لم تتوقف تجربة الشاعر "محمود عزو الحسن" على الكتابة باللغة العربية بل كانت له بعض القصائد أيضاً باللغة الرومانية، فالهم هو الشعر على اختلاف لغاته ومدارسه ومنابره.
الدكتور "محمود عزو الحسن" ابن بلدة "مورك" من محافظة "حماة" التقاه موقع eSyria في منزل شقيقه "عبد الكريم" بتاريخ 8 آب 2009 وكان لنا معه الحوار التالي.
** كتبت الشعر منذ نعومة أظفاري، ولم أتوقف عن الكتابة حتى اليوم، صدر لي 7 مجموعات باللغة العربية، ومجموعتان باللغة الرومانية وترجمت من اللغة الرومانية إلى العربية مجموعتين للشاعرين الكبيرين "ماريو سيريسكو" والشاعر "إيمانسكي" بعنوان "الطريق" و"رومانسي بلا موسيقا".
البداية كانت باللغة العربية "عناقيد الهوى" عن دار الثقافة لصاحبها "مدحة عكاش"، قبلها أصدرت مجموعة "رحيل الرهام" باللغة العربية، "الصعود إلى الهاوية" و"نجوم غير ممشطة" وخلال تواجدي في "رومانيا" للدراسة ترجمت عدداً من الأعمال لعدد من الشعراء العرب منهم "محمود درويش" و"نزار قباني" و"بدوي الجبل" "ميخائيل نعيمة" و"جبران خليل جبران" كما ترجمت قصيدة المطر للشاعر "بدر شاكر السياب" والتي لاقت رواجاً كبيراً في الأوساط الأدبية الرومانية؛ من ثم تابعت إصدار المجموعات الشعرية في سورية منها "الزنابق"، "أعاصير وظلال"، وبعد عودتي إلى سورية انتسبت إلى اتحاد الكتاب العرب في عام 1998 وثبت عضويتي فيه عام 2000.
** قضيت في رومانيا حوالي /14/ سنة حيث كنت منذ البداية تواقاً لاكتشاف الأدب الروماني، قرأت الكثير من الشعر وخاصة لأعلام الشعر في رومانيا، اللغة الرومانية لغة جميلة ورقيقة ونستطيع أن نقول أنها لغة الشعر، هناك عدة أنواع للشعر تماماً كما يوجد لدينا فهناك الشعر الأبيض والكلاسيكي، تشبه التقطيعات الموجودة في العروض الروماني تقطيعات العروض في اللغة العربية.
* في أي اتجاه كتبت؟
** الشعر يتبع المرحلة العمرية لكل إنسان، في البداية كتبت عن الأحلام وعما يشغل حيزاً من تفكيري في الصغر، انتقلت بعدها إلى مرحلة الغزل أو مرحلة الشباب، فاستمرت هذه المرحلة معي، ويغلب على قصائدي شعر الغزل بلسان المرأة.
** خرجت مرة واحدة في مجموعة "رحيل الرهام" عن القصيدة الكلاسيكية، فقبل أن أسافر من "بوخارست" كتبتها، وكتب عنها النقاد الرومان أنها أجمل ما كتب في "بوخارست" وطلب مني أن أترجمها للغة الرومانية، واستخدمت بها طريقة التفعيلة؛ قرأت قصيدة النثر لدى "محمد الماغوط" وأنا معجب بها وأحببتها، ولكني لم أحبذ ولم أفهم هؤلاء الذين يكتبون بطريقة رمزية ضبابية.
** للقصيدة موسيقا داخلية وموسيقا خارجية، الداخلية عندما تكتب القصيدة بشكل صور مبدعة فتشعر أنك مشدود لمتابعة القصيدة، أما في العروض فلا يمكن تسميتها قصيدة إذا لم تحمل الموسيقا العروضية.
** يوجد في القطر العربي السوري الكثير من النقاد، إلا أنهم في المجمل أخذوا الجانب الإيجابي من النقد، أو ما يمكن تسميته المديح، وهذا ساهم في تأخر القصيدة لدينا، مجرد النقد الإيجابي لا يتوافق مع روح النقد، لا أعتقد أن جميع المجموعات التي تصدر هي مجموعة جيدة، إلا أن مجمل الدراسات التي تقام هي دراسات لمدح الشاعر أو المجموعة.
** الشاعر الراحل "علي دمر" وهو من الشعراء الكبار الذي كان له فضل عليّ وقد كان أستاذي في بعض المراحل الدراسية.
من الجدير بالذكر أن الشاعر "محمود عزو الحسن" هو من مواليد "مورك" 1959 درس جميع المراحل التعليمية حتى الثانوية في مدارس "مورك" ثم انتقل إلى رومانيا فدرس الطب في جامعة رومانيا الأولى ومن ثم تبعهم بالاختصاص ليحصل على الدكتوراه في الطب، حالياً يعمل كمدرّس واستاذ في كلية الطب في جامعة البعث.