هو مثال الإنسان المتمسك بالحياة بكل مفرداتها، والمنتمي إلى جذوره التي لم ينقطع عنها، بل يعتبرها محوراً أساسياً من محاور مشواره الإبداعي، الذي بدأه شاعراً ثم امتد نحو حقول المسرح، والدراما التلفزيونية. إنه المبدع الراحل "ممدوح عدوان"، وتكريماً له وإيماناً به تحييه "مصياف" بإطلاق فعاليات "أيام ممدوح عدوان" بمناسبة الذكرى "الخامسة" لرحيله.
موقع eHama حضر الافتتاح الذي أقيم في "المركز الثقافي في مصياف" والذي بدأه الأستاذ "منذر عطفة" معاون مدير المركز في كلمة الافتتاح قائلاً: «في مثل هذه الأيام ومنذ خمسة أعوام غادرنا الروائي والقاص والمسرحي "ممدوح عدوان"، بعد أن كرمته مدينته "مصياف"، وهو مثقل بالمرض، حين ودعها بعبارته الخالدة: "الأهل في مصياف والروح تواقة"، لذا نجتمع اليوم على ذكرى رحيله القاسي ونقيم "أيام عدوان" الغائب عنا والحاضر معنا بروحه».
نحن لا نلتقي اليوم على ذكرى "ممدوح عدوان" بل نلتقي معه، فهو لم يغب عنا ومازال حاضراً أبدياً في ذواتنا وثقافتنا، فالموت لم يغيّب "عدوان"، لأنه أكبر من الموت والمرض، بدليل أنه عاش خلال فترة مرضه رجلاً طبيعياً بكل معنى الكلمة يضحك ويكتب ويسامر وينكت
بدوره أشار الأديب "رفعت عطفه" في كلمته قائلاً: «نحن لا نلتقي اليوم على ذكرى "ممدوح عدوان" بل نلتقي معه، فهو لم يغب عنا ومازال حاضراً أبدياً في ذواتنا وثقافتنا، فالموت لم يغيّب "عدوان"، لأنه أكبر من الموت والمرض، بدليل أنه عاش خلال فترة مرضه رجلاً طبيعياً بكل معنى الكلمة يضحك ويكتب ويسامر وينكت».
ويضيف: «إن تجربة "عدوان"، هي تجربة يليق بها أن تكون "مدرسة" بكل معنى الكلمة، لأن كل من عرفه وقرأه كان يتساءل دائماً، من أين يأتي "عدوان" بالوقت الكافي لكل هذا الإبداع، ويمكن الرد عليهم بأن الوقت كان طوع يدي "عدوان" الذي يعرف قدسيته، كما كان البعض الآخر يتساءل من أين يأتي "عدوان" بكل هذه الجرأة، لكنهم لم يعرفوا أن "عدوان" كان مملوءاً بالروح المستقرة والباحثة التي ترى في الجمود موتاً».
ويتابع: «ذهب "عدوان" من "مصياف" إلى "دمشق"، حاملاً معه الفكر القومي العربي، ذهب ملتزماً، وبقي هذا الالتزام لديه شرف، لم يطرأ عليه أي تبدل أو تغير، ويمكننا أن نرى هذا الالتزام في "شعره"، كما نجده في "مسرحه"، وفي "نصوص مسلسلاته التلفزيونية"، وفي "مقالاته" التي نفخر بها، حيث نجد أن "الفقر" و"الفقراء" أساسيون في نصه، فهو منذ بداياته رصد حركة "المظلومين"، ومن هنا يأتي أهمية الطرح الذي يطرحه "عدوان" الذي أتحف المكتبة العربية بعشرات المؤلفات الشعرية والمسرحية والأدبية».
وفي كلمته أوضح الشاعر "عادل محمود" بقوله: «أعتقد أن "الموت" أبسط حل لأعقد مشكلة ألا وهي "الحياة"، لكن هذا "الموت" لم يعرف باب "عدوان"، لأن أعماله وأشعاره وضحكاته "حية" و"خالدة" في قلوبنا وأحاسيسنا، لذا نجد وفي كل احتفال أن هناك مقعداً افتراضياً يجلس فيه "ممدوح عدوان" الذي ترفرف روحه اليوم مع نسيم "مصياف"».
ويختم هذا الاحتفال بقوله: «أهدي "عدوان" هذه الكلمات التي تذكرني بغرفته في الطابق "الرابع" قائلاً: "هاتف أسود" على الأرض، وكتاب مفتوح في جوار الهاتف، الهاتف يرن رنيناً متواصلاً كل دقيقة ثم كل ثانية، "الهاتف الأسود" يرن رنيناً متواصلاً، وذلك لأن أحداً لم يأت، وذلك لأن الجميع واثقون من أن الرجل في الطابق الرابع لن يموت أبداً».