يكتب الشعر والقصة القصيرة، ويعزف على الناي، ممثل مسرحي وحسبما يقول إنه بكل هذه الأشياء هاوٍ، فقط اسمه "أحمد العامود".
المخرج المسرحي "صدر الدين ديب" قال في ضيفنا: «ما يميز "أحمد العامود" عشقه للمسرح، وتماهي شخصيته مع العمل الذي يعمل فيه، ويعتبر من الممثلين القلائل الذين يتخلون عن الورق مبكراً، يمتلك ليونة جسدية تمنحه التحرك على المسرح بانسياب، لكن ما يعيبه طبيعة صوته التي تحتاج لتمارين أكثر، ويكفيه أنه ترشح لجائزة أفضل ممثل في مهرجان الشباب الخامس في "حلب" 2010 بوجود ممثلين مهمين».
ارتباط المسرح بأسماء محدودة ولسنوات عديدة، وعدم السماح لبعض الأعمال وبعض الأسماء المسرحية بحرية العمل، وإهمال المسرح المنبثق من الريف والذي يمتلك من المواهب الشيء الكثير
موقع eSyria التقى الفنان المسرحي "أحمد العامود" في 8 كانون الثاني 2012 لنتعرف على الجانب المسرحي من حياته، وهو كما يقول وكأي محب للمسرح كانت بدايته في المدرسة، وعن البدايات قال: «كانت شخصية "أبو القاسم الطنبوري" أولى الأدوار التي لعبتها وأنا في الصف السادس الابتدائي، كان ذلك في العام 1986، تلا ذلك مشاركات متنوعة من خلال المهرجانات الشبيبية، وفي هذه المرحلة التقيت الفنان المسرحي "سليمان السلوم" الذي كان له الفضل الأول بظهوري كممثل».
وكغيره ممن ولج المسرح عبر الرغبة والهواية وجد نفسه أمام مهمة الاكتشاف والمعرفة الصحيحة للمكون الدرامي للممثل المسرحي، ويتابع في هذا الصدد قائلاً: «مع تراكم الأعمال وتنوع المخرجين على مختلف مشاربهم منحني القدرة على التمييز بين الغث والسمين، وكانت استشارتي لمن هم أقدم وأعرق مني في هذا المجال أمراً ضرورياً ولازماً، وهنا لا بد أن اذكر الفنانين "أمين الخطيب" و"محمد خير أبو حسون" اللذين شدّا على أيادي المواهب الناشئة، ومنحونا الثقة».
ويضيف: «متى تشرّب الإنسان حلماً لا بد وأن يسيطر عليه، فكان سبيلنا المعهد العالي للفنون المسرحية الذي لم نستطع التسجيل فيه، فكثير من الأمور تحكم الوصول إليه، مع العلم أنه قدّم للفن السوري ممثلين يستحقون كل الاحترام، مع العلم أنني كنت أتمنى الاحتراف في هذا المجال ليس حباً بالمال كما يعتقد البعض، ولكن بريق الشهرة أحياناً له طعم خاص».
من واقعه الشخصي إلى واقع المسرح بشكل عام تحدث إلينا المسرحي "أحمد" فيقول: «المسرح في المحيط الذي كنت أعيش فيه يعتمد على جيوب العاملين فيه، وكثير من أصدقائي قدموا كل ما يلزم لكي نقدم مسرحية بأبسط الشروط المسرحية من الناحية المادية، لكن التعاون وحب المسرح لدينا تغلب على الشح الذي طال معظمنا».
و"سلمية" من المدن السورية التي شهدت حركة مسرحية منذ خمسينيات القرن العشرين، لذا من الطبيعي أن تتشكل فرقاً مسرحية عديدة، وهنا يقول: «تدرجت في عدة فرق مسرحية منها الفرقة الخاصة التي شكلتها "رابطة الشبيبة"، وفرقة "المركز الثقافي" والمكون البشري واحد ينتقل من هنا إلى هناك نتيجة ما يقدم من دعم معنوي وتبني للأعمال التي ننوي تقديمها، بالنسبة لي لا أنظر كثيراً لاسم الفرقة بقدر ماذا يمكن أن أقدم لهذه الفرقة أياً كانت».
