«لا يمكن الإبداع في الشعر أو حتى في أي مجال بدون الموهبة والجهد، فالشاعر المبدع بالإضافة لموهبته الشعرية هناك جهد مضاعف يبذله لصقل وشحذ تلك الموهبة بالثقافة».
هذا ما تحدث به الأستاذ "عدنان الخطيب" لموقع eSyria يوم السبت 11 تموز 2009 وهو من شعراء "سلمية" ورواد منابره، ينتمي بشعره المحكي لمدينته الغالية على قلبه كما حجارتها وحواريها العتيقة، مدرس شاب، أراد التقاعد باكراً، فكان تكريمه في عيد المعلم لهذه السنة 2009، عن تجربته الشعرية وديوانه "بتذكر كتير"، كان اللقاء التالي:
** قد تندرج بعض الصور والكلمات المتشابهة أو حتى طريقة الإلقاء بين شعراء الشعر المحكي، لكن خصوصية كل شاعر هي التي تحكم مدى تفرده وبعده عن الآخرين ضمن شروط شخصية تبرز من خلال انعكاس ثقافته وخياله الخاص، والساحة واسعة جداً ولا توجد أي منافسة.
** برأيي الشاعر هو مصور فوتو شعوري، لأنه عندما يكتب عن البيت العتيق، وعن الورد على الحائط، فإنه يدون ذكريات تلك اللحظة التي لن تتكرر.
** هناك شكلان تكتب بهما القصيدة، إما عن حالة شعورية مباغتة وهناك حساسية شديدة في التأمل والتقاط العابر وتدوينه، وهذا الأجمل بالشعر، أو عندما تجلس لتكتب موضوع فكرة محفوظة بالرأس وتحتاج لكتابة، وهذا يدعى صناعة الشعر، فهناك انعكاس لحساسية الشاعر وثقافته التي لا يجعلانك تميز أحياناً أيهما يكتب صناعياً أو شعورياً، فأنا لا أكتب إلا عندما أشعر أنني بحاجة للكتابة.
** برأيي الثقافة ضرورة، ولا يمكن الانفراد والتحليق بعيداً عن السرب، إلا بالإبداع والتميز، فالموهبة هي حالة فطرية بحاجة لتنمية وتهذيب وذلك من خلال الجهد الذي يبذله الشاعر باكتساب ثقافة عالية توسع له فضاء خياله، فلا يمكن الإبداع بدون أن يتمازج الجهد بالموهبة.
** المرأة بالشعر المحكي هي الطبيعة بكل جمالياتها، فالوردة تصبح امرأة، أما الحب فهو لحظة لا يمكن الهرب منه، فهو نبض زائد في القلب، والشعر حالة تعبر عن الحب، هناك نبض أكثر فلديك لغة تعبيرية أكثر.
** هما "نورمان الماغوط"، و"أيمن هاشم"، لابد أن يمر في حياتك من تجمعك بهم محاكاة عقلية وحسية، هؤلاء يشبهونك تتعامل معهم بالحياة أكثر من الآخرين ، هما باختصار أصدقائي والقاسم المشترك الأكبر بيننا هو الشعر، فـ"نورمان الماغوط" شاعر محكي، و"أيمن هاشم" شاعر فصحى، وهناك أمسيات شعرية مشتركة بيننا.
** هناك تقصير بكل تأكيد فـ"سلمية" تحتاج إلى /100/ مركز ثقافي بالنسبة لعدد الشعراء الموجودين في المدينة، والمشكلة تكمن بالقائمين على المهرجانات، فهم بعيدون كل البعد عن الثقافة والأدب، تجد ذلك في انتقاء الضيوف للمهرجانات، فالضيف يجب أن يضيف شيئاً جديداً ومميزاً وليس عالةً على المهرجان، ولكن تجد نفس الأسماء ونفس القصائد مع استثناءات بسيطة، وأعتب كثيراً على بعض الشعراء الكبار في المدينة الذين لا يحضرون المهرجانات لأسباب تافهة.
** العمل ميول، وأحب العمل بالعطر هناك شيء يشبهني، والشاعر ليس شخصية واحدة ولا حتى عشرة، فكل قصيدة يكتبها يكون فيها شخص مختلف عن الذي كتب القصيدة الأخرى، أما شخصية البائع فهي مختلفة تماماً عن الشاعر فهي ليست بالضرورة منسجمة مع نفسه لكن تكون منسجمة مع الزبون أكثر.
** الصورة الشعرية ليست ميزان حرارة، تقاس بها حرارة المشاعر بكل فترة زمنية، بل هناك حالة شعورية هي التي ترمي بالصورة الشعرية لتصورها بتلك اللحظة، والقصيدة ليست طبخة لها مكونات ودرجة حرارة خاصة، بل لكل قصيدة حالاتها وجمالها الخاص الذي لا يحلل، فعند تحليل الجمال نفسد قيمته.
** يأتي الإنسان نكرة إلى الحياة، ويجب أن يغادرها معَّرفاً، وأل التعريف تحتوي الكثير، وديواني "بتذكر كتير" هو مجموعة من الذكريات الجميلة من طفولتي، جميلة مثل أحياء مدينتي القديمة "سلمية"، وأهديكم مقطعاً لها:
يا عين الزرقا.....ما في ولا حجل
ومليان بالرفقا
سلّم على النسمات من صوبك وصوبي
يا بلد.. عن كتف الريح مرميه
لا بتحملك قمار ولا ديارك ديار
ومربط قلوب اللي زاروكي بتراب وغبار
خرافية بمحبتك وبسحرك خرافيه
انتي متل اسمك.. من العالي