لم يكن "أحمد الوتار" البطل الآسيوي ليبتعد عن رياضته المفضلة "الملاكمة" والتي أبدع فيها كلاعب، فاختار أن ينقل خبرته إلى أجيال أخرى من خلال تدريبه لفئات الناشئين والأشبال، محتفظاً في خزانته بعدد كبير من الميداليات الذهبية، ولقب بطل سورية.
من فئة الأشبال التقينا اللاعب "طلال كيلاني" الذي تحدث عن مدربه فقال: «للأستاذ "أحمد وتار" دور كبير في محبتي لرياضة الملاكمة فهو بالنسبة لي ولكل اللاعبين مثال يحتذى به لكونه حقق هذه الانتصارات، وللاهتمام الذي يبديه بنا كلاعبين يجعلنا نقبل على المثابرة في هذه اللعبة، الملاكمة رياضة رائعة وتمنح اللاعب القوى والتركيز».
كان لبعض الأشخاص فضل كبير فيما وصلت إليه وأذكر منهم الأستاذ "جمعة المحمد" مدير شركة الاسمنت بحماه الذي طالما مد يد المساعدة لي في تحقيق النجاح في مهنة التدريب التي أقوم بها حالياً
الكابتن "سليمان فرج الشيخ" رئيس اللجنة الفنية للملاكمة في "حماه" تحدث عن "أحمد وتار" فقال: «"الوتار" لاعب مميز في فئة الوزن الثقيل يتمتع بأخلاق عالية في تعامله مع زملائه الذي تدربوا معه، وهو بطل من أبطال سورية الذين نفتخر بهم وقد استطاع المحافظة على لقب البطولة لمدة لا تقل عن عشر سنوات، ومنذ بدايته مع لعبة الملاكمة تميز بسرعة تعلمه وإتقانه للحركات التي كان يتدرب عليها، أتمنى له كل التوفيق والنجاح في مهنة التدريب وان يقدم لنا الكثير من اللاعبين واللاعبات المميزين وذلك امتداداً لبطولاته التي قدمها طوال فترة ليست بوجيزة».
موقع eHama التقى اللاعب السابق والمدرب الحالي في نادي "الطليعة" لفئة الأشبال والناشئين الكابتن "أحمد وتار" الذي تحدث لنا عن لعبة الملاكمة وبداية مشواره الرياضي قائلاً: «هي رياضة الفن النبيل والأخلاق العالية والتي لا تعتمد على القوة البدنية والكتلة العضلية للجسد فحسب بل تعتمد على درجة عالية من التركيز والانتباه وسرعة البديهة لدى الممارس لها، كنت أراقب البطل العالمي "محمد علي كلاي" في لقاءاته وانتبه إلى حركته في الحلبة ودورانه حول خصمه وتسديد لكماته بأسلوب ساحر وتمنيت لو أنني أصبح مثل هذا البطل وتلك كانت البداية في عشقي وتعلقي في لعبة الملاكمة.
في عام 1989 بدأت بمزاولة هذه اللعبة على يد المدرب الوطني "سليمان فرج الشيخ" الذي بذل جهداً كبيراً في تدريبي والعناية بي منذ اللحظات الأولى لممارستي للعبة الملاكمة».
وعن بداية مشاركاته تحدث "وتار" بالقول: «في عام 1994 كانت أولى مشاركاتي ببطولة الجمهورية التي أقيمت في مدينة "حماه" ونلت المركز الأول بعد تغلبي في المباراة الختامية على "احمد شلق" لاعب نادي الشرطة وتوالت مشاركاتي المحلية بعد ذلك حتى عام 2008 فكانت آخر بطولة محلية أشارك بها وفي تلك البطولات كنت دائماً أحقق المركز الأول».
وعن انتقاله إلى البطولات الدولية يقول: «كانت أولى مشاركاتي الدولية بعد انضمامي إلى المنتخب الوطني وبعد خضوعي لمعسكر تدريبي سافرت إلى تونس للمشاركة في بطولة "7 نوفمبر" وهي بطولة سنوية تقام في تونس تشارك فيها العديد من الدول العربية وأحرزت الميدالية الذهبية بعد فوزي في المباراة النهائية على اللاعب التونسي "سامي الجندي" وكان ذلك في عام 1997.
