في حيّ شعبي اسمه زقاق "المئذنة" في حي "المرابط" وهو أحد الأحياء العريقة في "حماة"، ولد الدكتور "موفق أبو طوق" عام /1950/، من أسرة متعلمة، حيث كان والده مدير مدرسة "نور الدين الشهيد" حينها، وكان له مركزه الاجتماعي الهام، فكان مربياً فاضلاً قام بتدريس عدد من وجوه "حماة"، ولكونه مديراً للمدرسة فقد دخل ابنه "موفق" المدرسة الابتدائية في سن مبكرة، فأتم المرحلة الإعدادية في مدرسة "أبي الفداء" أما المرحلة الثانوية فقد بدأها في ثانوية "ابن الرشد" ثم انتقل بعدها إلى مدرسة "أبي الفداء" بعد أن تحولت إلى ثانوية، وبعد إتمامه للمرحلة الثانوية قام بالتسجيل في كلية العلوم الاقتصادية في "حلب" والتي كانت جديدة يومها، ولكنه لم يستطع أن يتأقلم معها، فعاد إلى "حماة" ليحصل على الشهادة الثانوية مرة أخرى، لتمكنه هذه المرّة من دخول كلّية طب الأسنان في جامعة "دمشق".
ظهرت اهتماماته الأدبية بشكل واضح بعيد نهاية المرحلة الابتدائية حيث كان مولعاً بمطالعة الكتب والقصص في تلك الفترة، وكان يعمل على مراسلة عدد من المجلات التي كانت تصدر في ذلك الوقت، ولعل تشجيع الأهل كان له دوره في إصدار الطفل "موفق أبو طوق" أول مجلة منزلية كان الأهل والأصدقاء يقرؤونها.
بالإضافة للقصّ، فقد كنت مهتماً بالدراسات النقدية، فنشرت عدداً منها في عدد من الدوريات السورية
يقول:
«إرهاصات بداية الإنتاج الأدبي في ذلك الوقت كانت تتمثل في المجلات والجرائد التي كانت هاجس الجيل المثقف، والذي كان مهتماً بالقراءة والمطالعة، وكانت أول مقالة لي في "جريدة الفداء" عام /1965/ عندما كنت بعمر /15/ سنة، وكانت ذات طابع سياسي عن مؤتمر القمة العربية، حيث كان ذلك الوقت وقت حراك سياسي عنيف، ومن بعدها انطلقت للكتابة في جريدة الفداء بشكل مستمر».
خلال المرحلة الجامعية بدأت علاقة الطالب "موفق أبو طوق" ببعض جرائد العاصمة، بل قل أغلبها، فكتب لجريدة "الثقافة" لصاحبها "مدحة عكاش"، ولأغلب الجرائد السورية، وأول قصة أطفال ظهرت له كانت في مجلة "أسامة" والتي كان يرأس تحريرها الكاتب المسرحي "سعد الله ونوس" في عام /1973/، يقول: «بالإضافة للقصّ، فقد كنت مهتماً بالدراسات النقدية، فنشرت عدداً منها في عدد من الدوريات السورية»
في عام /1978/ حقق "أبو طوق" قفزة نوعية خارج سورية لأول مرة، فكتب أول مقالة له في مجلة "العربي" الكويتية، ومن ثم "الفيصل" السعودية، واستمرت انطلاقاته بعدها إلى عدد كبير من الصحف والمجلات العربية منها "أزهار" في "تونس"، "الاعتدال" الأمريكية، "الجيل الفرنسية"، "القدس اللبنانية"، فنشر فيها قصصاً للأطفال والكبار على حدٍّ سواء.
في عام /1978/ قدم القاص الطبيب "أبو طوق" أول قصة طبية له يقول: «حاولت أن أدخل المتعة والفائدة للقارئ على حدٍّ سواء، وكانت بداية محاولاتي في هذا الشأن قد انطلقت من أطروحة التخرج من كلية الأسنان، والتي كانت عبارة عن مجموعة قصصية، وكانت حادثاً فريداً في ذلك الوقت حملت المجموعة اسم "وللأسنان عالمها الخاص" حاولت من خلالها أن أقدم طريقة جديدة توصل الفائدة والفكرة العلمية للطفل من خلال أسلوب القصة الحوارية، وقد طرحت عدداً من النسخ في الأسواق في ذلك الوقت».
واتجه بعدها "أبو طوق" إلى هذا الأسلوب فنشر في مجلة "أسامة" قصة للأطفال بعنوان "الهجوم الكبير" حول العناية بالأسنان ونشرت على حلقتين.
مع نهاية عام /1979/م صدرت أولى مجموعاته القصصية بالتعاون مع اتحاد الكتّاب العرب، والتي حملت اسم "الرحلة الطويلة"، وتتابعت المجموعات فأصدر في عام /1981/ مجموعة قصصية حملت عنوان "اعترافات علاء الدين" من إصدارات وزارة الثقافة، "الورد يبتسم دائماً" في عام /1994/، ووصل عدد الكتب التي أصدرها للأطفال إلى /9/ مجموعات قصصية، بالإضافة إلى سلسلتين قصصيتين مصورتين عن دار البابا بحلب.
وللقاص الدكتور "موفق أبو طوق" مشاركاته المتعددة في عدد من الندوات منها ندوة "الطفل والبيئة" التي أقامتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" عام /1994/، ندوة "أدب الأطفال" في المؤتمر العام العشرين للأدباء والكتاب العرب عام /1997/، ندوة "الطفل والحرب" في المؤتمر العام الثاني والعشرين للأدباء والكتاب العرب في الجزائر عام /2003/، بالإضافة إلى أنه عضو في اتحاد الكتاب العرب، واتحاد الصحفيين، كما أنه اختير في إحدى المرات ليكون عضواً في لجنة تعديل المناهج المدرسية المنبثقة عن وزارة التربية والنقابة المركزية لأطباء الأسنان في سورية.
وما يزال للقاص الدكتور "موفق أبو طوق" /7/ مجموعات قصصية تحت النشر.