حبه للشعر وإبداعه في كتابته لازماه طوال حياته، لكنه لم يقم بنشر دواوينه إلا في السنوات الأخيرة، نشأ متمكناً من لغته أصيلاً في شعره عززت فطرته تلك الأصالة،
وساعده على ذلك تلمذته على يد كبار شعراء "حماة" ورجالات الدين فيها أمثال "عبد الرحمن خرير" و"عبد القادر العلواني"، ألقى أمسيات شعرية في كل المراكز الثقافية في سورية، تلمس في شعره انضباطاً أدبياً وتعبيرياً لعل سلك الشرطة الذي شغل عدة مناصب فيه سهل عليه ذلك، تسلم رئاسة اتحاد الكتاب العرب فرع "حماة" لخمس سنوات، ونشرت الكثير من قصائده في معظم الصحف والمجلات وخاصة في مجلة "الثقافة" واختار المطربون الكثير من قصائده لتأديتها كـ"نجيب السراج" و"ياسر السيد" ولحن "عدنان أبو الشامات" قصيدة له تبث إذاعياً.
في خزينتي الشعرية ستة دواوين، ديواني الأول كان بعنوان "رحيل إلى مرافئ الحب" ثم "أغنيات لبلادي" وبعدها أصدرت ديواني الثالث "همس البلابل" وديواني الرابع كان بعنوان "دموع وآمال" وديوان "براعم الوطن" للأطفال وأخيراً ديواني "بوح الضفاف" وهو قيد الطباعة
eSyria التقى الأستاذ "عبد المجيد عرفة" في بيته في 3/8/2009 الذي حدثنا عن مسيرته الشعرية قائلاً:
«ولدت في "حماة" العام 1931 ودرست في مدارسها، أحببت الشعر منذ المرحلة الإعدادية وقلته منذ تلك المرحلة المبكرة، حصلت على الشهادة الثانوية وكان قدري أن أدخل كلية التجارة عوضاً عن الآداب، ولكن نفسيتي العسكرية دفعتني بعيداً عن هوايتي الأدبية فتقدمت للكلية العسكرية لكنني أخفقت بالانضمام إليها لذا انتسبت للأمن العام سنة 1961 استمريت بوظيفتي هذه حتى العام 1965، ثم تحقق حلمي بالانتساب إلى "الكلية العسكرية" في "حمص" وتخرجت منها برتبة "ملازم شرطة" وعينت مدرباً لمدارس الشرطة في "القابون"، ثم تدرجت بالمناصب العسكرية وعملت بالأقسام والمناطق والنواحي وأهم ما شغلته هو إدارة كلية ضباط الشرطة لعدة سنوات، ثم معاوناً لقائد شرطة "دمشق" ثم مديراً لإدارة المرور التي كانت آخر خدماتي في الشرطة حيث أحلت إلى التقاعد عام 1999، وطوال عملي هذا كنت لا أنقطع عن كتابة الشعر لكنني كنت لا أنشر إلا ما يتداوله أصحابي حيث تمر من خلالهم إلى بعض الصحف والمجلات».
وأضاف: «كانت لي أيضاً نشاطات أدبية في كل المحافظات السورية وحصلت على جائزة "ريف دمشق" للشعر عدة مرات وجائزة قدمتها لي وزيرة الثقافة آنذاك "نجاح العطار"، أما خارجياً فقد شاركت في مهرجانات في "تركيا" و"المغرب" وفي أضخم مهرجان شعبي بـ"السعودية" وهو "الجنادرية" لعدة مرات وأيضاً ألقيت قصيدة عن "فلسطين" أمام الملك السعودي وثلاث أمسيات شعرية في "ألمانيا" للجاليات العربية إحداها كنت بمفردي تنوعت مواضيعها بين سياسية وغزلية وعن الحنين للوطن».
وعند سؤالنا له عن الشعر وأصحابه في سورية أجاب بقوله:
«واقع الشعر في بلدنا حاله حال الواقع الأدبي في كل بلدان الوطن العربي؛ هو الآن شبه كسيح بعد أن عزف قراء الشعر ومحبو الأدب عن القراءة التي شغلتهم عنها المحطات الفضائية والانترنت ومشاكل الحياة المعقدة والتطور الحياتي والمعيشي، ومما يحز في نفسي أن الأمسيات الشعرية يحضرها ثلة من عشاق الشعر والأدب بينما يزدحم الناس في المراكز الثقافية لحضور حفل لمطرب لا يتميز إلا بـ"هز البدن"، فلا تجد كلمات ولا معنى، وأنا لست ضد الغناء فأنا من محبي "فيروز" و"أم كلثوم" وكل شعر متقن يؤدى بشكل متقن».
أما عن ظهور النواعير و"حماة" كثيراً في شعره قال:
«"حماة" هي محط أنظار المجد، لرفعة مكانتها بين المدن، فهي موقع الكرم والوفاء والجود والحب والتضحيات والعزة والكرامة، وهي محفوظة برعاية الله، لما عند أهلها من مكارم الأخلاق، وأنا لطالما فخرت بانتسابي لـ"حماة" مع أن ظروف عملي أبعدتني عنها، لكن طول فترة غيابي كان العاصي يناديني وتجذبني ألحان النواعير وتدعوني بالعودة إليها كل مرة لذا قلت فيها "قصيدة المجد" منها:
ولم يزل في الكرى صوت يؤرقني/ من النواعير ناداني على مهل
يستعطف الأهل أن عودوا لموطنكم/ فما لكم غيره في الأرض من بدل
أم النواعير نادت كل مغترب/ وصوتها بحّ مكبوتاً ولم يصل
كأن وقراً بآذان الأولى رحلوا/ أو أن عذراً سرى في النفس لم يقل
ورحت أسأل نفسي، والذين مضوا/ عن المسوغ للهجران والملل
فلم أجد في "حماة" الخير من سبب/ ولم أجد في "حماة" الخلد من علل
"حماة" منها رسالات البيان ومن/ وحي النواعير غنت أجمل الغزل
وعندما أحلت للتقاعد في عام 1999 حملت أمتعتي فوراً وعدت إلى "حماة" بين أترابي وخلاني القدماء، في الوقت الذي بقي فيه رفاقي في "دمشق" يرعون مصالحهم هناك، تسلمت رئاسة "اتحاد كتاب العرب" فرع "حماة" لمدة خمس سنوات اختلطت بشعراء المحافظة وهم رجال مهمون يتميزون بالطبيعة والبساطة والخيال الرفيع حتى تحسب أن الشعر قد ولد في "حماة"».
وعن مؤلفاته ودواوينه قال: «في خزينتي الشعرية ستة دواوين، ديواني الأول كان بعنوان "رحيل إلى مرافئ الحب" ثم "أغنيات لبلادي" وبعدها أصدرت ديواني الثالث "همس البلابل" وديواني الرابع كان بعنوان "دموع وآمال" وديوان "براعم الوطن" للأطفال وأخيراً ديواني "بوح الضفاف" وهو قيد الطباعة».