وفي نفس العام- أي عام 1997- شاركت في الدورة العربية التي أقيمت في لبنان ونلت الميدالية البرونزية بعد خسارتي أمام البطل العالمي الجزائري "محمد بن قاسمية"، وبعد عامين كانت هناك بطولة "فجر" في إيران بمشاركة عدة دول آسيوية استطعت أن أحقق الميدالية الذهبية، وكانت لي مشاركة في بطولة البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في "تونس" عام 2001 وفي تلك البطولة أحرزت الميدالية الفضية بعد تغلبي على اللاعب التركي واليوغسلافي وخسرت أمام اللاعب التونسي بفارق بسيط في النقاط وهو نفس اللاعب الذي هزمته قبل ثلاثة أشهر من هذه البطولة».
ويتابع "الوتار": «توقفت عن المشاركة لفترة من الزمن بداعي السفر إلى الإمارات العربية المتحدة وتحديداً إلى إمارة "أبو ظبي" فقد أشرفت على التدريب والتحكيم هناك إلا أنني لم أطل في فترة غيابي كثيراً فقد آثرت العودة إلى وطني بعد أن قام رئيس الاتحاد السوري للملاكمة السيد "محمد كامل شبيب" باستدعائي للعودة للمشاركة في بطولة العالم والتي أقيمت في "ايطاليا" وكان ذلك في عام 2004 واستطعت أن أحقق الميدالية الفضية.
وفي نفس العام- أي عام 2004- أحرزت الميدالية الذهبية لدى مشاركتي في الدورة العربية التي أقيمت في "الجزائر" على الرغم من تعرضي للإصابة في كتفي تلك الإصابة التي أدت فيما بعد إلى تراجع كبير في أدائي، توجهت بعد ذلك للمشاركة في البطولة الدولية التي أقيمت في "كازاخستان" ونلت الميدالية البرونزية بعد أن خسرت المباراة النهائية أمام بطل العالم "مختاروف" وكانت أفضل اللقاءات التي خضتها حيث كان الفارق في النقاط لا يتعدى النقطتين واذكر التشجيع الذي بادلني إياه الجمهور الكازاخستاني للأداء الرائع الذي اتسم به ذلك اللقاء، وكانت آخر مشاركاتي في الدورة العربية التي أقيمت في جمهورية مصر العربية عام 2007 ونلت الميدالية البرونزية ومن ثم اعتزلت اللعبة في ذلك الوقت».
لم تتوقف مسيرة "أحمد وتار" على ممارسة لعبة الملاكمة، لكنه تحول بعد اعتزاله إلى مدرب فدرب العديد من اللاعبين الذين حققوا بطولات محلية نذكر منهم "معتصم" و"عبد الله عبود" و"احمد كريج" وحالياً يقوم بتدريب فريق الأشبال والناشئين لنادي الطليعة بالإضافة إلى تدريب فريق البنات للملاكمة في حماه، عن مسألة التدريب والإقبال على ممارسة لعبة الملاكمة في مدينة حماه تحدث قائلا:
«مازال هناك اعتقاد خاطئ لدى البعض عن طبيعة ممارسة لعبة الملاكمة بأنها لعبة خشنة تؤدي إلى إصابات عديدة للاعب وهو اعتقاد فيه الكثير من التجني على لعبة الملاكمة فهي بتصوري اقل الألعاب تعرضا للإصابة إن وجد فيها التركيز والانتباه بشكل جيد، والمعروف عن رياضة الملاكمة بأنها لعبة الفن النبيل وهي تسمية لم تأت من فراغ لما تتسم به هذه اللعبة من أخلاق عالية يتحلى بها كل ملاكم.
أما بالنسبة للإقبال فهو جيد من قبل الفئات العمرية المختلفة وبشكل خاص فئة الأشبال التي تحظى باهتمام بالغ لأهميتها في رفد رياضة الملاكمة السورية بجيل قادر على تطوير هذه اللعبة إلى الأمام».
وأضاف "الوتار": «كان لبعض الأشخاص فضل كبير فيما وصلت إليه وأذكر منهم الأستاذ "جمعة المحمد" مدير شركة الاسمنت بحماه الذي طالما مد يد المساعدة لي في تحقيق النجاح في مهنة التدريب التي أقوم بها حالياً».
وعن تطور لعبة الملاكمة السورية أضاف "الوتار": «الملاكمة السورية في تطور مستمر وجيد وفي مدينة حماه هناك خامات جيدة وواعدة واهتمام ملحوظ من قبل اتحاد اللعبة واخص بالذكر رئيس اتحاد القوى الأستاذ "نصر الكردي"، أتمنى زيادة الاهتمام بهذه اللعبة والعمل على تطويرها بشكل دائم ومستمر».
الجدير بالذكر أن الكابتن "أحمد وتار" هو من مواليد مدينة حماه 1976 وهو عضو لجنة فنية في لعبة الملاكمة.