يتربع على إحدى ضفتي نهر "العاصي"، يعود بناؤه إلى العهد المملوكي، وعلى الرغم من مساحته الصغيرة نسبياً إلا أن ذلك لم يحل بينه وبين تميزه معمارياً.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 أيلول 2014، الأستاذ "عبد القادر فرزات" رئيس دائرة آثار "حماة"؛ الذي تحدث عن جامع "الغري"، ويقول: «يعد أحد أهم الجوامع الأثرية الموجودة في مدينة "حماة"، سمي بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ "محمد بن حمزة العزي"، ويوجد كتابة محفورة داخل الجامع تشير إلى بانيه، وتنص على: (بسم الله الرحمن الرحيم بنى هذا المسجد لنا العبد الفقير إلى رحمة الله "محمد بن حمزة العزي" سنة ثلاثة وعشرين وسبعمائة)، وعلى الرغم من مساحته الصغيرة إلا أن موقعه المتميز على الطرف الجنوبي لجسر "الهوى" شمالي قلعة "حماة" أكسبه جمالية فريدة وشهرة واسعة لدى سكان المدينة».
كان المسجد يحتوي على هيئة مؤلفة من خطيب وإمام ومدرس وخادم ومشعل أنوار ومسبّح في رمضان، وقد تشمل الوظيفة الواحدة أكثر من موظف، كما وقد يشغل موظف واحد أكثر من وظيفة شأنها في ذلك شأن الحمامات والخانات؛ فلها وقف وموظفون
ويضيف: «ولعل أبرز ما يميز هذا الجامع إضافة إلى موقعه هو قبته البيضاء المحززة بانتظام بشكل شعاعي بالغ الدقة، عدد أضلاعها أربعة وعشرون ضلعاً، وتستند هذه القبة على رقبة تعلو الحرم ويتخلل هذه الرقبة نوافذ علوية تساهم في تأمين إنارة خارجية طبيعية للحرم، أما الحرم فهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل تبدو الحجارة التي بني فيها مرصوفة بشكل دقيق تدل على الإبداع الهندسي لبناة هذا الصرح المعماري، ويتوسط الحرم المحراب، كما يوجد بعض الكتابات الخاصة بباني هذا الجامع».
ويتابع: «كان المسجد يحتوي على هيئة مؤلفة من خطيب وإمام ومدرس وخادم ومشعل أنوار ومسبّح في رمضان، وقد تشمل الوظيفة الواحدة أكثر من موظف، كما وقد يشغل موظف واحد أكثر من وظيفة شأنها في ذلك شأن الحمامات والخانات؛ فلها وقف وموظفون».
أما المهندس "عمار الزالق" رئيس المكتب الفني في دائرة أوقاف "حماة" فيقول: «تدل الدراسات التاريخية أن نواة بناء الجامع كان في الأساس كنيسة غير معروف تاريخ بنائها، وفي عام 657 هجري خلال فترة العهد المملوكي تحولت إلى مدرسة على يد "أبو سالم يحيى بن حمزة العزي"، وفي عام 723 هجري تم تحويل المدرسة إلى مسجد، وتبلغ مساحته الإجمالية 182م2، والمساحة السماوية للجامع 51م2، ومساحة الحرم 62م2، وهو بناء سجل أثرياً بالقرار رقم 98 تاريخ 2 تشرين الثاني 1935، وطرأ على بنية الجامع بعض التعديلات بسبب ارتفاع منسوب الشوارع المحيطة به حتى وصلت إلى نصف جدرانه، وكغيره من الأبنية الأثرية الموجودة في المدينة تعرض الجامع إلى تصدعات نتيجة الزلازل التي تعرضت لها المدينة؛ تلك التصدعات تبدو جلية في بنية الجامع التي لا تحوي على مئذنة حجرية، وكما هو معروف لدى أهالي مدينة "حماة" أن جامع "العزي" لم يكن يمتلك مئذنة؛ لذلك وضعت له مئذنة حديدية بانتظار بناء مئذنة حجرية له تتناسب مع قيمته الأثرية والتاريخية في آن معاً».