«المادة الرئيسية لكل كاتب هو المجتمع الذي يعيش فيه، وأنا وجدت ضالتي من خلال مشاهداتي وتفاعلي مع محيطي، أن كان على الصعيد الجامعي، أو في قريتي التي أحببتها بكل تفاصيلها، ما يشدني أكثر تلك المواضيع التي تعكس هموم الإنسان، وهذا ليس قليلاً، مشروعي هو كتابة القصة القصيرة أو العميقة -إن صح التعبير- وأطمح لكتابة الرواية».
هذا ما قاله الكاتب الشاب "تمام نصر ديوب" لموقع eSyria يوم الخميس 14/5/2009، والكاتب "تمام" من مواليد "تل الدرة" في العام 1981، وحاصل على إجازة في الحقوق في العام 2007، ومعه كان الحوار التالي:
** فن القصة ليس الغاية الأخيرة، وإنما الأدب، ولكن القصة القصيرة هي البداية، في اتجاه آفاق أخرى، أهمها الكتابة الروائية.
** أي فن، هو نتاج ثقافي تنم عما بفكر فيه صاحب هذا المنتج، والأهم أن يمتلك الفكرة، وكيفية التعبير عنها لإيصالها للمتلقي، بأقصر الطرق، وأنجع وسيلة.
** أعتمد على القصة الحوارية، مع استخدام الرمز أحياناً في بعضها، حتى تخلق نوعاً من التفاعل مع المتلقي في مضمون القصة، إضافة إلى دفع المتلقي لاستنباط الحلول النهائية للقصة، أي النهايات مفتوحة لكل الاحتمالات.
** أتناول المواضيع الاجتماعية الناقدة، وشخصياتي من الطبقة الكادحة.
** أكتب القصة أكثر من مرة، والأمور قابلة للتغيير، من حيث الصياغة، بينما الفكرة ثابتة، وهذا يحدث كثيراً، خاصة قبل الكتابة، حتى تظهر بالشكل الأمثل.
** ليس هناك فصل بين القصة، والواقع، فالأدب أصبح مهمشاً، فكل ما يكتب أكثره، أو بمجمله لا يقرأ، كما لو سألتني عن واقع الأغنية العربية، فإفرازات الواقع تؤثر بشكل أو بآخر على كل أنواع الفنون. والأهم من هذا أننا دخلنا القرن الحادي والعشرين وما زال هناك من لا يعرف القراءة في وطننا العربي، وهذا أمر غاية في الأهمية، فالنخب المثقفة تقرأ نفسها، وتتابع نفسها، في النهاية السؤال الذي يفرض نفسه، لمن نكتب؟.
** ما زلت في بداية الطريق، وأنا أتلمس الخطوات الأولى في مشروعي هذا، على أمل أن أصنع لنفسي مكاناً على خارطة الأدب العربي، ولكن ما هو مهم أنني أبحث في مفردات الحياة عما يمكنني أن أسلط عليه ضوء الكلمة، ربما أحقق ما أطمح إليه، وربما... سأحقق ما نويت القيام به.
** بعض القصص قد تشكل نواة رئيسية لعمل روائي، لأن الفكرة مفتوحة على احتمالات كبيرة، من ناحية إعادة صياغتها، في النهاية لا توجد حداثة بالفكرة، بل الجديد هو الأسلوب الذي يميز كاتباً عن آخر، ويعطيه هوية تطلقه على الملأ.
** النص التلفزيوني لا يغني عن القصة المكتوبة، وكثيراً ما يفشل التلفزيون في الارتقاء لسوية النص المكتوب، لأن النص المكتوب فيه روح الكاتب الأولى، وهو الذي غالباً ما لم يكن هو من كتب النص التلفزيوني، ناهيك عن أن النص المكتوب يفسح المجال للقارئ أن يفكر، ويشارك، ويشعر، مع الإشارة إلى نقطة هامة، وهي أن على السينما والتلفزيون الاتجاه بشكل كبير للروايات المكتوبة، لأنها مفيدة لكلا الجانبين القارئ والمتفرج. وأضرب مثلاً رواية "التغريبة الفلسطينية" للكاتب "وليد سيف" والتي أنتجت مرتين، في الأولى بعمل أردني كانت فاشلة بامتياز، ولم يرتق العمل لمستوى الرواية، لكن جاء الإنتاج الثاني لصاحب الرؤية البصرية الفنان "حاتم علي" لتؤكد أنه من الممكن أن نعمل فناً مرئياً من نص مكتوب وبسوية عالية المستوى. والرواية الثانية "نهاية رجل شجاع" للروائي "حنا مينه" وأخرجها "نجدة أنزور" أنتجت تلفزيونياً بشكل آسر، واعتبر هذا العمل نقطة التحول في الدراما التلفزيونية العربية.