وكما أن المسرح هو أبو الفنون، كذلك كان أباً لمن عمل فيه، وهذا ما جعل من "أحمد" يقول: «جزء من شخصيتي تبلور في المسرح، فقد أضاء الجانب المظلم منها، أدركت هذا لاحقاً، فحين تود قول شيء ما لا تتردد في قوله، فكانت الشخصية قوية بما قدمت من أفكار مسرحية كتبها كتاب كبار، فانسلت هذه الشخصيات لتساعد "أحمد" الإنسان العادي كي يكون قوياً، وجريئاً حتى في اتخاذ القرارات الحاسمة، ولا أنسى أن التحكم وضبط الانفعال من المهمات التي ساعدني عليها عملي في المسرح».
ويتابع في هذا الصدد قائلاً: «في المقابل لا بد أن ندفع شيئاً من طموحنا أو طموح ذوينا من خلال عملنا هذا، لقد أخذ مني المسرح وقتاً ثميناً من خلال القراءة المسرحية، ومع هذا لا أستطيع أن أدعي أنني ممثل مكتمل، بصراحة أنا هاوي تمثيل ولم أزل».
وللعلم فإن "أحمد العامود" الذي لم يستطع دراسة التمثيل أكاديمياً، استطاع أن يكمل تعليمه ليحقق شهادة جامعية في "علم الاجتماع"، ولا شك أن هذا الاختصاص سيلعب دوراً مهماً عند "أحمد" هاوي التمثيل، يقول: «بالتأكيد الممثل المثقف غيره الآخر، وأنا اليوم ومن خلال عملي في "دبي" اختصاصي اجتماعي أحاول توظيف المسرح حالة تعليمية، وعلاجاً سلوكياً لبعض السلوكيات التي تظهر عند بعض الأطفال».
ويكمل: «كما أنني كونت علاقة طيبة ضمن الوسط الفني الذي عملت فيه إضافة إلى كسب مهارة تحليل الشخصية المسرحية التي كنت ألعبها بما يخدم العرض المسرحي، في المقابل استطعت تعلم كيفية التعامل مع ردود الفعل للشخصيات التي كانت تمثل أمامي، ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن علم الاجتماع مرتبط بشكل كبير بالمسرح لأنه يعكس في كثير من الأحيان أفكاره النظرية عبر العرض المسرحي».
يشبّه "العامود" المسرح في وقتنا الحالي بعداء ماراتون معاق لا يستطيع اللحاق بركب المتسابقين، ويعزو ذلك بقوله: «ارتباط المسرح بأسماء محدودة ولسنوات عديدة، وعدم السماح لبعض الأعمال وبعض الأسماء المسرحية بحرية العمل، وإهمال المسرح المنبثق من الريف والذي يمتلك من المواهب الشيء الكثير».
وينهي قائلاً: «عندما تحب المسرح، ترى الحياة دائماً بمنظار أبيض».
ــ بطاقة "أحمد العامود" الفنية:
ــ في المسرح: "ممثلون بلا خشبة" 1992ــ "التوائم" 1993ــ "أنت لست غارا" 1994ــ "يوم من زماننا" 2002ــ "انسوا هيروسترات" 2004ــ "على الطريق" 2006ــ "الأفكار لا تموت" 2006ــ "الليلة التي أمضاها ثورو في السجن" 2010.
ــ فيلم قصير بعنوان "العطر"2011.
ــ شارك في العديد من المهرجانات المسرحية التابعة لاتحاد شبيبة الثورة، والاتحاد الوطني لطلبة سورية، ونقابة الفنانين في حماة، ومهرجان الرقة المسرحي الثالث، ومهرجان الشباب الخامس في "حلب".
الجدير ذكره أن الفنان "أحمد العامود" من مواليد "سلمية" في العام 1975 حاصل على ليسانس علم اجتماع، ومقيم حالياً في دولة الإمارات العربية المتحدة.