تنوعت موضوعات القصة القصيرة لتشمل كل نواحي الحياة المختلفة، وساعدت تنوع الأساليب واختلاف طرق التناول القصة القصيرة في التنوع والغنى بالرغم من أنها تتطرق لمواضيع متشابهة لدى العديد من الكتاب.
وما دامت القصة القصيرة في المحصلة الأخيرة وليدة تنوع الحياة وتناميها، فلا بد من يكون التجريب هو السمة التي تنهض بالقصة القصيرة السورية إلى حيزها الإبداعي.
موقع eHama التقى بالقاص "نزار نجار بتاريخ 2/11/2008 وكان لنا معه الحوار التالي:
*ما الذي يأسرك في القصة القصيرة؟
**كأنما تريد أن أقول لك لماذا أكتب القصّة القصيرة؟.. القصة القصيرة هي النوع الأدبي الذي عُنيت به منذ فتحت عينيّ على دنيا الأدب والكتابة الإبداعية، وما يأسرني فيها أنني من خلالها أشحذ همّتي في التعبير عما يعتمل في نفسي، وبواسطتها أستطيع أن أقدّم الحياة كما أراها وأن أصوّر الواقع والمتخيّل، وأتوصل مع عالم أتوق إليه لأواجه عالماً آخر مبنياً على قيم تبادلية زائفة، والقصّة القصيرة تشقّ طريقها بصمت وروية لتقدّم ما يحدث من خلال هذا الفنّ الشخصي الذاتي الذي يزداد قرباً من الواقع الخارجي وما يشهده من تغييرات سياسية واجتماعية.
*ما هي الإضافة التي تعتقد أنك أضفتها في فضاء القصة القصيرة في سورية؟
**ربّما تكون إضافتي في الإلحاح على رصد الواقع، وتقديم صورة الناس البسطاء الذين يحلمون بان يعيشوا في عالم أكثر نظافة وأكثر حباً وأكثر شفافية. ولأنني أتوق إلى حضور الحارة الشعبية، وإلى تفاصيل الحياة اليومية، أتوق إلى استحضار الصور الساكنة في خيالي المتعلقة بكل الناس البسطاء الذين عايشتهم، أتمنى أن أكون صادقاً وأن أرسّخ الصدق والحبّ في كلّ ما أكتبه، ترى هل هذه إضافة أم أنها مسبوقة لدى غيري من الكتّاب، ومع ذلك فلكل كاتب أسلوبه ورؤيته.
*القصة القصيرة في مدينة "حماة" دعنا نتحدث عنها.
**القصة القصيرة في "حماه" تعاني من الكساح والشلل، والشعر وحده هو الذي يملأ المشهد الثقافي، لا منبر للقصّة، ولا نقاد لها ولا ما يحزنون، على الرغم من وجود بعض الأصوات القوية والمبشّرة.
*ما هي وجهة نظرك بأدب القصة القصيرة جداً؟
**القصة القصيرة جداً صرعة مثل صرعات هذا العصر، ربّما يكتب لها أن تشيع وتدوم، لكنها تبقى قصيرة جداً!!.
*كتبت القصة القصيرة للأطفال، هل تعتقد أن الطفل يستطيع الفصل بين ما هو حقيقي وما هو تخيلي؟
**للطفل عالمه المدهش، والدخول إلى مملكته ليس سهلاً، هو يريد القصّة التي تنطلق من الواقع، وليحلق بها إلى عالم الخيال.. والتخيل رفيق الإنسان من المهد إلى اللحد، لذلك لا يمكن الفصل بين الحقيقي والمتخيل في عالم الفن والأدب والقصّة، حتى لو كانت قصّة تقدم للأطفال.. قصة من دون خيال، ليست قصة.. وليست فناً!
*التزمت القصة عبر تاريخيها قواعد أساسية في بناءها، ألا تعتقد أنه آن الأوان للتخلص من القواعد؟
**القصة المعاصرة صارت اليوم كضربة ريشة فوق الوتر، ليس من الضروري أن تتمسك بالمقدمة والعقدة والحلّ، ليس من الضروري أن تكتب على غرار ما كتبه "تيمور" و"السباعي" و "إدريس"، القصة تحررت من كل هذه البروتوكولات، صارت تركض في الشارع ولا تنتظر أوامر شرطي المرور، ولا تعبأ بالإشارات الضوئية الحمراء والخضراء.!!
*إلى أي درجة يتدخل العقل لديك في كتابة القصّة؟
**كانوا يرسمون صورة الكاتب رسماً ساخراً بأنّه مشوش (ملخبط) لا يعرف رأسه من رجليه، منفوش الشعر، مهمل الثياب، الكتابة الإبداعية وعي وعقل وعاطفة وإحساس، والكاتب المبدع هو الذي يعبّر عما لا يستطيع الآخرون أن يعبروا عنه، عل يعقل أن أكتب وأنا غائب عن الوعي؟؟.. مستحيل!!
من الجدير ذكره أن الكاتب "نزار نجار" حاصل على دبلوم في التربية وإجازة في علوم اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق، عمل في التدريس ثم انتقل إلى العمل الصحفي، أصدر مجلة مصورة للناشئين اسمها "تعال نقرأ"، يعد من مؤسسي جمعية أدب الأطفال في اتحاد الكتاب العرب، نال جائزة دولة الإمارات العربية المتحدة، وجائزة وزارة الثقافة السورية، وجائزة القدس في طهران والعديد من الجوائز الأخرى.
ترجمت بعض قصصه إلى اللغة الروسية والأرمينية والألمانية، والألبانية.
من أعماله المعدة للأطفال:
-لماذا حزنت العصافير.
-حكايات أياد.
-صورة المشتاق.
-طفلة اسمها رزان.
-فارس القلعة الصغير
-حكايات الطفولة.