات عبر مهرجانات الشبيبة، ثم تبعها مشاركتي كمغني "صولو" في فرقة نقابة الفنانين في "حمص" وكذلك مع فرقة كلية التربية الموسيقية، وشاركت في إحياء حفلات مهرجان "القلعة والوادي" عام 2010، وأطمح إلى تقديم أغاني كبار المطربين بتوزيع جديد مع المحافظة على الروح التي وجدت فيها».
ويبقى للحديث عن الأغنية الشعبية طعم مختلف وجدل طالما خاض فيه الفنانون، وعنها يقول: «لا يمكن بحال من الأحوال أن تشكل النماذج الحديثة من الأغاني الشعبية هوية خاصة بالغناء السوري، يوجد من الأغاني الشعبية القديمة ما هو أجمل وأبقى».
أصوات سورية عديدة أحبها "ملهم" وتأثر بها شكلت بالنسبة له مدرسة خاصة تعلم منها أصول الغناء وأساليبه، يقول: «كبقية أبناء سورية كان للإذاعة دور في تنمية الذائقة الفنية لدي، وإذاعة دمشق متميزة في هذا المجال، وهذا ما شدني باهتمام لسماع "صباح فخري"، و"فهد بلان"، "ماري جبران"، ولا أنسى المبدعَينْ "فريد الأطرش" وشقيقته "أسمهان"، هذه القامات الفنية لا يمكن تجاوزها، فهي الأساس والركيزة الأساسية في انتشار الفن السوري خارج الحدود».
سمعه الفنان الكبير "صباح فخري" وكان أحد أعضاء لجنة الاختيار للقبول في كلية التربية الموسيقية التي وقف أمامها "ملهم خلف" فقال في صوته: «يتميز صوت "ملهم" بالندرة، فهو يستطيع التحكم بطبقات الجواب والقرار».
يقول "ملهم": «مجرد الوقوف أمام لجنة مؤلفة من "صباح فخري" و"سهيل عرفة" و"عدنان أبو الشامات" رحمه الله، أمر في غاية الروعة خاصة إن تم قبولك من قبلهم، هي شهادة كبيرة، واعتراف من عمالقة الفن السوري بقدراتي الصوتية».
ينهي حديثه قائلاً: «حلمي أن يصل صوتي إلى كل عربي والعالم، سأحاول الالتزام باللهجة السورية الأصلية، وهناك أغنيات خلدت أذكر منها: "بالفلا جمّال ساري"، "يا خالي"، "حوّل يا غنّام" وغيرها كثير».
الجدير ذكره أن الفنان "ملهم خلف" هو من مواليد "سلمية" في العام 1986، ويدرس الغناء في كلية التربية الموسيقية.