أقيم على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون في مدينة "حماة" مسرحية للأطفال بعنوان " أمير الألحان ". المسرحية من تأليف وإخراج المخرج "مهند ورد" وشارك في العرض الفنان "أندريه سكاف" بدور الجد منصور والفنان "مهند ورد" بدور الغول الحكيم والفنان "راكان تحسين بيك" بدور الأمير كوكي والفنان "ماهر اسماعيل" بدور الجني شوبان وقامت بدور الطفلة "سالي" الفنانة "دولت محمد".
موقع eHama حضر المسرحية بتاريخ 21/11/2008 والتقى بمخرج العمل السيد "مهند ورد" الذي حدثنا عن مسرحية أمير الألحان قائلا : «هي عبارة عن قصة بسيطة بطلها الأمير كوكي أمير مدينة الألحان والذي قام برحلة من مدينته إلى مدينة الحكمة تاركا وراءه أمه التي حاولت ثنيه عن عزمه على السفر ولكنه أبى وآثر الذهاب وبعد سفره شعر بالندم وبدأ بالبحث عن حل يستدر به عطف أمه لإرضائها. ويوجد لدى الأمير كوكي صديق وهو جني من مدينة الألحان يجيد تأليف الموسيقى وعزفها ، ويتعرف على الجد منصور الذي يسكن في مدينة الحكمة والذي بدوره يأخذهم للحكيم أبو الهول ليطلب منهم المساعدة ويكتشفون بعدها أنه غول حكيم ويوافق على مساعدتهم وتتضافر جهود الجميع لإيجاد حل لهذه المعضلة ليصلوا أخيرا إلى نتيجة مفادها أن يقوموا بتأليف وتلحين أغنية يغنيها الأمير كوكي لأمه بكل صدق وشعور بالندم ، الهدف من المسرحية هو إبراز قيمة الأم في الدرجة الأولى والهدف الثاني أيضا أن نظهر للأطفال الغول والجني بطريقة محببة ومرحة لا تبعث على الخوف والرعب منهم أما الهدف الثالث فهو الموسيقى لأنها غذاء النفس والروح وقد وجدنا في الاستعانة بموسيقا مسلسل سنوات الضياع ضالتنا فإن موسيقاه حازت شهرة واسعة وكان لها دورها الفعال في تجاوب الأطفال وإصغائهم وتفاعلهم مع المسرحية».
يوجد بيني وبين جمهور "حماة" علاقة مودة ومحبة نمت وكبرت منذ زمن ومن عدة سنوات وأنا أقدم أعمال مسرحية في مدينة "حماة" ولم أعد أشعر بأي غربة بيني وبين أطفالها، أشعر وكأنني موجود في الشام
وأضاف قائلا : «لاقت المسرحية في مدينة "حماة" صدى كبيرا وحضرها جمهور غفير من الأطفال والكبار، وقد كان لنا عدة عروض منها (فارس الأرض) و (الكوكب السحرية) وكل ذلك بالتعاون مع شركة نتالي وهي شركة متخصصة بالإنتاج الفني تأسست منذ حوالي العشر سنوات وتديرها السيدة "سوسن شيخ البساتنة" والتوجه العام لهذه الشركة هو الإنتاج المسرحي للأطفال كما تخطط لإنتاج فيلم للأطفال في غضون العامين القادمين».
وخلف الكواليس التقينا مع النجم "أندريه سكاف" الذي قام بدور الجد "منصور" فحدثنا عن دوره في مسرحية أمير الألحان بالقول: «الجد "منصور" هو دوري في المسرحية والذي يأخذ أمير الألحان إلى الحكيم وهو الغول لمساعدته على إيجاد طريقة يرضي بها أمه الحزينة والتي طلبت منه عدم السفر لإحساسها بالخطر القادم وخوفها عليه كلنا نعلم إحساس الأم وهذا الدور يرشد الطفل إلى قيمة الأم ويبين أن خوفها ولجوءها إلى منع أولادها من السفر من عمل بعض الأشياء ليس لمجرد المنع وإنما لخوفها عليهم من تبعات العمل الذي يريدون القيام به».
