«الشعر هو تعبير عن إنسانية الإنسان وهو الصورة الأمثل للوجه الحضاري، والشاعر لا يترك ما هو جميل في الحياة يمر مرور الكرام عليه، ويتأثر بكل ما في الحياة بألمها وحزنها وفرحها، يتذوقها بكامل حذافيرها، وهو حساس جداً يتأثر وعندما يكتب يكون بحالة اتحاد بين الوعي والهذيان ».
هذا ما قاله الشاعر"خالد سرحان الفهد" لموقع eSyria يوم الثلاثاء 3/3/2009. والشاعر "خالد" من شعراء "سلمية" الذي اعتلى منابر الشعر في معظم المحافظات.. وتجاوز حدود سورية في عدة مشاركات.
أنا أقل من أن أتحدث عن شعراء هم قامات عريقة في الشعر، فخذ "الماغوط" مثلاً فأنا أعتبره كما يصفه غيري بأنه (معجزة في زمن اللا معجزات)، ومتواضعاً وكان يصفه الناس بالشاعر ويقول لهم أنا أكتب ما أراه، ولكم أن تصفوه ما شئتم، ربما شعر، لذلك هو شاعر كبير في قضايا كبيرة
فعن سؤالنا الشاعر عن البداية يقول: «كانت لدي قدرة متميزة عن رفاقي في سهولة حفظ الشعر في المرحلة الإعدادية، ونتيجة تفوق مجموعتي دائماً في المناظرات الشعرية، والتجاذبات بين الفرق من أجلي، أشعرني ذلك بأهميتي، وكنت أهتم بقراءة الشعر وبالبرامج الشعرية إذاعية كانت أم تلفزيونية وأتخيل نفسي في المقابلات أنني مكان الشاعر، وأول قصيدة كتبتها كانت في رثاء والدي حين توفي وأنا في بداية المرحلة الثانوية، لم أجد ما يعبر حينها عن حزني سوى الشعر، كان وقعها مؤثراً جداً عند عائلتي».
وعن علاقته بالشعراء العرب وكيف يرى إبداعاتهم يقول: «أنا أقل من أن أتحدث عن شعراء هم قامات عريقة في الشعر، فخذ "الماغوط" مثلاً فأنا أعتبره كما يصفه غيري بأنه (معجزة في زمن اللا معجزات)، ومتواضعاً وكان يصفه الناس بالشاعر ويقول لهم أنا أكتب ما أراه، ولكم أن تصفوه ما شئتم، ربما شعر، لذلك هو شاعر كبير في قضايا كبيرة».
وعن المواضيع الشعرية التي يتناولها في قصائده ودواوينه يقول: «هناك القصائد الغزلية، وقصائد ملتزمة بقضايا الوطن، الوطن التراب والوطن المجتمع، قصائد صوفية، وقليل من الشعر الساخر، ويفتقد في شعري هو شعر المديح الذي لا أحبه:
يقول في الوطن:
يا أيها الشرقي يا وطني/ والقول إثر القول غربنا/ إن كان تربك سيدي كفناً/ فلقد قبلنا الموت والكفنا.
نلاحظ أن تسمية "شاعر" تطلق كيفما اتفق ودون أي اعتبارات إبداعية وفنية، وبات يوصف بها حتى من يكتب الأغاني المحكية الهابطة، كيف تقرأ ذلك؟
«أي شعر أو أدب له فئة تهتم به وتتابعه، وبالنسبة لي لا يوجد شاعر محكي وشاعر أغنية، بل يمكن تسميته كاتب أغنية، أو كاتب كلمة محكية. وأنا أحترم المشاعر والأحاسيس الصادقة، وأي عمل هادف وبناء، وليس من الضروري أن يكون شاعر الأغنية شاعر فصحى، فهو يختلف عنه، ولكن شاعر الفصحى من الممكن أن تغنى كلماته فهنا الخلاف».
والشاعر "خالد سرحان الفهد" من مواليد سلمية 1965متزوج وله سبعة أولاد ومؤمن بفلسفة "سقراط" القائلة: (لا بد للفيلسوف أن يتزوج حتى يصبح فيلسوفاً).
والجدير ذكره أن للشاعر مشاركات في مهرجانات الشعر في المراكز الثقافية بكافة المحافظات تقريباً، ومن إصداراته ثلاثة دواوين شعرية، (قلبي وطن امرأة)، (الجموح)، (عانق بسرك)، إضافة لنشره عدة قصائد في بعض الصحف المحلية، وتوج عمله الأدبي بجائزة في الأردن عام 2004.
وختمنا لقاءنا به بقصيدة أهداها لمدينته "سلمية" وفيها يقول:
هذي سلمية ما في النفس من وطر/ إلا قضته وما في البذل تفنيد/ بناتها الحور حسن الأرض أجمعه/ ما مثلهن على وجه الثرى غيد/ قالت وجملة شك فيَّ تلفحني/ إلى المناسر لا ترقى العرابيد/ أما وفي النسر شك في أصالته/ فخرقه لغيوم الجوٍّ تأكيد.