وأضاف قائلا: «بعد مناقشة مع فريق العمل وقع اختياري على ارتداء اللباس العادي كي أظهر به في المسرحية وليس بزي الجد الختيار وذلك لعدة أسباب منها محاولة تجاوز مشكلة تواجهنا في مسرح الطفل وتسمى كسر الجدار الرابع للصورة وهي محاولة تقريب الصورة لعيون الأطفال وعقولهم وخاصة في هذه المرحلة العمرية الصغيرة ففي المسرح توجد مواجهة بين الأطفال والممثلين فالطفل يشعر بنا وربما يلمسنا بعد قليل وهنا لابد أن تكون إحدى شخصيات العمل قريبة للحقيقة وليست قادمة من الخيال. فالجد منصور في المسرحية هو جد للطفلة سالي ولكني في نفس الوقت ظهرت بشكل لا يوحي بأني جد أو رجل طاعن في السن وذلك كي أكون صلة وصل بين جمهور الأطفال وشخصيات المسرحية».
كما حدثنا عن أعماله السابقة الخاصة بمسرح الأطفال فقال: «قمت بعدة أعمال في مسرح الطفل منها ما شاركت به مع شركة نتالي (الكواكب السحرية) و(فارس الأرض) ومسرحية أمير الألحان وهناك تجارب أخرى لمسرح الطفل مع الزميل "نضال سيجري" منذ عدة سنوات اسمها (سندريلا) وكان لها صدى ونجاح كبيرين ومنذ فترة عرض لي عمل على قناة الجزيرة للأطفال اسمه (أنا وأسرتي) للمخرج الأردني "تامر جبر" ومن بطولة "محمد خير الجراح "و"شكران مرتجى" وعدة ممثلين سوريين آخرين».
وختم حديثه بالقول: «يوجد بيني وبين جمهور "حماة" علاقة مودة ومحبة نمت وكبرت منذ زمن ومن عدة سنوات وأنا أقدم أعمال مسرحية في مدينة "حماة" ولم أعد أشعر بأي غربة بيني وبين أطفالها، أشعر وكأنني موجود في الشام».
كما التقينا النجم "راكان تحسين بيك" والذي حدثنا عن دوره في المسرحية فقال: «بشكل عام لابد لكل مسرحية موجهة للأطفال أن تحمل مغزى وفكرة تغرس في نفوسهم وعقولهم بذور الأخلاق الحميدة والسلوك الحسن والمغزى من هذه المسرحية هو لفت انتباه الأطفال إلى طاعة الوالدين والابتعاد عن عقوقهم ودوري في المسرحية هو شخصية الأمير كوكي الذي يترك أمه حزينة لفراقه ولكنه في نفس الوقت في داخله لا يعلم كيف يرضيها ويذهب الحزن عنها فيجوب البلاد ويبحث عن الجد والحكيم يطلب منهما المساعدة وإيجاد حل يسترضي به أمه الحزينة».
وختم بالقول: «لا أستطيع وصف شعوري عندما أسمع صوت الأطفال الذي يملأ القاعة بضحكهم لحركة معينة أو استنكارهم لموقف ما أو حتى محاولتهم مساعدة بعض شخصيات المسرحية ولفت انتباه إحدى الشخصيات لحركة قام بها عدوه ضده، العمل المسرحي للأطفال ممتع ولكنه في نفس الوقت صعب جدا وتكمن صعوبته في تبسيط الفكرة وطريقة إيصالها لعقل الطفل ونفسه بدون أن تحمل أي معنى سلبي أ حتى الإيحاء ، فهنا يجب علينا أن نكون حذرين ودقيقين في كل مكونات العمل».